بتـــــاريخ : 12/31/2011 4:28:40 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1293 0


    الخيانة الزوجية.. كارثة ولكن!

    الناقل : SunSet | العمر :37 | الكاتب الأصلى : لها أون لاين | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :
    الخيانة الزوجية كارثة

     
    الخيانة الزوجية.. كارثة ولكن!
    الخيانة الزوجية.. كارثة ولكن!
     


    الخيانة الزوجية تعبير هما ثقيلا ومؤلما على نفوس السامعين، لكنه للأسف بقدر ثقله وإيلامه بقدر انتشاره في عصرنا الحاضر، ربما بسبب الانفتاح الثقافي الهائل وتطور وسائل الاتصال، و تعدد وسائل اللهو والمغريات، وربما لغيرها من الأسباب، ورغم كارثية هذه الفعلة الشنيعة إلا أن لها مخرجا وعلاجا تستطيع الأسرة أن تتفادى مخاطرها وأضرارها للحفاظ على تماسك الأسرة واحتضان الأولاد. في هذا الحوار الذي تم طرحه بموقع لها أون لاين على الأستاذة
    فدوى بنت عبد الله بن عمير الخريجي المستشارة الدعوية والاجتماعية بالموقع للوقوف على الأسباب و المبررات و أفضل طرق العلاج.

    في البداية استهلت المستشارة الخريجي موضوعها بقول الله تعالى: "أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" التوبة 109، ثم قول الإمام ابن القيم رحمه الله: (من أراد علو بنيانه، فعليه بتوثيق أساسه وإحكامه وشدة الاعتناء به، فإن علو البنيان على قدر توثيق الأساس وإحكامه).
    ثم أضافت الخريجي: الخيانة من الكبائر قال صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد خلف وإذا أؤتمن خان" (متفق عليه)،وصورها كثيرة ومنها:
    الخيانة بالسماع أو النظر الكلام المحرم، أو العادة السرية أو الزنا والعياذ بالله.
    و مضار الخيانة الزوجية:
    1. سخط الله عز وجل على العبد.
    2. داء وبيل ومرض خطير إذا استشرى بالإنسان، يجرده من إنسانيته، ويجعله وحشاً يهيم وراء شهواته وملذاته.
    3. من علامات النفاق.
    4. طريق موصل إلى الخزي والعار في الدنيا والنار في الآخرة.
    5. أسوأ ما يبطن الإنسان.
    6. انتشارها في المجتمع من علامات الساعة.
    7. انتشارها في المجتمع يساعد على التفكك والسقوط للمجتمع المسلم وهذا ما يريده أعداء ديننا.

    في تساؤل لجاسم يقول فيه: الخيانة الزوجية هبت على المجتمعات العربية، وإخفاؤها عن شريك الحياة أصبح سهلا، ومما سهل الخيانة توفر منتجات التكنولوجيا، والنساء أخذن مجالا أكثر للتحرك خارج المنزل.
    كيف يمكن توجيه الزوجة بشكل تقتنع فيه أن الخيانة أمر قبيح و إثمه كبير لتتوقف عنها؟
    وتجيب الخريجي بقولها: أخي الكريم في البداية لابد أن يكون إحسان الظن مقدما من كلا الطرفين، وعدم الشك وتجنب التجسس إلا في حالة وقوع أحد الطرفين بصورة واضحة ولا شك بها من الخطأ، فهنا يجب اتخاذ الإجراء اللازم، أما بالنسبة لعملية الوقاية للجميع، فيجب ربط كل أفراد الأسرة بالله سبحانه وتعالى والقدوة الصالحة من الزوج لزوجته وأهله، فكلما كنت عفيفاً نقياً قريباً من الله، كلما كانت أسرتك هادئة مطمئنة ـ وكذلك الحرص على الضوابط الشرعية في العلاقات العامة، من حجاب وعدم اختلاط بالرجال وعدم التميع، وأوصيك بالدعاء.

