بتـــــاريخ : 2/6/2012 11:39:55 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2029 0


    المرأة والتعليم.. حق أوجبه الإسلام

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : أسامة الهتيمي | المصدر : www.wafa.com.sa

    كلمات مفتاحية  :

     

    الإصرار في التركيز على  الحديث عن إعطاء المرأة المسلمة لحقوقها التي منحها لها الإسلام وحرمتها منها المجتمعات بأعرافها وتقاليدها هو في نظر الكثيرين السبيل الأمثل للنهضة بالمرأة المسلمة وانتشالها من أوضاع متردية كانت مقبرة لدور مشرف ساهم وشارك بكل جدية وتفاني في رفع لواء الدعوة الإسلامية وقيام أعظم حضارة عرفتها التاريخ .
    ويعد حق المرأة في التعليم والتعلم في مقدمة هذه الحقوق إذ بممارسة هذا الحق تتحول المرأة المسلمة التي تمثل جزءا كبيرا وهاما من المجتمع من كمٍ مهمل إلى فاعل أساسي في تنمية وتطوير هذا المجتمع..ولهذا كان هذا التحقيق .
    التعليم حق
    في البداية يقول الأستاذ الدكتور علي أحمد الخطيب الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف إن الحديث عن المرأة وحقوقها في الإسلام أمر مهم خاصة وأنها كانت في الجاهلية تُملك ولا تملك وتُورث ولا ترث وتدفن حية "وإذا الموءدة سئلت بأي ذنب قتلت" فكانت حقوقها ضائعة وكرامتها مهدرة وإنسانتيها مفقودة فلما أن أشرقت الأرض بنور ربها وسطعت شمس الإسلام  وبعث محمد صلى الله عليه وسلم فأنار الكون كله بالعدل وشملته الرحمة أعطي الإسلام حقوقها كاملة غير منقوصة فجعل لها حقا في الميراث وحقا في اختيار شريك حياتها وحقا في إبداء الرأي.
    وأكد فضيلته أن للمرأة الحق في التعليم فالفتاة متساوية مع الولد في حق التعليم والتربية ولوالدها أجر على تعليمها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده الذكر عليها أدخله الله الجنة " وأهم ما يعلمه الرجل المسلم لابنته هو غرس العقيدة الصحيحة في نفسها والمبادئ والقيم والأخلاق وجميع المعارف التي تسمو بها وتوثق رابطتها بما حولها من شئون الحياة كما أنه من الواجب أن يعلمها كل شئ يفيدها في حياتها لأنها ستكون زوجة لرجل وأما لأولاد قال صلى الله عليه وسلم " المرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها"
    ويقول الشاعر :
    الأم مدرسة إذا أعددتها  *** أعددت شعبا طيب الأعراق
    وأوضح فضيلته أن المرأة في الإسلام كانت تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن كيفية الاغتسال من الحيض وقد جاءت امرأة إلى رسول الله تقول له شاكية من أن دم الحيض ينزل عليها بغزارة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ضعي عليه الكرسف".. كما كن يسألنه عن حكم الشرع في أمور الدنيا والدين فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما فنأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله فخصص لهن يوما يعلمهن فيه .
    واجب ديني
    ويؤكد الدكتور جمال الدين محمود عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مصر ما ذهب إليه الدكتور الخطيب فيقول إن حق المرأة في التعليم يعتبر من أظهر حقوقها الشرعية في اكتساب المعرفة الإنسانية ومن الأدلة المشهورة على صدق ذلك أن أول آية نزلت من القرآن الكريم وحملها الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هي " إقرأ باسم ربك الذي خلق " في حين دعا القرآن الكريم في عشرات الآيات وفي سور عديدة إلى العلم والتفكير في الكون كله بما يحتويه من عجائب  المادة والحياة وخلق الإنسان ونجد القرآن الكريم – وهو يحرص على التسوية بين الناس جميعا ويؤكد هذه القاعدة الأصيلة نجده مع ذلك يفرق في وضوح بين قيمة الإنسان الذي يعلم وبين الذي لا يعلم – فيقول الله تعالى " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون "  فالعلم وطلبه من حق كل إنسان ويمتدح القرآن الكريم أهل العلم عامة فيصف العلماء بأنهم أتقياء فيقول الله تعالى "إنما يخشى الله من عباده العلماء" والمقصود هنا العلماء الذين يقصدون بعلمهم نفع الناس في دينهم ودنياهم.
