بتـــــاريخ : 10/10/2011 12:08:57 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1204 0


    الدور الريادي للأزهر عبر تاريخه

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : عادل عامر | المصدر : alwakei.com

    كلمات مفتاحية  :
    الدور الريادي الأزهر تاريخ

    بقلم د. عادل عامر



    لعب لعب الجامع الأزهر دورًا رياديًّا عبر التاريخ منذ إنشائه, فكان الجامع والجامعة، ومنه تنبعث الجيوش ومنه تخرج الثورات الإصلاحية، وفيه يتربى قادة الأمة وملوكها. كان الأزهر منارة تشع على العالم في أحلك الظلمات, وكان ينبوعًا للعلم لا يجف في أشد أوقات العالم جهلاً وظلامًا وحاجة للعلم. ومن المؤسف أن نرى الأزهر وقد خبا دوره، وانطفأ سراجه، وخفت بريقه؛ بسبب سياسات فاسدة تلاحقت على حاضنة الأزهر (مصر) الإسلام والعروبة. وينبغي لنا أن نعمل جاهدين لعودة الأزهر كما كان, خاصة بعد ثورة مصر المسلمة على الطغيان, وفي ظل ترقب الأفضل لمستقبلها القادم إن شاء الله.
    الأزهر الشريف
    هو من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي. وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، بالرغم من أنه أنشأ لغرض نشر المذهب الشيعي عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلي المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، إلا أنه حاليا يدرس الإسلام حسب المذهب السني. وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع في إنشاء الجامع الأزهر وأتمه في شهر رمضان سنة 361 هجرية = 972م فهو بذلك أول جامع أنشى في مدينة القاهرة وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر. وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت الرسول وإشادة بذكراها. قائد جامعا ومدرسة لتخريج الدعاة الفاطميين, ليروجوا للمذهب الإسماعيلي الشيعي (الشيعة السبعية) الذي كان مذهب الفاطميين. وكان بناؤه في إعقاب فتح جوهر لمصر في 11 شعبان سنة 358 هـ /يوليو 969م. حيث وضع أساس مدينة القاهرة في 17 شعبان سنة 358 هـ لتكون العاصمة للدولة الفاطمية القادمة من المهدية بتونس ومدينة الجند غربي جبل المقطم. ووضع أساس قصر الخليفة المعز لدين اللَّه وحجر أساس الجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359 هـ / 970م. وكان الأزهر أول مسجد جامع أنشئ في مدينة القاهرة, لهذا كان يطلق عليه جامع القاهرة. وكان عبارة عن صحن تطل عليه ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة. وكانت مساحته وقت إنشائه تقترب من نصف مساحته الآن. ثم أضيفت له مجموعة من الأروقة ومدارس ومحاريب ومآذن، غيرت من معالمه, عما كان عليه من قبل. وأول عمارة له قام بها الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله. عندما زاد في مساحة الأروقة, وأقام قبة جصية منقوشة نقشا بارزا. وفي العصر المملوكي عنى السلاطين المماليك به, بعدما كان مغلقا في العصر الأيوبي. بعده قام الأمير عز الدين أيدمر بتجديد الأجزاء التي تصدعت منه. وضم ما اغتصبه الأهالي من ساحته. واحتفل فيه بإقامة صلاة الجمعة في يوم 18 ربيع الأول سنة 665 هـ/19 من نوفمبر 1266م). هو مسجد وجامعة في القاهرة في مصر، بناه جوهر الكاتب الصقلي (إلياس الصقلي) قائد جند أبي تميم معد بعد