كتاب أميركي يصدر نهاية الشهر يتحدث عن تعرض زعيم «القاعدة» لخيانة من قبل نائبه الظواهري
لندن: «الشرق الأوسط»
ظهرت رواية جديدة عن مقتل أسامة بن لادن تطعن في الرواية الرسمية عن موت زعيم تنظيم القاعدة في غارة أميركية على مخبئه في باكستان في مايو (أيار) الماضي، وقال تشاك بفارير وهو قائد سابق في القوات البحرية الخاصة التي نفذ أفرادها الهجوم على مدينة أبوت آباد الباكستانية في الثاني من مايو الماضي إن بن لادن قُتل على الفور تقريبا وليس في معركة استمرت 45 دقيقة. وأكد بفارير أنه التقى جنودا من أفراد القوات الخاصة شاركوا في العملية وهم أيضا نقضوا الرواية الرسمية عن الطريقة التي هبطت بها مجموعة القوات الخاصة وكيف تحطمت إحدى مروحياتها.
ويكشف كتاب جديد عن مهمة القوات الخاصة الأميركية التي قتلت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، أن الأخير تعرّض للخيانة من قبل نائبه أيمن الظواهري حتى يتمكن من أن يصبح زعيما جديدا للتنظيم.
وقالت صحيفة «ديلي ميرور» أمس نقلا عن كتاب جديد ألفه تشاك بفارير وهو قائد سابق في قوات النخبة الأميركية، إن الظواهري «بعث مرارا ساعيا معروفا من قبل وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) لزيارة بن لادن بأمل أن يؤدي ذلك إلى الكشف عن مكان مخبئه السري». وضمّن بفارير في الكتاب مقابلات أجراها مع جنود شاركوا في عملية قتل بن لادن، وزعم أن رواية البيت الأبيض عن قتل زعيم «القاعدة» السابق كانت مليئة بالأكاذيب التي حاكها المستشارون حرصا منهم على إضفاء طابع النجاح على المهمة الاستخباراتية الأميركية. وزعم كتاب بفارير «سيل تارغيت جيرونيمو» أيضا أن بن لادن قُتل بالرصاص بدقة عسكرية في غضون ثوانٍ من مهاجمة منزله في أبوت آباد، واقتحمته القوات الخاصة الأميركية من السقف وليس من أبوابه، وخلافا للرواية الرسمية التي ادّعت أنه قُتل خلال تبادل لإطلاق النار لمدة 40 دقيقة، بعد أن فقدت خلالها القوات الخاصة عنصر المفاجأة جرّاء سقوط مروحية نتيجة خطأ ميكانيكي. ونقل الكتاب عن مصدر مطلع أن الظواهري «قام فعليا بتوجيه (سي آي إيه) إلى مخبأ بن لادن من خلال إرساله ساعيا معروفا من قبلها، كما أن الرجل الذي ألّف الكتاب حصل على مداخل غير مسبوقة لفريق القوات الخاصة الأميركية الذي نفّذ عملية قتل بن لادن». وستطرح دار النشر «كويركاس» كتاب بفارير في الأسواق في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.
من جهتها نقلت «الديلي تلغراف» في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني أمس عن تشاك بفارير القائد السابق لفريق القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية «سيلز» الذي نفذ العملية قوله «إن بن لادن قتل خلال 90 ثانية من بداية الغارة وليس في قتال دام لمدة 45 دقيقة». وأوضحت الصحيفة أن راوية بفارير تختلف مع الرواية الرسمية للكيفية التي هبط بها فريق البحرية الأميركية، والكيفية التي تحطمت بها مروحياتهم من طراز «بلاك هوك»، وذلك حيث قال بفارير «إن الفريق دخل المبنى بعد أن أنزلته المروحية الرئيسية وليس من الأرض».
وأوضح بفارير أنه لو تعين على أفراد المجموعة المهاجمة أن تتسلق السلم للوصول إلى بن لادن، كما زُعم في الرواية الرسمية، لكان ذلك إنذارا كافيا يتيح له التسلح والدفاع عن نفسه. وأضاف بفارير في تصريح عن الكتاب الذي يعكف على تأليفه حول العملية أن أمل أصغر زوجات بن لادن أُصيبت في الكاحل خلال الموجة الثانية من إطلاق النار حين دُفعت لتعترض طريق المهاجمين. ويتفق هذا مع رواية قدمها مسؤولون أميركيون بعد الهجوم مباشرة ثم سُحبت لاحقا. ويصف بفارير الكتاب الذي يعمل عليه بأنه «قصة متفجرة عن شجاعة لا مثيل لها ودقة عسكرية تضاهي دقة الساعة وضبط مميت». ولكن مسؤولين أميركيين قالوا إن رواية الكتاب «خطأ في خطأ» كما يذهب الكتاب إلى أن أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة لفترة طويلة، ربما كان في نهاية المطاف مسؤولا عن إرشاد الولايات المتحدة إلى زعيمه لأنه دأب على إرسال ساع إلى المجمع رغم أنه كان على الأغلب يعرف أن غطاء الساعي بات مكشوفا.
ويُعتقد أن رجال الاستخبارات الأميركية رصدوا حركة الساعي الكويتي الموثوق أبو أحمد طيلة أشهر قبل الهجوم بعدما ظهر اسمه في عمليات استجواب أعضاء آخرين في تنظيم القاعدة ثم تعقبوه إلى مجمع أبوت آباد في باكستان.