ويقول الدكتور رود مارتن الذي قاد البحث ان بعض البرامج الفكاهية التلفزيونية مثل "فولتي تاورز" الذي تدور احداثه في فندق صغير يملكه شخص احمق، و"ذي اوفس" (المكتب) الذي يتناول يوميات شركة صغيرة وتصرفات مديرها غريب الاطوار، تثبت ان البريطاني يستمتع بالقسوة والتصرفات الجارحة أكثر مقارنة بغيره من مواطني الدول الأخرى. يضيف ان هنالك فرقا فيما بين الشخصية الرئيسية في مسلسل "ذي اوفس" الفكاهي في النسخة البريطانية وتلك الاميركية، حيث يجري تخفيف طابع القسوة.
ويقول مارتن هناك احتمال بوجود اختلافات في حسن الفكاهة لدى الشعوب وقد يكون السبب وراء ذلك الفروقات الوراثية والبيئية، فالبريطانيون قد يبدون تسامحا اكبر لانواع مختلفة من الفكاهة بما في ذلك تلك التي قد يعتبرها الاميركي بانها تهكم قاس وجارح أو مسيء.
وكان الباحثون ضمن فريق الدكتور مارتن في جامعة ويسترن اونتاريو في كندا اجروا بحثهم في مجموعة يبلغ عددها 5 آلاف شخص، الفين من التوائم في بريطانيا و500 توأم في اميركا الشمالية.
وقد وجدت "الفكاهة الايجابية" التي تتناول الجوانب المضيئة في الحياة لدى التوائم على ضفتي المحيط الاطلسي، غير ان "الفكاهة السلبية" التي تتراوح فيما بين الاغاظة او المضايقة الخفيفة الى تلك العنصرية او الجنسية المسيئة ترتبط جينيا فقط ببريطانيا، وعند ظهور دليل على وجود نكات جارحة وقاسية في اوساط التوائم الاميركيين اتضح انه امر "تعلموه" او تلقوه في حياتهم وليس سلوكا وراثيا.
يقول الكاتب والممثل الفكاهي شارلي هيغسون ان هنالك جوانب فريدة في الحس الفكاهي لدى البريطاني، ويضيف ان "الكوميديا الاميركية أكثر ظرفا ورقيا"، و"ان الفكاهة لدينا تميل الى تناول شخصيات حمقى تقوم بتصرفات حمقاء، بينما نجد في اميركا ان هناك اناس اذكياء يتصرفون تصرفا ذكيا".
|