عام من فتح الفاطميين لمصر، وبعد أن أنشئوا قاعدة ملكهم الجديدة مباشرة (القاهرة جمادى الأولى عام 259 رمضان 361). وفتح للصلاة في شهر رمضان عام 361هـ (حزيران - تموز سنة 972) وبني المسجد في الجنوب الشرقي من المدينة على مقربة من القصر الكبير الذي كان موجوداً حينذاك بين حي الديلم في الشمال وحي الترك في الجنوب. وكتب جوهر بدائر القبة نقشاً تاريخه عام 360هـ. وتجد نصّه في المقريزي (الخطط، ج2، ص273، س24-26). وقد اختفي النقش منذ ذلك التاريخ وزاد كثير من ولاة الفاطميين في بناء المسجد وحبسوا عليه الأوقاف، نضرب مثلاً لذلك العزيز نزار (365-386هـ ـ 976-996م) فقد جعله معهداً علمياً وأنشأ به ملجأً للفقراء يسع 35 شخصاً. ويقدّر عدد الكتب التي في الأزهر بنحو ثمانية آلاف مصنف تتضمن ألف مصنف هي عبارة 19 ألف مجلّد. وإن هذا العدد قد تطوّر حتماً فيما بعد بشكل كبير. شهد الأزهر أول حلقة درس تعليمي عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن علي بن النعمان في (صفر 365 هـ/أكتوبر 975م) ليقرأ مختصر أبيه في فقه آل البيت. ثم قام الوزير يعقوب بن كلس الفاطمي بتعيين جماعة من الفقهاء للتدريس وأجري عليهم رواتب مجزية، وأ قام لهم دوراً للسكن بجوار المسجد. وكان يطلق عليهم المجاورون وبهذا اكتسب الأزهر لأول مرة صفته العلمية باعتباره معهداً للدراسة المنظمة. وظل الأزهر علي هذا المنوال من تدريس الفقه الشيعي وتعليم وتأهيل دعاة مذهب الفاطميين. حتى توقفت الدراسة به تماما في العصر الأيوبي لأن الأيوبيين كانوا يعملون على إلغاء المذهب الشيعي، وتقوية المذهب السني بإنشاء مدارس لتدريس الحديث والفقه كما كان متبعا في جامع عمرو بالفسطاط أيام الفاطميين وكانت الدراسة والإقامة به بالمجان. وللأزهر فضل كبير في الحفاظ علي التراث العربي بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد وعلى اللغة العربية من التتريك واللغة التركية أيام الحكم العثماني لمصر سنة 1517م وأيام محمد علي باشا سنة 1805. وكان للأزهر مواقفه المشهودة في التصدي لظلم الحكام والسلاطين المماليك لأن علماءه كانوا أهل الحل والعقد أيام المماليك. ففي سنة 1209هـ/1795م، يروي الجبرتي في يومياته بأن أمراء مماليك إعتدوا على بعض فلاحي مدينة بلبيس فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي وكان شيخا للأزهر وقتها. وقدموا شكواهم له ليرفع عنهم الظلم. فغضب وتوجه إلى الأزهر, وجمع المشايخ. وأغلقوا أبواب الجامع. وأمروا الناس بترك الأسواق والمتاجر. واحتشدت الجموع الغاضبة من الشعب. فأرسل إبراهيم بك شيخ البلد لهم أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم. فقالوا: نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والمكوسات (الضرائب)، وخشي زعيم الأمراء مغبة الثورة فأرسل إلى علماء الأزهر يبرىء نفسه من تبعة الظلم، ويلقيها على كاهل شريكه مراد بك. وأرسل في الوقت نفسه إلى مراد يحذره عاقبة الثورة. فاستسلم مراد بك ورد ما اغتصبه من أموال، وأرضى نفوس المظلومين. لكن العلماء طالبوا بوضع نظام يمنع الظلم ويرد العدوان. و اجتمع الأمراء مع العلماء. وكان من بينهم الشيخ السادات والسيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوي والشيخ البكري والشيخ الأمير. و أعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا بما اشترطه عليهم العلماء. وأعلنوا أنهم سيبطلون المظالم والضرائب والكف عن سلب أموال الناس والإلتزام بإرسال صرة مال أوقاف الحرمين الشريفين والعوائد المقررة إليهم وكانوا ينهبونها. وكان قاضي القضاة حاضراً. فكتب على الأمراء وثيقة أمضاها الوالي العثماني وإبراهيم بك ومراد بك شيخا البلد. وقل الإقبال على الأزهر. لكنه استرد مكانته في العصر المملوكي بعدما أصبح تدرس فيه الفقه والمذاهب السنية فقط. فشهد إقبالا وازدحم بالعلماء والدارسين، وبحلقات العلم التي كانت تضم العلوم الشرعية واللغوية من فقه وحديث وآداب وتوحيد ومنطق وعلم الكلام. وعلم الهيئة والفلك والرياضيات كالحساب والجبر والهندسة. وكان الطالب يلتحق بالأزهر بعد أن يتعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب وحفظ القرآن دون التزام بسن معينة ليتردد على حلقات العلماء ويختار ما يريد من العلماء القائمين على التدريس. وكان الطالب غير ملتزم بالانتظام في الدراسة؛ فقد ينقطع عنها لفترة ثم يعاودها. ولم تكن هناك لوائح تنظيمية تنظم سير العمل أو تحدد المناهج والفرق الدراسية وسنوات الدراسة. والطالب لو أصبح مؤهلا للتدريس والجلوس موقع الشيوخ استأذنهم وقعد للدرس. فإذا لم يجد فيه الطلاب ما يرغبون من علم، انفضوا عنه وتركوا حلقته، أما إذا التفوا حوله، ولزموا درسه، ووثقوا فيه، فتلك شهادة بصلاحيته للتدريس. بعدها يجيزه شيخ الأزهر. فيحصل علي شهادة الإجازة في التدريس. وظل هذا النظام متبعا حتى الخديوي إسماعيل
    الأزهر.. تاريخ وريادة
    بنى الفاطميون الجامع الأزهر كمركز لتغيير المذهب السني لأهل مصر ونشر التشيع، فجعله الخليفة العزيز بالله جامعة تدرس فيها العلوم الباطنية الإسماعيلية للدارسين من إفريقيا وآسيا. وكانت الدراسة بالمجان. وأوقف الفاطميون عليه الأحباس للإنفاق منها، حتى كان عصر إنقاذ مصر والأزهر من التشيُّع على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله؛ ففي العصر الأيوبي وبعدما تولي صلاح الدين سلطنة مصر جعله جامعا سنيًّا ليعود المذهب السني إلى مصر، وشهد الأزهر انتصارات صلاح الدين رحمه الله رحمة واسعة.
    في عصر الدولة الفاطمية (التأسيس)
    استغرق بناء الجامع عامين. وأقيمت فيه أول صلاة جمعة في 7 رمضان 361 هـ/972م. وقد سمي بالجامع الأزهر نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء التي ينتسب إليها الفاطميون. وفي سنة 378هـ/988م جعله الخليفة العزيز بالله جامعة يدرس فيها العلوم الباطنية الإسماعيلية للدارسين من إفريقيا وآسيا. وكانت الدراسة بالمجان. وأوقف الفاطميون عليه الأحباس للانفاق منها على فرشه وإنارته وتنظيفه وإمداده بالماء، ورواتب الخطباء والمشرفين والأئمة والمدرسين والطلاب.
    في عصر الدولة الأيوبية
    حينما تولي صلاح الدين سلطنة مصر منع إقامة صلاة الجمعة به وعطل الخطبة، وأغلق الجامع وحوله إلى جامعة إسلامية سنيّة. وفي عصر الدولة الأيوبية اغتصبت أوقاف المسجد الأزهر، كما أصبحت الدراسة فيه منقطعة وغير منتظمة، وإغلاق الأزهر كدار للعبادة على يد صلاح الدين الأيوبي لم يبطل صفته الجامعية فقد استمر في الاحتفاظ بصفته كمعهد للدرس والقراءة. فقد كان مقصد علماء بارزين داوموا على التدريس فيه.
