ويقول منظمة المسابقة إنهم يسعون إلى "أن تستعيد الفتيات ثقتهن بأنفسهن، وإلى زيادة الوعي بانتشار الألغام الأرضية التي خلفتها الحرب الأهلية في أنغولا، والتي استمرت قرابة 30 عاما." ووفقا لمصادر الأمم المتحدة، فإن الألغام الأرضية الحية ما تزال تشوه وتقتل نحو 300 إلى 400 شخص في أنغولا كل عام.
وتقول بولينا (25 عاما) وهي إحدى الفتيات المشاركات في المسابقة "أنا متحمسة جدا للمشاركة، وأعتقد أن المسابقة ستزيد من وعي المجتمع للتعامل مع الأشخاص الذين تسببت الألغام لهم بإعاقات دائمة." وعندما كانت بولينا في الصف الرابع الابتدائي، ذهبت إلى حقل لتقطف الفاكهة مع عائلتها، عندها شاهدت جنودا يقبلون على الحقل، فهربت لتختبئ، لكنها داست على لغم من صنع روسي فقدت معه ساقها اليمنى. أما الآن فتعيش بولينا مع أمها وأخوتها الثلاث، وتعمل بائعة متجولة، تبيع الجعة والمشروبات الغازية في الشوارع، وتقول إنها دخلت المسابقة كي تتمكن من العودة إلى المدرسة".
وتفتح المسابقة المجال للفتيات من عمر 19 وحتى 33، وعلى عكس أي مسابقة، فالمعلومات المطلوبة عن الفتيات ليست بشأن طولهن أو ألوانهن المفضلة أو قياسات أجسامهن، بل معلومات حول الإصابات ونوع الألغام. وستحصل جميع المتسابقات على مساعدات من الحكومة، ليتمكن من العودة إلى الدراسة أو إنشاء أعمال صغيرة لهن، فيما ستحصل الفائزة الأولى على عملية لتركيب أطراف تجميلية.
ويتوقع المنظمون أن يتم تتويج فائزتين الأربعاء، إحداهما سيتم اختيارها عن طريق لجنة حكومية مكونة من 12 عضوا، فيما سيتم اختيار الأخرى عبر تصويت شعبي.
وليست هذه هي المسابقة الأولى لذوي الاحتياجات الخاصة، إذ تقام في الولايات المتحدة الأمريكية كل عام مسابقة "ملكة جمال الكرسي المتحرك،" وأخرى لملكة جمال الصم. أما مسابقة ملكة "جمال الألغام الأرضية" والتي أقيمت تحت شعار "لكل فرد الحق في أن يكون جميلا"، فتركز على قضية مهمة في أنغولا، حيث تشوه الآلاف جراء الألغام الأرضية، التي زرعت خلال الحرب الأهلية، والتي بدأت بعد استقلال البلاد عن البرتغال عام 1975، وانتهت عام 2002 مخلفة 1.5 مليون قتيل. cnn
|