حسين مطر من الرياض
بينما تتزايد حالات الطلاق بين الأزواج في السعودية، قدمت جمعية خيرية نموذجاً حضارياً لتدريب الأزواج الجدد على تنمية الحب واحتواء المشكلات الأسرية تحت شعار ''حتى يكون العسل دهراً لا شهراً''.
وقال لـ ''الاقتصادية'' الدكتور محمد الجمعان المختص في التوعية الأسرية والمستشار الاجتماعي، إن عدم التأهيل الأسري يعد من الأسباب الرئيسة في ارتفاع معدلات الطلاق في السعودية. وبيّن أن التدرّب على تعزيز الحب وتقوية روابطه يُذيب كل المشكلات الزوجية مهما استفحلت.
واستشهد بدراسة أجرتها جمعية خيرية على شباب تزوجوا وحصلوا على دورات تأهيل أسرية في مواجهة وإدارة مشكلات الزواج، خاصة بعد السنة الأولى التي يحدث فيها الانفصال كثيراً، فتبين أن نحو 98 في المائة منهم حياتهم مستقرة، مقابل 2 في المائة فقط انتهى أمرهم إلى الطلاق، وهذا يدل على أهمية الدورات والتأهيل المعرفي.
ولفت إلى أن ازدياد نسب حالات الطلاق في السعودية كأكثر دول الخليج يثير دوما حفيظة المهتمين بالتوعية الأسرية، مضيفا أن الزواج إذا افتقد أهم ركن، وهو الحب، فإن انهياره سريع مهما طال عمره.
في السياق ذاته، أوضح الدكتور محمد بن عبد الله السيف مدير جمعية أسرة للزواج والرعاية الأسرية في بريدة التي ستنفذ البرنامج التدريبي ممثلةً بمركز مهارات الأسرة للتدريب، أن الدورة ستبدأ بعد غد للمقبلين على الزواج وتستمر ثلاثة أيام، وذلك في القاعة التدريبية في مقر الجمعية.
وأشار إلى أن الدورة تعطي نتائج إيجابية للمقبلين على الزواج في التعرُّف على عناصر الحياة الزوجية وكيفية التعامل مع الزوجة من الجانبين الشرعي والاجتماعي، مضيفاً أنها ستستعرض المهارات الأساسية في تنمية الحب بين الزوجين، والحقوق والواجبات وطرق استيعاب المشكلات واحتوائها، ومهارات التعامل مع الزوجة وفهم نفسيتها.
ودعا المقبلين على الزواج الراغبين في الالتحاق بهذه الدورة المجانية، إلى التواصل مع مركز التأهيل والتدريب في الجمعية في حي البصيرية، موضحاً أن الدورة معتمدة بواقع 12 ساعة تدريبية.
يُذكر أن الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية ''أسرة'' في بريدة سبق أن حصلت على شهادة المواصفات القياسية العالمية ''الآيزو''.
ويأتي حصول جمعية أسرة على شهادة ''الآيزو'' بعد دراسة البيئة الداخلية للجمعية وقياس الفرص والتحديات، ما جعلها حالياً تتمتع بصورة إيجابية وبمكانة متقدمة تؤهلها لتكون الرائدة والنموذج الذي يحتذى به في هذا المجال.
وتهدف الجمعية إلى الإسهام في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي وتنمية وتطوير المهارات وتمكين راغبي الزواج في امتلاك قدرات بناء أسرة سعيدة مستقرة ومنتجة، كما تسعى الجمعية إلى حل المشكلات الأسرية عند حدوثها من خلال جودة جهود الرعاية لجميع فئات الأسرة بما يحقق الاستقرار الأسري والاجتماعي.