وذكرت دراسة أصدرها مركز الدراسات التركية في مدينة إيسن عام 2007 عن الشاورما بعنوان أكثر سلعة رواجا في السوق الألماني، أن مطاعم الشاورما المعروفة باسم الدونو كباب لعبت دورا إيجابيا في ازدهار الاقتصاد الألماني وتغيير بنيته الهيكلية. وأوضحت الدراسة أن ألمانيا بها حاليا 408 مصانع تنتج يوميا بين ثلاثمائة وأربعمائة طن من أسياخ الشاورما، و12 ألف مطعم لبيع هذه الوجبة، منها 1300 مطعم في العاصمة برلين وحدها.
وأشارت الدراسة إلى أن 1.5 مليون شطيرة دونر تباع في السوق الألمانية يوميا، ويزيد عدد ما يباع منها في المطاعم التركية ببرلين عما يباع في مطاعم مدينة إسطنبول، وقدرت الدراسة عدد العاملين في صناعة شطائر الشاورما التركية في ألمانيا بنحو 45 ألف شخص، وحجم مبيعاتها السنوية بما يتراوح بين 2.5 إلى ثلاثة مليارات يورو سنويا.
وذكر الصحفي الألماني زايل بيلين في كتابه "كيف دخلت الشاورما التركية إلى ألمانيا" أن الفرد الألماني يأكل في المتوسط تسعة شطائر شاورما سنويا، مما يصل بعدد الشطائر التي تباع سنويا إلى سبعمئة مليون شطيرة. وقال إن هذا المعدل يتجاوز بمراحل مبيعات وجبات ماكدونالد وهامبورغر كينغ وفينرفالد الأمريكية مجتمعة، ما أفقد هذه السلاسل المتخصصة في تقديم الهامبورغر منذ ستين عاما شعبيتها بين الألمان لصالح الدونر كباب.
ومن جانبه توقع مدير مركز الدراسات التركية البروفسور فاروق شن في تصريح للجزيرة نت أن تشهد صناعة شطائر الشاورما التركية في ألمانيا نموا متزايدا بسبب معاناة أكثر من ثلث المواطنين الأتراك من البطالة، ورغبتهم في إقامة مشاريع تجارية مستقلة، ووضعت وزارة البيئة وحماية المستهلك الألمانية منذ عام 1989 معايير محددة تشترط ألا تقل السعرات الحرارية في الشطيرة عن 610، ونسبة اللحم المفروم فيها عن 60% و شرائح اللحم عن 20%وتواجه صناعة الشاورما تحديا جديدا هو حرب الأسعار المعلنة بين المطاعم التركية الآخذة بالانتشار بشكل كبير، ما دعا اتحاد الصناعة والتجارة التركي الألماني لتحذير الأتراك من افتتاح مطاعم جديدة دون تخطيط مدروس.
ورأى رئيس اتحاد منتجي الدونر كباب في ألمانيا حنفي إيدين أن شطيرة الشاورما المباعة بيورو واحد مشكوك في مكوناتها، واعتبر أن سعر الشطيرة الجيدة يتراوح بين 2,5 و4 يوروات، وأوضح أن التغلب على حرب الأسعار يتطلب وضع السلطات الصحية والإدارية الألمانية قواعد جديدة لا تسمح بافتتاح مطاعم جديدة في مناطق يوجد بها مطاعم بالفعل.
|