عبر مدحت أبو العز عن حزنه الشديد لأن وجهه سوف يذكر كل من يراه بما فعله مبارك ونظامه فيهم.
وأكد أن الصدفة وحدها هي التي صنعت منه بطلًا لأول فيلم يتناول مبارك في عمل فني وهو الفيلم التسجيلي «أروقة القصر» وأكد في حواره لـ»روزاليوسف« أنه لم يكن يتجرأ علي الظهور في أي وسيلة إعلام في عصر مبارك أو محاولة استغلال الشبه بينه وبين مبارك للشهرة وهو ما جعله يعيش في رعب وهو وأسرته إلي أن قامت الثورة وأكد أنه يتمني تجسيد مبارك في فيلم عالمي: فإلي نص الحوار: -
■ بداية كيف تم اختيارك «لأروقة القصر»؟
- الموضوع بدأ عندما قرأت خبرًا في إحدي الصحف أن المخرج أحمد فتحي والمؤلف أحمد مبارك يجهزان لفيلم تسجيلي عن آخر أيام مبارك في الحكم وأنهم يبحثون عن وجه قريب الشبه من مبارك ووقتها كان هناك شخص اسمه سعيد مبارك هو الذي كان سيجسد مبارك في الفيلم لكن أصريت علي مقابلة صناع الفيلم وتوصلت لهم بالفعل وفوجئوا بالشبه بيني وبين مبارك وأنا بدون ماكياج أو ملابس وبالفعل وافقوا علي وبدأت أتدرب علي طريقة الحركة خاصة حركة الأذن وهو يستمع أو تحريك الشفاه ونظرة العين ولم أجد أدني صعوبة في تقمص هذه الشخصية وما ساعدني أيضًا أن الفيلم كان بدون صوت مما يجعل الذي يشاهد الفيلم لا يشعر بأنني ممثل وأنه أمام مبارك فعلاً.
■ وهل أنت تشبه مبارك فقط في الشكل؟
- ليس فقط الشكل فهناك الحركات وطريقة المشي لكن صوتي أكيد مختلف و أعتقد أنني لو كنت ظهرت بصوتي في الفيلم كان سيفصل المشاهد عن احساسه بالشخصية.
■ متي بدأ الناس يعلقون علي الشبه بينك وبين مبارك؟
- كان ذلك وأنا في الخدمة العسكرية في منتصف الثمانينيات كنت ضابط احتياط دفعة 86 وكان وقتها مبارك قد أصبح رئيسًا لمصر وبدأ الناس تحفظ شكله وهذا الشبه كان يجعل زملائي يداعبوني ويطلبوا مني تقليده لكن القيادات لم تلتفت لهذا الشبه ومن الغريب أنني منذ أكنت شاب عمري 25 سنة وبدأ الشبه يتضح إلي أن وصلت لسن الأربعين حيث بدأ شكلي يقترب جدًا من شكل مبارك لحد التطابق وهذا التشابه لم يكن يمثل لي أي مشكلة في بداية حكم مبارك في مرحلة الثمانينيات.
■ معني ذلك أنك واجهت مشاكل بعد ذلك؟
- ليست مشاكل بالمعني الحرفي للكلمة ولكن عندما كنت أعمل موظف علاقات عامة لفندق سميراميس جاء لي شخص ينتمي لإحدي الجهات الأمنية وهددني في حال لو حاولت استغلال الشبه بيني وبين مبارك في أي لقاء صحفي أو تليفزيوني لمصالحي الشخصية وبالتالي لا استطيع الظهور في الإعلام إلا بأمر رئاسي وهذا دفعني للخوف علي نفسي واسرتي من أي مشاكل إلي أن قامت الثورة وأصبحت هناك حرية وديمقراطية.
■ وهل سبق أن حاولت أن تستغل الشبه في المشاركة في عمل فني قبل تحذيرات الأمن لك؟
- في الحقيقة خفت أن أقوم بهذه الخطوة لأن أي ممثل عادي يجسد دور مبارك في عمل فني لن يلحق به أذي لأن هذه مهنته لكن الوضع معي مختلف لأن الأمن وقتها لن يتركني في حالي ويقولون إنني استغل شبيهًا بمبارك حتي اشتهر.
■ تردد أنه يتم استخدامك كدوبلير لمبارك؟
- لم يحدث ذلك ولا أعتقد أن هناك شخصًا شبه مبارك غيري لكن من المواقف الطريفة التي حدثت لي بعد قيام الثورة وفي أولي جلسات محاكمة مبارك كان الناس يشعرون بذهول لأن مبارك موجود في قفص الاتهام مما جعلهم يظنون أنه ليس مبارك وأن شخصًا شبيهًا به هو الموجود في القفص وفي هذا الوقت وجدت اخوتي وأصدقائي يتصلون بي ليتأكدوا نني موجود في البيت لأنه ظنوا أن هناك لعبة ما يقوم بها طرف معين لوضعي مكان مبارك في القفص لكنهم اطمأنوا عندما وجدوني في البيت.
■ ما أكثر التعليقات التي جاءت لك بعد أروقة القصر؟
- استفزني وضايقني تعليق قاله شخص قابلته وأنا في مصلحة حكومية وعرف أنني بطل فيلم «أروقة القصر» فقال لي: ألم تجد غير هذا الوجه لتتشبه به، وهذا يعني أشعر بضيق لأن الناس عندما تراني أذكرها بما فعله مبارك فيهم وفي النهاية الإنسان لا يختار شكله.
■ بعد أروقة القصر هل ستكمل رحلتك مع مبارك؟
- أتمني تقديم شخصية مبارك في فيلم عالمي عنه أما في مصر فصناع أروقة القصر يجهزون الآن لعمل آخر عن مبارك ورحلة دخوله المستشفي.