    في عصر الدولة المملوكية
    يعود الفضل للسلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري في إعادة الخطبة والجمعة إلى الجامع الأزهر، كما قام بتجديده وتوسعته، وإعادة فرشه، وإستعاد الأوقاف من غاصبيها. وفي عهده تم بناء أول رواق للتدريس في الجامع الأزهر وسرعان ما استرد الأزهر مكانته بوصفه معهدا علميا ذو سمعة عالية في مصر والعالم الإسلامي. وأوقفت عليه الأوقاف وفتح لكل الدارسين من شتي أقطار العالم الإسلامي. وكان ينفق عليهم ويقدم لهم السكن والجراية من ريع أوقافه. وكانت الدراسة والإقامة به بالمجان.
    الأزهر في عهد المماليك
    كان للأزهر مواقفه المشهودة في التصدي لظلم الحكام والسلاطين المماليك؛ لأن علماءه كانوا أهل الحل والعقد أيام المماليك. وفي سنة 1209هـ/1795م، يروي الجبرتي في يومياته بأن أمراء مماليك اعتدوا على بعض فلاحي مدينة بلبيس، فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي وكان شيخًا للأزهر وقتها. وقدموا شكواهم له ليرفع عنهم الظلم. فغضب وتوجه إلى الأزهر, وجمع المشايخ، وأغلقوا أبواب الجامع، وأمروا الناس بترك الأسواق والمتاجر. واحتشدت الجموع الغاضبة من الشعب، فأرسل إبراهيم بك شيخ البلد لهم أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم. فقالوا: نريد العدل، ورفع الظلم والجور، وإقامة الشرع، وإبطال الحوادث والمكوس (الضرائب).. وخَشِي زعيم الأمراء مغبة الثورة، فأرسل إلى علماء الأزهر يبرئ نفسه من تبعة الظلم، ويلقيها على كاهل شريكه مراد بك. وأرسل في الوقت نفسه إلى مراد يحذره عاقبة الثورة. فاستسلم مراد بك، وردّ ما اغتصبه من أموال، وأرضى نفوس المظلومين. لكن العلماء طالبوا بوضع "نظام" يمنع الظلم ويرد العدوان. واجتمع الأمراء مع العلماء، وكان من بينهم الشيخ السادات، والسيد عمر مكرم، والشيخ الشرقاوي، والشيخ البكري، والشيخ الأمير. وأعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا بما اشترطه عليهم العلماء. وأعلنوا أنهم سيبطلون المظالم والضرائب، والكف عن سلب أموال الناس، والالتزام بإرسال صُرَّة مال أوقاف الحرمين الشريفين والعوائد المقررة إليهم، وكانوا ينهبونها. وكان قاضي القضاة حاضرًا. فكتب على الأمراء وثيقة أمضاها الوالي العثماني، وإبراهيم بك ومراد بك شيخا البلد.
