البابا شنوده
كتبت - نور عبد القادر :
أثار دخول البابا شنوده، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية، مستشفى السلام الدولي إثر سوء حالته الصحية العديد من المخاوف لدى الأقباط خاصة لما تمر به البلاد من ظروف حرجة سياسيًا وهو الأمر الذى ينذر بمخاوف بالغة على الوضع السياسي والاجتماعي للأقباط في ظل القلق من خلو المنصب في تلك المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.
من جانبه قال القمص عبد المسيح بسيط، مديرمعهد دراسات الكتاب المقدس بشبرا الخيمة : '' من الطبيعى أن نشعر جميعًا بالقلق البالغ فى حالة إصابة البابا بمكروه فهو بمثابة صمام الأمان بين المسيحين والمسلمين وله دور بالغ الأهمية بالكنيسة وعلاقتها بالدولة كذلك كان له دور واضح ودقيق وصارم تجاه سعي الدول الأجنبية التدخل فى شئون مصر بدعوى حماية حقوق الأقباط ''.
أضاف : '' فكرة خلو المنصب الآن يشكل خوفا كبيرًا خاصة وإننا على مشارف انتخابات منصب رئيس الجمهورية ولم يخطر ببالنا التفكير إذا ما خلا منصب البابا الأن وبالتالي الدخول في متاهة الانتخابات للمنصب ومن ثم صراعات داخل الكنيسة وخارجها خاصة وأن هناك اعتراضات على لائحة اختيار البابا.
وتابع : '' القلق سوف يشمل رجال الدولة ومرشحو الرئاسة ورجال الدين والأقباط والمسلمين، خصوصاً ً أنه من الممكن أن يخلو المنصب ربما شهر أو قد يصل المر لكثر من 3 سنوات''.
وأردف قائلا : '' فاختيار بطريرك الكرازة المرقسية ليس بالأمر السهل فهو يخضع لانتخابات ربما يترشح لها قرابة 120 رجل دين، ويتم الوصول لأكثر ثلاث أعضاء قبولا ًوتصويتا ً، ثم يتم التصويت على واحد منهم، وسوف يتولى مهام الكنيسة لحين انتهاء الانتخابات ''قائم مقام البطريرك'' وغالبا سيكون الانبا باخنيوس، أسقف البحيرة، فهو الأكبر سنا ً وللعلم فهو صاحب خبرة وفكره قريب للغاية من البابا شنودة ''.
وحول أبرز المشاكل التى قد تواجه الكنيسة صرح مدحت بشاى، المفكر القبطى بأن الخوف الأساسى من حماس واندفاع شباب الكنيسة خاصة وأنهم خرجوا مؤخرا عن الكنيسة ورأوا أن مواقفها متخاذلة تجاه حقوقهم، ونأمل ان تتجمع الطوائف الثلاثة في مثل هذا الظرف الحرج''.
وأشار إلى أن للأسف القلق الذى نشعر به الآن يرجع لن البابا شنوده لم يضع إدارة جيدة في حالة مثل هذا الظرف مضيفا : '' لقد نادينا مرارا ًبالإصلاحات وتعديل لائحة وقانون اختيار الباب لتوسع دائرة الناخبين، بحيث لا يقتصر التصويت على فئة قليلة من رجال الدين ''.
وتوقع بشاي حدوث العديد من الصراعات داخل الكنيسة وخارجها قائلا : '' سيبدأ صراع الأساقفة على المنصب وسيسعون للحصول على أكبر عدد من الأصوات ومن ثم الخلافات ستكون مكشوفة وسيكون لها مردود سياسي بالشارع المصري، وهو الأمر الذى سيضر الكنيسة ويخلق فوضى ومن ثما مشاكل جسيمة بين الاقباط والمسلمين وسيتعالى أصوات أشخاص كالانبا بولا والانبا بيشوي ''.
بدوره تمنى بشاي أن يطيل عمر البابا حتى تمر المرحلة الانتقالية للبلاد ويحسم البابا العديد من القضايا الخاصة مع الرئيس القادم، خاصة بعد خروج شباب الكنيسة للشارع السياسي مطالبين بحقوق الأقباط.
بينما أوضح الأب '' رفيق جريش '' عضو الكنيسة الكاثوليكية والمتحدث الإعلامي لها أن لدى الأقباط قلق واضح لغياب الرؤية والنظام الانتخابي الواضح، خصوصا ً فى ظل الظروف الانتقالية للبلاد وسعى الدول الأخرى للتدخل فى شئون البلاد، وأقباط مصر قد تعلقوا بشخص البابا ولم يكن لدى أغلبهم رؤية واضحة ودور سياسي وكان هذا هو دور البابا.