تنظر جهات أمنية و قضائية في مدينة ينبع، غرب السعودية، في إحدى أغرب قضايا العنف الأسري استمرت قرابة عشرين عاماً، تعرضت خلالها سيدة سعودية إلى وحشية و”سادية”، انتهت بحبسها مع أولادها السبعة في منزل أقرب إلى سجن لمدة ستة أشهر بعد محاولتها الاتصال بقناة “أم بي سي” لشرح معاناتها خلال شهر رمضان الماضي.
ووفقاً لمصادر تتابع تفاصيل القضية، فإن شرطة ينبع تلقت توجيهات من جهات عليا لتقصي شكوى سيدة ظهرت “صوتيا” على قناة “أم بي سي” توحي بوجود عنف حقيقي ضدها ، لكن العثور على السيدة – كما ذكرت المصادر – لم يتم إلا خلال يوم الخميس الماضي، حيث عثر عليها مع سبعة من أبنائها في منزل موصد بإحكام يتكون من غرفة نوم واحدة، ودورة مياه، وبيئة منزلية متدنية جدا.
عاشت أم فهد تحت جبروت زوجها منذ كانت في الرابع عشرة، وتعرضت لمدة عشرين عاماً لأصناف متنوعة من الممارسة الظالمة المتنوعة، حيث يبدأ يومها بتحرش لفظي، وينتهي ليلها بعنف جنسي يكون ختامه تبول زوجها على جسدها العاري بعد “سادية جنسية”.
يعيش زوجها حياة مزدوجة، ففي الوقت الذي يضعها مع أولادها في جحيم حياة يومية و منزل كئيب، يسكن هو في فيلا فاخرة مع تسعة أولاد من زوجة سابقة، ويتموضع كل صباح على كرسي وثير تحت سقف شركة كبرى تمنحه مرتبا يفوق ثلاثين الف ريال، ومع ذلك – ووفقاً لحديث الأم المعنفة – فإن زاد وكساء أطفالها يأتي من الصدقة والإحسان القادم من جيرانها في حي” الأقيفة”.
تترك قضية أم فهد تساؤلات حول غياب أدوار كانت مرجوة من مدارس ارتادها أولادها وبناتها خلال سنوات عديدة، كذلك تخاذل جيرانها عن تمرير تفاصيل معاناة دامت طويلاً حتى استطاعت إحدى بناتها الاستعانة بإحدى زميلاتها لتوفير هاتف جوال تمكنت الأم من الاتصال بواسطته بقناة “أم بي سي”، فانكشفت معاناتها لجهات حكومية سعت للبحث عنها وتخليصها، فكانت ردة فعل الزوج بعد علمه باستغاثة زوجته أن حول منزلها إلى سجن ضيق، كاد أن يدوم أكثر من ستة أشهر لولا عثور شرطة ينبع على السجن والسجان نهاية الأسبوع الماضي.
تضمن سرد أم فهد لمعاناتها تفاصيل عن حبس داخل المنزل دام عشرين عاما، بما في ذلك حرمانها من رؤية والديها أو المشاركة في مراسم العزاء بعد وفاتهما، كذلك إرغام متواصل لها من زوجها على بناء أجزاء إضافية في المنزل بيدها لاستيعاب أطفالها، مشمولة بحمل الطوب، دهن الجدران، وأيضاً ذبح ماشية يأتي بها في أزمنة متفرقة.
تبلغ أم فهد حالياً 34 عاماً، بينما زوجها في 64، وهو الآن يتنقل ما بين اعتقال وتحقيقات لدى الجهات المعنية، بعد كشف إحدى أغرب وأطول حالات العنف الأسري في السعودية..