    في عصر الدولة العثمانية
    وللأزهر فضل كبير في الحفاظ علي التراث العربي بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد وعلى اللغة العربية من التتريك واللغة التركية أيام الحكم العثماني لمصر سنة 1517م وأيام محمد علي باشا سنة 1805. وكان للأزهر مواقفه المشهودة في التصدي لظلم الحكام والسلاطين المماليك لأن علماءه كانوا أهل الحل والعقد أيام المماليك. ففي سنة 1209هـ/1795م، يروي الجبرتي في يومياته بأن أمراء مماليك إعتدوا على بعض فلاحي مدينة بلبيس فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي وكان شيخا للأزهر وقتها. وقدموا شكواهم له ليرفع عنهم الظلم. فغضب وتوجه إلى الأزهر, وجمع المشايخ. وأغلقوا أبواب الجامع. وأمروا الناس بترك الأسواق والمتاجر. واحتشدت الجموع الغاضبة من الشعب. فأرسل إبراهيم بك شيخ البلد لهم أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم. فقالوا: نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والمكوسات (الضرائب)، وخشي زعيم الأمراء مغبة الثورة فأرسل إلى علماء الأزهر يبرئ نفسه من تبعة الظلم، ويلقيها على كاهل شريكه مراد بك. وأرسل في الوقت نفسه إلى مراد يحذره عاقبة الثورة. فاستسلم مراد بك ورد ما اغتصبه من أموال، وأرضى نفوس المظلومين. لكن العلماء طالبوا بوضع نظام يمنع الظلم ويرد العدوان. واجتمع الأمراء مع العلماء. وكان من بينهم الشيخ السادات والسيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوي والشيخ البكري والشيخ الأمير. وأعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا بما اشترطه عليهم العلماء. وأعلنوا أنهم سيبطلون المظالم والضرائب والكف عن سلب أموال الناس والإلتزام بإرسال صرة مال أوقاف الحرمين الشريفين والعوائد المقررة إليهم وكانوا ينهبونها. وكان قاضي القضاة حاضراً. فكتب على الأمراء وثيقة أمضاها الوالي العثماني وإبراهيم بك ومراد بك شيخا البلد.
    الأزهر والاحتلال الفرنسي لمصر
    وكان للأزهر صفحة مجيدة في مقارعة الاستعمار الفرنسي، فعندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابليون بونابرت عام 1798م، أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم من داخل الأزهر الشريف، وتزعموا مقاومة الاحتلال وأشعلوا ثورتي القاهرة الأولى، حيث ألف الأزهر لجنة لتنظيم الثورة ضد الفرنسيين، وقامت هذه الثورة بالقاهرة في أكتوبر عام 1798م, واحتشدت الجموع في الأزهر ينادون بالجهاد ضد الفرنسيين, وهاجموا الفرنسيين ومعسكراتهم وقتلوا الجنرال ديبوى حاكم القاهرة، فأخذ الفرنسيون يطلقون النار على الثوار في الشوارع، وتدفقت الجماهير إلى الأزهر واحتشد فيه ما يزيد على ألف مواطن, وأقاموا المتاريس في الطرق والأزقة، ودخلت قوات نابليون بالخيول صحن الأزهر، وألقت بالمصاحف وعاثت فيه إفسادًا!! وضرب الجامع بالمدافع من فوق القلعة، وأغلق الفرنسيون الأزهر وشردوا مَن فيه. وكانت هذه الواقعة قد عجَّلت بانسحاب الفرنسيين من مصر، حيث اندلعت بعد ذلك ثورة القاهرة الثانية. وقدّم الأزهر وقتها عددًا من الشهداء، كما أقدمت قيادة الحملة على إعدام لفيف من علمائه وطلابه، ولا سيما بعد مقتل الجنرال كليبر على يد سليمان الحلبي (أحد طلاب الأزهر). وكان من أبرز مَن قاد الثورة وقتها من شيوخ الأزهر الشيخ عمر مكرم، والشيخ السادات، والشيخ الشرقاوي. وفي عام 1805م استطاع علماء الأزهر أن يفرضوا على الخليفة العثماني الوالي محمد على باشا ليكون واليًا على مصر العثمانية, بعد أن أخذوا عليه المواثيق والعهود بأن يقيم العدل بين الرعية. الأزهر والاحتلال الفرنسي لمصر عندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابوليون بونابارت عام 1798م أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم من داخل الأزهر الشريف والتي عرفت بثورتي القاهرة الأولى والثانية بعدما دخلت قواته بالخيول صحن الأزهر. وألقت بالمصاحف وعاثت فيه إفسادا. وضرب الجامع بالمدافع من فوق القلعة. وكانت هذه الواقعة قد عجلت بإنسحاب الفرنسيين من مصر. وفي عام 1805م استطاع علماء الأزهر أن يفرضوا على الخليفة العثماني الوالي محمد على باشا ليكون واليا علي إيالة مصر العثمانية, بعد أن أخذوا عليه المواثيق والعهود بأن يقيم العدل بين الرعية.
