بتـــــاريخ : 1/18/2012 8:48:30 AM
الفــــــــئة
  • اســــــــلاميات
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 942 0


    البدعة أحب إلى إبليس من المعصية

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : الشيخ: محمد الحمود النجدي | المصدر : www.muslimat.net

    كلمات مفتاحية  :
    البدعة أحب إبليس المعصية

     
    البدعة أحب إلى إبليس من المعصية
     
     
     
     
    §         إنَّ البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، وذلك لغلظ نجاستها وضررها؛ فضررها   عام على الأمة، بخلاف المعصية فإنها لا تضر إلا صاحبها، ولأن صاحبها لا يتوب منها   إلا ما شاء الله تعالى.
     
     
    وإنَّ للبدع مفاسد كثيرة ومتعددة وبعضها شر من بعض، فمنها:
     
     
    §         أن البدع تغيِّر الدين وتبدله، والدين قد أكمله الله وأتمَّه، كما   قال سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3]، فالمستحسن للبدع يلزمه أن يكون الشرع عنده لم يكمل إلا بزيادته؟!
     
     
    §         البدع تفرِّق المسلمين، وتجعلهم جماعات متناحرة، وربما متقاتلة، كما قال   ربنا-سبحانه: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53]، وقال: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]، والمخرج الاعتصام بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
     
     
    §         البدع تُضْعِفُ الأخذ بالسنن والعبادات المشروعة، كما قال بعض السلف: "ما ابتدع قوم   بدعة إلا نُزِع عنهم من السنة مثلها".
     
     
    ولأن الإنسان له طاقة وجهد ووقت، فإذا   أنفقها في البدع والمحدثات؛ لم يبق له وقت للعمل بالدين والسنن.
     
     
    §         إن الله احتجز التوبة عنه حتى يتوب من بدعته، كما صح في الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط   والبيهقي في الشعب - انظر الصحيحة 1620.
     
     
     §          والمبتدع يظن أنه على الحق وغيره على   الباطل، كما قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا*الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104،103]، ولذا يصرُّ على   بدعته ولا يتوب منها!
     
     
    §         يُخْشَى عليه الفتنة والعذاب، كم قال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
     
     
    §         اسوداد وجهه في الآخرة، كما في قوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106]، قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: "تبيَّض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدعة".
     
     §          يُلْقَى عليه الذلُّ في الدنيا والغضب من الله-تعالى-، كما قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف: 152]، قال الشاطبي: قال الله-تعالى-: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ}، فهو عموم، فيهم وفيمن أشبههم، من حيث كانت البدع كلها افتراء على الله
     
     
    §         أنَّ على صاحبها إثم من عمل بها إلى يوم القيامة، قال تعالى: {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25].
     
     
    والانحرافات البدعية إنما تكون–في الغالب– من باب الشبهات، والشبهات أمراض معدية   يجب التوقِّي من الإصابة بها باجتناب أصحابها ومجالسهم وحِلَقِهم فـ"القلوب ضعيفة   والشُبَه خطافة".
     
     
     فالواجب على المسلم السُّني ألا يجعل من قلبه مسكنًا للشبهات   ولا استراحة لها، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية لتلميذه ابن القيم-رحمهما الله  -ناصحًا: "لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها،   ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه،   ويدفعها بصلابته، وإلا فإذا أَشْربتَ قلبك كل شبهة تمرُّ عليك؛ صار مقرًا للشبهات أو كما قال".
     
     ثم ليُعْلم أن هذه الأضرار غير مختصة بأحد دون أحد، بل هي متناولة لمن   كمُل علمه واستنارت بصيرته، ولمن كان دون ذلك، كما قال-صلى الله عليه وسلم-: (من سمع بالدجال؛ فليَنأَ عنه، فوالله إنّ الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن،   فيتبعه مما يبعث به الشبهات)
    [2]،   وهذا عام للجميع،   ولا ينبغي التهاون فيها.
     
     
     
     
     
    للشيخ: محمد الحمود النجدي-حفظه الله-
     
     
     


    [1]   الاعتصام[166/1].
     
    [2]   رواه الإمام أحمد وأبو داود


    كلمات مفتاحية  :
    البدعة أحب إبليس المعصية

    تعليقات الزوار ()