بتـــــاريخ : 1/16/2012 5:17:53 AM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1703 0


    أسعاره تضاعفت 10 مرات بعد الثورة.. بوابة الأهرام تخترق سوق السلاح

    الناقل : فراولة الزملكاوية | العمر :37 | الكاتب الأصلى : مها سالم | المصدر : gate.ahram.org.eg

    كلمات مفتاحية  :
    أسعار سوق السلاح الثورة
    سوق السلاح

    سلاح ميرى وسلاح شخصى، سلاح مرخص وسلاح مهرب، رصاص مطاطي أم ذخيرة حية .. هذه هى المصطلحات التى باتت تنتشر فى الشارع المصرى، وفى كل قضية تدور حولها الأسئلة.. فمن أحداث الثورة الأولى فى ميادين تحرير مصر إلى أحداث ماسبيرو ومحمد محمود وصولا ًلمجلس الوزراء.. كان السلاح هو المتهم الرئيسى فى قتل" خيرة الشباب من الثوار".
    بوابة الأهرام قررت أن تخترق الحاجز الفولازى" لسوق السلاح الرسمى فى مصر".. نقترب من "بوابات الإنذار" لتدخل عالم.. "الغموض" هو شعاره.. و"الاحتكار" هو لغته.. عالم العجائب والغرائب، الذى فتح أبواب جهنم فى جميع الاتجاهات.. فمع "أباطرة السلاح "تشعر بأن المعلومات الممكنة.. قليلة، لكنها واضحة.. وقد نجد إجابة عن سؤال صعب، لكننا حتمًا نخرج بمزيد من التساؤلات التى لا نجد لها إجابة ...

    منع الاستيراد ضاعف الأسعار عشرة أمثال

    البداية كانت مع (الحاج محمد فتح الله) أكبر تاجر رسمى للسلاح فى مصر وصاحب المحلات الشهيرة بوسط البلد بالقاهرة والاسكندرية.. وبوجه مبتسم هادئ استقبلنا.. لنشعر أننا أمام خبير قوته فى "قلبه الطيب وعقله المنفتح "، وليست فى "ترسانة الأسلحة ومملكة الذخائر العامرة" التى يديرها ..
    وعن سوق السلاح الرسمى يقول الحاج محمد خريج مدارس " سان مايكل" بالإسكندرية، (الأسعار تضاعفت عشرة أمثال منذ الثورة، وشهدت انقلاب فى معايير السلاح.. فمع انتشار سوق السلاح المهرب أصبح السلاح منتشر فى الشارع وبسعر رخيص لكن القطع المرخصة أصبحت أندروأصعب فى الحصول عليها.. لدرجة أن الحصول على ترخيص لسلاح شخصى لم يعد هو المشكلة، لكن الحصول على قطعة سلاح بسعر مناسب )..

    "ويضرب لنا الحاج محمد مثالاً، فالمسدس الـ9 مللى إنتاج المصانع الحربية كان سعره قبل الثورة 2000 جنيه، الآن وصل إلى 18 ألف جنيه ولا نجده !!
    أما الخرطوش، فيتراوح بين 3 آلاف وعشرة، ويضيف زمان كان زبوننا من نوعية معينة من رجال الأعمال والتجار الكبار، أما الآن فالجميع يريد اقتناء سلاح لزوم التامين الشخصى، وتحسباً لاحتمال عودة أى فوضى.. و لا أذيع سرًا عندما أتنبأ بأن اللجان الشعبية القادمة لن تكون مسلحة بالعصى والسلاح الأبيض، بل سنرى سلاحًا ناريًا مع الجميع.. اللافت كما يقول الحاج محمد – أن كل المستويات الثقافية والمادية ترغب فى اقتناء سلاح.

    والحاج محمد الذى زود محلاته ببوابات حديدية من أجل التأمين بعد الثورة، لم يغلق أبواب محلاته فى عز أيام الثورة وما تلتها من أحداث فوضى، ويقول:" من مات دون ماله فهو شهيد، لذلك لم أغلق أبواب محلاتى وظللت أتواجد بنفسى ليطمئن العمال، ولأحمى أعمالى التى ورثتها عن والدى ..فتجارة السلاح مثلها مثل عالم المخدرات لا تقبل الدخيل، وأى مغامر قرر دخول المجال خرج بعد أن خسر الكثير"!!

    الحاج محمد يروى كيف انتشر السلاح فى الشارع المصرى ويقول: "أقيم فى الإسكندرية، ولى شقة فى حى المهندسين أقيم فيها عندما أتواجد بالقاهرة وخلال أيام الثورة لم أستطع مغادرة القاهرة بسبب الانفلات الأمنى وقطع طريق مصر الإسكندرية الصحراوى بعد اختراق السجون وهروب المجرمين، وكانت بصحبتى حفيدتى القادمة لزيارتنا من انجلترا حيث تقيم مع والديها، فى يوم 28 يناير الماضى و كان شارع شهاب حيث أقيم مركزًا للنهب.. يومها كانت كل المحلات التى تبيع الملابس الشهيرة والتوكيلات يتم سرقتها بشكل جماعى، وأتذكر يومها أننى خرجت للشرفة، وأطلقت عدة طلقات صوت فمنعت سرقة محل أمامى، فاللص لا يفرق صوت "الفشنك من الرصاص الحقيقى"..