    أما السائلة التي لقبت نفسها بـ(مجروحة) تقول:  زوجي كان على علاقة بواحدة على النت، واجهته قال سأتركها، وبعد فترة وجدته ما زال يكلمها، فخيرته بيني أنا وأولادي وبينها، فقال: أنت وأولادي طبعا و فعلا قطع العلاقة لكنه كرر هذه العلاقة مع أكثر من واحدة! أنا منهارة وطلبت الطلاق لأني أشك فيه ولم أعد أثق به.
    وكانت نصيحة المستشارة لها بقولها: عليك ملازمة الدعاء والاستغفار والقرب من الله، لا يكن همك هذا الزوج الذي لم يقدر الله، ولم يخافه، وتجرأ على حرماته، فالمرأة تحزن وتبكي على الرجل الصالح التقي العفيف، هذا الذي يستحق حزنك وألمك وجرحك، لكن هذا يجب أن تشفقين عليه، وتحتسبين الأجر بالصبر عليه وحمايته من الاستمرار بالخطأ بأنك تقدمين له كل ما يبرئ ذمتك أمام الله؛ حتى لا يجعلك شماعة لخيانته وسببا في ضلاله.
    انتبهي لصحتك وأولادك فهم بحاجة لك، وحاولي أن تنشغلين عنه بما يعود عليك بالنفع.

           وتستنكر فريال متسائلة: كيف يمكن للأطفال أن يترعرعوا في هذا الجو من المأساة. و كيف يمكن أن نعالج نفسيتهم بعد هذه الصدمة. لأنهم يمثلون ضحايا هذه العلاقة.
          ووافقتها الخريجي بقولها: للأسف الشديد هذه من أعظم المصائب التي ابتليت بها الأسر، أن الرجل والمرأة لا يفكرون إلا بشهواتهم، ناسين أو متناسين هذه الأنفس البريئة التي ستكون ضحايا أفعالهم؛ لأن خوض مثل هذه الطرق أكيد سيلجأ أحد الطرفين للطلاق أو العيش بنفسية متوترة داخل الأسرة، مما يؤثر على الأبناء فالحل هو: أن يتقي الوالدين الله في هذه الذرية، وأن يكونوا قدوة لهم في الخوف من الله، وعدم الاستهتار بمحارم الله حتى لا يقلدونهم، وكذلك يتجنبون المشاكل التي تدمر نفسياتهم، لذلك لابد أن يضغط على نفسه الطرف القوي قدر الاستطاعة، ويحمي هؤلاء الأطفال من الطرف المخطئ الذي سيعاقبه الله لتضييع رغبته.

    وتسأل سندس هل الكلام في الجوال مع غير المحرم يعتبر خيانة وهو كلام عادي.
    وأجابت الخريجي بقولها: أخيتي مستحيل أن تكون محادثة الجنسين لبعضهم محرمة أو خيانة، إلا إذا تجاوزت شرع الله والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس.

    أما شروق فإنها تستفسر عن مبررات الخائنين والشماعات التي يعلقون عليها أخطاءهم؟
    وتسوق الخريجي بعض هذه المبررات كما يلي:
    1. حاجة عملي تقتضي تواصلي مع الجنس الآخر، وتسميتها زمالة عمل أو دبلوماسية في التعامل أو تفريج كربة وحل مشكلة، حتى بعض الدعاة وبعض المستشارين والرقاة ومفسري الأحلام لم يسلموا بعضهم في الوقوع في مصيدة الشيطان، فضلا عن أصحاب بقية المهن.
    2.المشاكل والضغوط النفسية فيدعي الخائن الهروب.
    3.عدم اهتمام زوجي أو زوجتي بي وعدم الحب بينا.
    4. الفراغ.

