وفقا للأرقام والدراسات:العنوسة ازمة عربية
كتبت :سمر الدسوقي
يعتقد البعض أن العنوسة مشكلة مصرية بحتة!! ولكن الأرقام والدراسات التي يتم إجراؤها يوماً بعد يوم علي المستوي العربي، تؤكد أنها مشكلة عربية، لا تعاني منها الفتاة أو الفتي في مصر فقط، حيث نجد لها واقعاً ملموساً وكذلك آثاراً سلبية في أغلب دولنا العربية، من سوريا للأردن، للبنان والعراق واليمن، وحتي دول الخليج التي يعتقد البعض أن ارتفاع مستوي المعيشة بها يمنع وجود مثل هذه المشكلات
نبدأ مما تشير به وتؤكده الأرقام والبحوث عن واقع هذه الأزمة عربياً، ففى دراسة أعدها د. إسماعيل الزيود- أستاذ علم الاجتماع والباحث الأردنى- حيث نجد أن 50%من الشباب السورى أعزب بينما ترتفع النسبة بين الفتيات ممن تخطين سن الـ35 لتصل إلى 60%، أما السودان والصومال فيعانى فيها من هذه المشكلة لأكثر من 30%، ولا تنخفض نسبة العنوسة فى الأردن حيث تكاد تقترب من الـ50% بين الفتيات والفتيان على حد سواء، فى حين نجد أن أكثر من ثلث سكان الجزائر ممن هم فوق سن الثلاثين مازالوا بدون زواج لتصل فى العراق 85%.
وفى اليمن وليبيا 30%، وأخيراً الجزائر بلغت 51%، ويعد المستوي التعليمى المرتفع للنساء عائقا بسبب طموحهن الزائد.
الزواج من الأجانب
هذا عن الوضع فى دول الجوار، أما إذا انتقلنا للخليج العربى، فكما تشير د. خولة بنى عرابة الأستاذة غير المتفرغة بجامعة السلطان قابوس، فلمشكلة العنوسة تواجد بل وآثار ملموسة فى منطقة الخليج، حيث تصل- وفقا لقولها -نسبة هذه المشكلة فى السعودية إلى أكثر من 30% وفى سلطنة عمان إلى أكثر من 35% أما فى كلٍ من الكويت وقطر والبحرين والإمارات فتتفاوت ما بين 30 إلى 35%، وإذا عدنا إلى جذور هذه المشكلة فى المجتمع الخليجى، فسنجد أن هناك العديد من الأسباب التى فجرت هذه الأزمة، وللأسف مازال بعضها موجود بل ومتفاقماً، وفى سلطنة عمان نجد أن للعامل القبلى وإصرار البعض على الزواج بين أبناء القبيلة الواحدة، ورفض بعض أبناء القبائل الزواج من قبائل أخرى، أثراً فى تفاقم هذه الأزمة مع العامل الاقتصادى، وفى الإمارات الأسباب نفسها.
وتضيف عرابة: وبالرغم مما تبذله الحكومات من جهد فى هذا الشأن إلا أن حلول غير شرعية طرحت لهذه المشكلة من خلال الزواج العرفى وزواج المتعة والمسيار وحتى العلاقات الأخرى غير الشرعية، بل وكان لزواج الشباب من أجنبيات يختلفن عنهم فى الجنسية أثر فى تفاقمها.
الأسرة البسيطة
هذا عما يحدث حولنا فى الوطن العربى والذى تنضم مصر إليه كجزء من هذه المشكلة، نتيجة لعوامل عدة بل وبنسبة ليست بالبسيطة، وكما تقول د. نادية عبدالفتاح -أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس-: وصلت نسبة العنوسة بين فئات الشباب المصرى إلى 37%، ووصل عدد من يعانون منها من الجنسين إلى 10ملايين شاب وفتاة فوق سن الثلاثين، بينهم نحو 5،4 مليون أنثى فوق سن الـ35عاماً، ولن نخوض كثيراً فى أسباب هذه المشكلة والمتفاوتة ما بين البطالة والتكاليف المرتفعة للزواج وإصرار الأسر على السماح بتزويج أبنائها بعد إعداد منزل كامل ومؤثث من كافة الأجهزة والأثاثات.
حلول حكومية
أما المحامية أشجان البخارى- رئيسة إحدى الجمعيات المعنية بشئون المرأة- فتقول إن علاج هذه المشكلة لا بد وألاّ يكون علاجاً فردىاً أو حتى من خلال المجموعات الصغيرة، فلا بد وأن يكون علاجاً حكومىاً ومجتمعىاً، فعلينا ونحن نغير المجتمع كله من خلال الثورة، أن تسعى الحكومة المقبلة إلى وضع الشباب فى مقدمة أولوياتها فتضع مشكلة البطالة فى أوائل المشكلات التى تصنع لها حلولا سريعة، كما تخصص وحدات سكنية منخفضة الأسعار للشباب.
حلول أخرى
ويقول د. يسرى عبدالمحسن- أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة،- إذا نظرنا إلى طرق التعامل السليم مع هذه المشكلة وما تخلّفه من آثار نفسية صعبة على الفتى والفتاة على حد سواء، كمشكلات الإصابة بالقلق والاكتئاب والتوتر، والميل للهروب من التجمعات الأسرية والعزلة.
فسنجد فى البداية العمل والاهتمام بالهوايات وخدمة الفئات المجتمعية المهمشة كالأطفال وكبارالسن، هذا بجانب وضع أهداف بديلة للحياة