    المصانع الحربية تحتكر الإنتاج وتضاعف الأسعار

    لكن ما سبب ارتفاع أسعار السلاح رغم انتشار تهريبه من الأقسام ومن الحدود؟
    بوابة الأهرام وصلت لمعلومات تفيد باحتكار المصابع الحربية لانتاج السلاح وخاصة بعد منع الاستيراد الرسمى من الخارج، وهو ما سمح لها بتحديد السعر ومضاعفته لعشرة أمثال بعد الثورة بسبب الإقبال على الشراء.

    السوق الأوروبية هى الأفضل
    من جهته يؤكد تاجر شاب هو (رامى سمير ذكى)، صاحب محلات سلاح بمصر الجديدة - وهو ابن أحد أهم مهندسى صيانة الأسلحة فى البلاد، والذى يعد المتعهد الرئيسى لصيانة أسلحة الكبار بنادى الصيد - الأمن يتعامل بمبدأ "الحسنة تخص والسيئة تعم" .. بمعنى أن زيادة التهريب أثر سلبًا على سوق السلاح الرسمى، فمن جهة عندما تحدث أى حوادث أول شئ يتم مراجعة محلات السلاح للبحث عن سلاح الجريمة، والأمر الثانى أن الانفلات الأمنى جعل محلات السلاح أكثر عرضة للسرقات من الخارجين على القانون بهدف الاستيلاء على أسلحة.. لذلك أسعدنا جدًا بدء عودة رجال الأمن فلا بديل عن جهاز شرطة قوى لحفظ الاستثمارات الضخمة لسوق السلاح.


    وعن أهم الأسواق الخارجية التى كان يتم الاستيراد منها يقول( رامى )، كل أسواق أوروبا سوق مناسبة للشراء ومنها تركيا وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا، أما عن السلاح الأمريكى فهو أقل إقبالا من المشترى المصرى.


    السلطات تمنع دخول شحنة صوت:

    وعندما قررنا إجراء هذا التحقيق، توصلنا لمعلومات خطيرة عن أن السماح بدخول شحنات أسلحة يخضع لمعايير غير معلنة، حتى لو كان المستورد شخص معروف للجهات الأمنية وهناك أنباء عن وجود شحنة أسلحة صوت، وذخيرة ضخمة لتاجر يدعى ( هانى سمير عازر )، تم رفضها رغم أنه تم السماح قبلها مباشرة بدخول شحنة لتاجر آخر من نفس بلد المنشأ وبذات المواصفات، هذا المنع .. فتح عند التجار- باب التساؤل إن كان هناك تحاملا على "التجار المسيحيين "وخاصة بعد أن تحمل صاحب الشحنة أرضية فى الجمارك تجاوزت المليون جنيه وإن استمر المنع فالخسارة قد تقضى على استثمارات شريفة وفى النور وتفتح بابًا جديدًا للفتنة.

    فى المحافظات التهريب أسهل

    تاجر أخر يدعى "محمد" من مرسى مطروح، يؤكد أن تاجر السلاح الرسمى يخاف على اسمه وسمعته، ولذلك لا يمكن أن يغامر بالتعامل مع السلاح المهرب ويسمى" برانى" ولا يسوى بالنسبة له.. واذا كانت المحافظات قبلى وبحرى هى الأكثر طلباً للسلاح حيث التتبع أصعب، لكن الأسلحة والذخائر المهربة جعلت السوق مشبعة فقطعة السلاح المهرب يبدأ سعرها من خمسمائة جنيه.. أما الميرى فسوقه ضعيف ويخاف منه الزبون فى السوق غير الرسمى وطبعا لا يقبله التاجر الرسمى؛ لأن مخاطر القبض على مقتنيه تعنى السجن عشر سنوات على الأقل ويضيف حاليًا سوق "الخرطوش" أكثر إقبالاً من الطبنجات ,وسعرها تضاعف خمس مرات بعد الثورة .. وعلى فكرة هناك سلاح مهرب جاء من جهة الشرق والغرب وهو من نفس عيار وبلد المنشأ للسلاح الميرى.


    عيون الثوار

    نعود للحاج (محمد فتح الله) لنتعرف على رأيه فى لغز السلاح المستخدم فى قتل الثوار منذ الأيام الأولى واقتناص عيونهم.. ويفجر مفاجأة بقوله ..رأيى أنه لا يوجد قناصة !!
    ويضيف .. كل ما قيل عن قناصى العيون من غير المحترفين..أما الواقع الذى يعرفه كل متخصص فهو أن الضرب فى العين لا يمكن أن يكون برصاصة أو خرطوش .. لماذا؟؟

    لأن الرصاصة فى هذه الحالة قادرة على اختراق الجمجمة والوفاة الفورية، أما الخرطوش فيخرج كمية مقذوف كبيرة تسمى "الرزة"، قد يبلغ عددها 500 حبة تشوه الوجه كله ولا يمكن أن تصيب العين فقط .

    أما فى حالة أن تثبت التحقيقات وجود قناصة فأعتقد أن السلاح المستخدم هو بنادق (babygun) والذخيرة طلقات بلاستيكية، لأنها لو ذخيرة حية فهى تخترق الجمجمة، وتسبب تهتك شديد يؤدى للوفاة فورًا "مثلما رأينا فى بعض حالات الوفاة" .. وأؤكد.. هذا رأيى الفنى.. بكل صراحة أن الإصابات سببها (استخدام خرطوش مطاطى وليس ذخيرة حية، لكن مع عدد الأشخاص الضخم وقرب المسافة تحدث اصابات ووفيات، والعين بطبيعة الحال أضعف عضو فى الجسم.. والإصابة فيها حتى لو برش تعنى فقدان البصر).

    كلمات مفتاحية  :
    أسعار سوق السلاح الثورة

    تعليقات الزوار ()