    وأضاف فضيلته أن السنة النبوية قد حضت مباشرة على طلب العلم والسعي في سبيله وتفضيله على سائر الأنشطة الأخرى حتى ما كان منها متعلقا بالعبادة ذاتها إذ نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يسهل على الناس طلب العلم مهما لاقى الإنسان من المشقة والتعب في سبيله فيقول" من سلك طرقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة".
    وفي أحاديث كثيرة يفضل الرسول صلى الله عليه وسلم مجلس العلم على ما سواه من المجالس حتى مجالس العبادة ويبشر من يطلبون العلم بأن الحياة كلها بما فيها من كائنات تهتم بهم وقد ورد في الأثر أنه يستغفر لطالب العلم حتى الحيتان في البحر.
    وأوضح الدكتور جمال الدين محمود أننا لن نجد صعوبة بعد ذلك الواجب الديني في الحض على طلب العلم والاهتمام به في القول بأن المرأة المسلمة داخلة حتما في هذا الوجوب ومطالبة بالعلم بمقتضاه بل إن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في رواية  " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة "  لا يحتاج بعده إلى دليل .وهو يغني عن البيان والتفصيل ولم يكن هناك مطلقا خطاب  بطلب العلم  قاصرا  على الرجل  وحده سواء في آيات القرآن الكريم أو في السنة النبوية فكانت الآيات والأحاديث عامة تتوجه إلى الرجل والمرأة على السواء لأن حق التعليم واكتساب المعرفة  يعده الإسلام من الحقوق المتعلقة بكيان الإنسان ذاته والتي لا يتصور أن تكون فيها تفرقة كما قدمنا.
    السيرة النبوية
    أما الشيخ محمود أحمد عبد المتعال الواعظ بالأوقاف  المصرية فيقول إن الإسلام أوجب على المرأة كما أوجب على الرجل أن تتعلم من العلم ما تصح به عقيدتها وتوفي به واجباتها الدينية من الطهارة والصلاة والصيام والزكاة فهي مكلفة بالتكاليف الشرعية مثلها مثل الرجل وبالتالي فإنه ليس من المعقول أو المنطقي أن يكون الرجل مكلفا بالعلم والمعرفة والمرأة غير مكلفة بهما كما الرجل .
    وأضاف فضيلته أن للمرأة أن تأخذ من العلم ما استطاعت إذ جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ " (سنن ابن ماجه) وكما هو واضح فلفظة كل مسلم لا تعني المسلم الرجل فقط ولكن المقصود بها المسلم والمسلمة.
    ولفت فضيلته إلى أن الأميين والجهال من الناس  وبكل أسف يعتقدون أن الأفضل هو أن تبقى الفتاة المسلمة جاهلة خشية أن تتفتح عيناها كما يزعمون على أشياء خاطئة وهو اعتقاد باطل لا أساس له من الصحة بل وينافي صحيح الإسلام فالعلم لم يكن أبدا شرا وإنما الشر هو ما يحاول هؤلاء أن يرسخوه في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وهو لا يعبر إلا عن رغبة في بقاء المرأة محرومة من حقوقها التي منحها إياها الإسلام.
    وأكد فضيلته  أن أمثال هؤلاء لا يفقهون شيئا في الدين ومع ذلك تجدهم عندما يتحدثون عن حق المرأة في التعليم يفتون بدون علم ويلوون عنق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بما يتوافق زورا وبهتانا مع أهواءهم على الرغم من أن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تضمنت الكثير من المواقف التي بدت فيها المرأة المسلمة حريصة على العلم والتعلم إذ كانت النساء على عهده صلى الله عليه وسلم يحتشدن لسماعه والصلاة معه من أجل التّعلُم مع أن صلاة المرأة في بيتها أفضل وهو ما دعاه عليه الصلاة والسلام إلى أن يخُصِصَ لهن باب في مسجد النبي يسمى "باب النساء" حتى لا يزاحمن الرجال.
    كما يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من الشّفاء العدوية أن تعلم حفصة بنت عمر تحسين الخط والكتابة. وكانت عائشة وأم سلمة تقرأن ولا تكتبان وروت السيدة عائشة أكثر من مائتين وألفي حديث وكانت أم الدرداء تقول: لقد طلبت العبادة في كل شيء فما أصبت لنفسي شيئاً أشفى من مجالسة العلماء ومذاكرتهم.


     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()