    الأزهر والاحتلال البريطاني
    اشترك الأزهر في الثورة العرابية سنة 1881- 1882م لمقاومة التدخل الإنجليزي، وكان أحمد عرابي ممن درسوا في الأزهر. وبعد الاحتلال البريطاني لمصر كان لشيوخ الأزهر دور كبير في إشعال الروح الوطنية ضد المحتل الانجليزي، وعندما بدأت ثورات الشعب المصري حاول المحتل الإنجليزي زرع الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط في مصر، فكان الأزهر صمام الأمان الذي فطن لمحاولات المحتل، وتعاون شيوخ الأزهر والقساوسة الأقباط، وخطبوا في الأزهر والكنائس ضد المحتل الإنجليزي. وفي ثورة 1919م، أذكى الأزهر روح الثورة ضد الاستعمار البريطاني. وكان الأزهر معقلاً للحركة الوطنية تنطلق منه جماهير الشعب، حتى إن المندوب السامي البريطاني طلب إلى شيخ الأزهر أبي الفضل الجيزاوي إغلاق الأزهر، ولكن الجيزاوي رفض، وبقي الأزهر يتحدى السلطات الاستعمارية. وحاول الإنجليز كثيرًا منذ بداية الاحتلال القضاء على الأزهر كمركز للإسلام في مصر، ومن أبرز تلك المحاولات ما فعله اللورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر من تعديل لنظام التعليم في مصر، وسحب الامتيازات من الدارسين في الأزهر، ومنح الكثير من الامتيازات لنظام التعليم المدني (وللأسف ما يزال ذلك النظام مستمرًّا حتى الآن). حتى الجامع نفسه لم يسلم من التخريب والسرقة من المحتل الإنجليزي، فقاموا بسرقة المنبر الأصلي والتاريخي للجامع، وما يزال حتى الآن موجودًا في أحد المتاحف البريطانية.
    في عصر ثورة يوليو 1952
    في 23 يوليو 1952 قام ضباط جيش مصريون بانقلاب عسكري بقيادة جمال عبد الناصر والذي عرف فيما بعد باسم ثورة 23 يوليو ومنذ بدايته وفي السنة الأولى للثورة قضت بوضع الدولة يدها على أوقاف الأزهر فضربت استقلاليته وجعلته مؤسسة حكومية، وفي 21 سبتمبر 1953 أصدرت قراراً بإلغاء المحاكم الشرعية الخاصة بالأحوال الشخصية تماماً وضمها للمحاكم العامة وألغيت كل القوانين المتعلقة بترتيبها واختصاصها وألحقت دعاوي الأحوال الشخصية والوقف والولاية إلى القضاء العادي، وفي عام 1961 أصدرت الثورة قانون يسند صلاحية تعيين شيخ الأزهر ووكيله ورئيس جامعته وعمداء كلياته إلى رئاسة الجمهورية، وهذا القانون يستمر العمل به إلى اليوم. فقد الأزهر استقلاليته التي كان يتمتع بها وأصبح مؤسسة حكومية تابعة للنظام الحاكم في مصر
    الأزهر والعدوان الثلاثي سنة 1956
    عندما غزا التحالف الفرنسي البريطاني الإسرائيلي مصر سنة 1956م، كان هدفهم الأساسي إصابة المصريين بالصدمة والخوف ودفعهم للاستسلام، فذهب جمال عبد الناصر للخطابة من فوق منبر الأزهر كرمز تاريخي، وخطب خطبته التاريخية التي كانت علامة فاصلة في الأحداث وقتها، ليعلن عدم استسلام مصر ووقوفها صامدة مقاومة ضد العدوان الثلاثي. أيضًا كان للمسجد دوره الأساسي بعد هزيمة 1967م؛ إذ قام شيوخ الأزهر بالخطابة وإشعال الروح المعنوية بين الجنود المصريين على الجبهة طوال ست سنوات؛ مما كان له الأثر الكبير في انتصار الجيش المصري في أكتوبر 1973م.