    وتتساءل أم الجدايل عن الأسباب الحقيقية للخيانة؟
    فتحصي الخريجي بعض أسباب الخيانة كما يلي:
    1. ضعف الإيمان، وافتقاد الرقابة الذاتية، وعدم استشعار نظر الله.
    2. التربية القاصرة وغير المؤصلة على شرع الله، وعادات وتقاليد المجتمع المسلم للفرد منذ صغره.
    3. ترك التربية للصغار للقنوات الفضائية.
    4. هجوم وسائل التواصل وسهولة التعامل معها، فأساء الخونة استخدامها فوقعوا بمحارم الله.
    5. عدم استغلال أوقات الفراغ بطريقة صحيحة. 
    7. الجهل بمخططات أعداء ديننا لنا، وعدم القراءة والتثقيف بمكايدهم للمسلمين، واستقبال كل ما يأتي لهم بسلامة نية.
    8. متعة المطاردة فهناك من يهوون مطاردة الجنس الآخر؛ ليثبتوا لأنفسهم أنهم مازالوا مرغوبين وفي مرحلة الشباب.
    9. الإصابة باضطراب الشخصية، مثل الشخصية الحدية وغيرها وكذلك العقد النفسية والأمراض، التي تسبب وقوع وإقامة علاقات محرمة.
    10. إمكانية الخيانة وسهولة وسائلها، فكل شي متوفر خاصة إذا تزامنت مع وسوسة الشيطان الإنسي أو الجني وغياب أو ضعف الإيمان.
    11. الجهل بالحكم الشرعي للاختلاط أو النظر أو السمع الكلام.

    وتختم نورة الحوار بسؤالها عن العلاج لمشكلة الخيانة؟
    وتعدد المستشارة فدوى الخريجي بعض وسائل العلاج كما يلي:
    1. تنمية الوازع الديني والرجوع إلى الله، والتوبة بصدق وتحقيق شروطها التي هي الترك والعزم على عدم العودة بصدق، والندم والهجر ـ وقضية الهجر مهمة، فإن الإنسان يجب عليه أن يهجر أي شيء بسبب الوقوع بمعصية الله، سواء كان عملا أو مكانا أو وسيلة. أما من نراه من البعض يقول تركت أو سأترك، ولكن لا يزال على غيه بتهيئة كل الوسائل التي تعيده إلى الحرام، فهذا كذب على الله ورسوله وخيانة لنفسه ولمن حوله.
    2. التعرف على المشكلات الزوجية ومحاولة حلها بحكمه بدل اللجوء للخيانة.
    3. لابد أن يعترف صاحب المشكلة (الخائن) بالخطأ وعدم إيجاد مبررات لفعله وأقنعة فريقه تصحح فعله حتى لا يكون قدوة لأسرته بالفساد والتدليس ونشر الفاحشة.
    4. غض البصر قال تعالى: "قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ"سورة النور.
    5. عدم الخضوع بالقول لكل الطرفين والمرأة خاصة قال تعالى: "فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا"سورة الأحزاب.
    6. البعد عن كل مسببات الشهوة المحرمة قال تعالى: "وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ".
    7. الفحص النفسي للخائن، فقد يكون ـ كما ذكرنا في الأسباب ـ مصابا باضطراب نفسي.
    8. المواجهة بهدوء للطرف الخائن، والتأكد من الأسباب ومحاولة التغيير وعدم التقصير لتبرأ الذمة، أما  الانفصال وطلب الطلاق فهذه حرية شخصية للمرأة إن أردت البقاء مع الصبر والاحتساب والانشغال والاهتمام بتربية الأبناء، وتكون قدوة صالحة لهم وتترك هذا الزوج لربه يحاسبه ويعاقبه أو يهديه برحمته ويستر عليه بستره فهي حرة. وأن فضلت الانفصال لعدم القدرة على التحمل؛ لتمادي الزوج ومجاهرته في شعورها بالوهن وعدم الصبر والخوف من المرض النفسي كالاكتئاب وغيره، فمن حقها أن تفارقه إن رأت مصلحتها في ذلك، المهم أن يكون قرارها نابع من داخلها وتكون درست إيجابيات وسلبيات القرار.

    وأخيراً وأهم شيء الدعاء فهو سلاح عظيم، بأن يستر الله تعالى عوراتنا، ويؤمن روعاتنا، و يغنينا بحلاله عن حرامه، ويحفظ أمة محمد صلى الله عليه وسلمويرد كيد أعدائنا في نحورهم.
    فالحذر الحذر، أيها المسلمون ومحاسبة النفس والتوبة إلى الله، والاعتبار بحال من قبلنا ومن حولنا قال تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"، وقال تعالى: "الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ" سورة الأنعام.

    يمكنكم متابعة الحوار كاملا على هذا الرابط


    كلمات مفتاحية  :
    الخيانة الزوجية كارثة

    تعليقات الزوار ()