لم يكن يعلم أنها اللحظات الأخيرة فى حياته، كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، كانت الحياة تنسحب من جسده فى الوقت الذي يشاهد فيه من ردد اسمهم دوماً فى مدرجات الدرجة الثالثة، كان أمامه لاعبو النادي الأهلي.
بتلقائية من يفارق الحياة، من يذهب من أرض الباطل إلى سماء الحق، قال «محمد» للاعبين: «اعتزلوا طالما أن كرة القدم أصبحت ساحات للقتال».
حصلت «المصري اليوم»، الخميس، على تفاصيل الساعات الأخيرة بغرفة خلع ملابس النادي الاهلي التى شهدت سقوط أول ضحايا الأحداث، متأثراً بإصابته قبل أن تسقط الحالة الثانية لشاب يدعي «محمد» من أعضاء رابطة الألتراس الذي طالب لاعبي الأهلي الذين التفوا حوله بالاعتزال طالما أن كرة القدم أصبحت ساحات للقتال.
وكان لكلمات الشهيد محمد الأثر البالغ في مشاعر اللاعبين، خصوصاً عماد متعب الذي انهار من البكاء واستجاب لرغبة «محمد» وأعلن عن نيته الاعتزال وتعهد بعدم لعب كرة القدم قبل أن يعود حق هؤلاء الضحايا، وتبع متعب، أبو تريكة وبركات وسيد معوض.
وعقب عودة الفريق إلى مطار شرق القاهرة، في الطائرة العسكرية التي أرسلها المجلس العسكري، ناشدت الجماهير الناجية من الأحداث اللاعبين بالاعتزال، وأكدوا أن هذا سيكون «أشرف اعتزال في تاريخ الكرة المصرية حتى لا يضيع دم هؤلاء الشهداء».