أعلن والد الشاب المقتول فيصل بن عويضة الشلاحي المطيري والبالغ من العمر سبعة عشر عاماً تنازله عن قاتل ابنه، وكان فيصل بن عويضة قد انتقل إلى رحمة الله تعالى قبل يومين في بلدة عشيرة، عشرون كيلو متراً جنوب محافظة الرس، إثر محاولته فك اشتباك حدث بين صديقيه فجاءته طعنة بالسكين فارق على إثرها الحياة بعد لحظات من وصوله مستشفى الرس العام.
" الرياض" انتقلت لمقر سكن أسرة الشلاحي حيث التقت والد القتيل، وأشقاءه فذكر والده أنه وبعد تلقيه النبأ جمع أبناءه صباح يوم الجمعة وأعلن لهم جميعاً أنه تنازل عن قاتل فيصل ابتغاء الأجر والمثوبة من الله تعالى، مؤكداً أهمية الإيمان بالقضاء والقدر كما تحدث عن فضل عتق الرقبة وأنها من الأمور التي حث عليها ديننا الحنيف، حيث أعفى عن القاتل من دون طلب من أحد، ومن دون أي وجاهة اجتماعية أو أسرية، مبتغياً بذلك وجه الله تعالى، وكل ما يرغبه أن يعتبر الجميع من هذه الحادثة، وأن يكون التسامح والتصافح هو منهجنا في هذه الحياة، وهو المنهج الذي نادى به الدين الإسلامي، وحث عليه ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله، وطالب به، ونحن نقتدي به حفظه الله.
من جانبه تحدث محمد (شقيق المقتول) حيث قال تبلغنا بخبر وفاة أخي فيصل فجر الخميس، وقد توجهنا لشرطة محافظة الرس الذين أكدوا الخبر الذي كان مفزعاً لوالدي، وجعله ينقل لمستشفى الرس العام ويرقد فيها لعدة ساعات بعد سماعه الخبر، وأضاف محمد أن والده كان تنازل بعد الحادثة بأربع وعشرين ساعة فقط، وقد ذهب لمركز شرطة الرس لتسجيل التنازل رسمياً طالباً من الجهات المعنية إخراج الجاني ومن معه لذويهم، وأضاف محمد أيضاً يقول إنه يتمنى أن يكون ذلك قدوة للمسلمين جميعاً، متمنياً أن كل من يقرأ الخبر أن يدعو لشقيقه بالمغفرة والرحمة، كما أشار محمد في حديثه إلى أنه شاهد بعينه فرحة والد القاتل حين حضر للمقبرة عند دفن جثمان أخيه فيصل يدعي ويكثر من الدعاء، وقد اختلطت مشاعر الحزن بالفرح وقدم تعازيه للوالد ولكافة الأسرة، مؤكداً أن هذه الفرحة تساوي شيئاً كثيراً لدينا وأنستنا أحزاننا.
كما تحدث خال المقتول الشاعر سعود القنت قائلاً: نشكر والد فيصل ووالدته واخوانه الذين ضربوا أروع الأمثلة الإنسانية في إعتاق رقبة القاتل، وندعو الجميع ممن له حق عند الآخرين خصوصاً في قضايا القتل أن يحتذوا بهذا العمل الإنساني الكريم، الذي تم من دون وجاهة أو تأثير ومن دون مقابل مادي، بل كان والد المقتول حريصاً على إخراج القاتل من السجن وإرجاعه إلى والديه، ونشكر من جميع واسانا في مصابنا ونشكر سمو أمير القصيم، وسمو نائبه، على مشاعرهم الطيبة وطلبهم الزيارة لنا، وكذلك نشكر جميع من اتصل بنا هاتفياًُ أو من عزانا حضورياً، ونشكر أيضاً "الرياض" على حضورها.
من جانبه أكد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة القصيم النقيب محمد المحمود تفاصيل الحادثة مضيفاً أنه لابد من إكمال التحقيقات النظامية مع القاتل قبل تقديم المزيد من المعلومات.