    نظام التعليم بالأزهر
    شهد الأزهر أول حلقة درس تعليمي عندما جلس قاضي القضاة أبو الحسن علي بن النعمان في (صفر 365 هـ/أكتوبر 975م) ليقرأ مختصر أبيه في فقه آل البيت. ثم قام الوزير يعقوب بن كلس الفاطمي بتعيين جماعة من الفقهاء للتدريس و أجري عليهم رواتب مجزية، وأ قام لهم دوراً للسكن بجوار المسجد. وكان يطلق عليهم المجاورون وبهذا اكتسب الأزهر لأول مرة صفته العلمية باعتباره معهداً للدراسة المنظمة. وظل الأزهر علي هذا المنوال من تدريس الفقه الشيعي وتعليم وتأهيل دعاة مذهب الفاطميين. حتى توقفت الدراسة به تماما في العصر الأيوبي لأن الأيوبيين كانوا يعملون على إلغاء المذهب الشيعي، وتقوية المذهب السني بإنشاء مدارس لتدريس الحديث والفقه كما كان متبعا في جامع عمرو بالفسطاط أيام الفاطميين. و قل الإقبال على الأزهر. لكنه استرد مكانته في العصر المملوكي بعدما أصبح تدرس فيه الفقه والمذاهب السنية فقط. فشهد إقبالا وازدحم بالعلماء والدارسين، وبحلقات العلم التي كانت تضم العلوم الشرعية واللغوية من فقه و حديث وآداب وتوحيد ومنطق وعلم الكلام. وعلم الهيئة والفلك والرياضيات كالحساب والجبر والهندسة. وكان الطالب يلتحق بالأزهر بعد أن يتعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب وحفظ القرآن دون التزام بسن معينة ليتردد على حلقات العلماء ويختار ما يريد من العلماء القائمين على التدريس. وكان الطالب غير ملتزم بالانتظام في الدراسة؛ فقد ينقطع عنها لفترة ثم يعاودها. ولم تكن هناك لوائح تنظيمية تنظم سير العمل أو تحدد المناهج والفرق الدراسية وسنوات الدراسة. والطالب لو أصبح مؤهلا للتدريس والجلوس موقع الشيوخ استأذنهم وقعد للدرس. فإذا لم يجد فيه الطلاب ما يرغبون من علم، انفضوا عنه وتركوا حلقته، أما إذا التفوا حوله، ولزموا درسه، ووثقوا فيه، فتلك شهادة بصلاحيته للتدريس. بعدها يجيزه شيخ الأزهر. فيحصل علي شهادة الإجازة في التدريس.
    أول قانون لتنظيم الأزهر
     وظل هذا النظام متبعا حتى الخديوي إسماعيل عندما أصدر أول قانون للأزهر سنة (1288 هـ/1872م) لتنظيم حصول الطلاب على الشهادة العالمية، وحدد المواد التي يمتحن فيها الطالب بإحدى عشرة مادة دراسية شملت الفقه والأصول والحديث والتفسير والتوحيد والنحو والصرف والمعاني والبيان والبديع والمنطق. و طريقة الامتحان بأن يقوم الطالب بالجلوس فوق أريكة المدرس، والممتحنون أعضاء اللجنة يتحلقون حوله في وضع الطلبة. فيلقي الطالب درسه. ويقوم الشيوخ بمناقشته في مختلف فروع العلم. وقد يستمر الامتحان لساعات طويلة لا تقطعها اللجنة إلا لتناول طعام أو لأداء الصلاة. حتى إذا اطمأنت من تمكن وتاهيل وحفظ الطالب أجازته وأعطته درجات لتحديد مستواه. فالدرجة الأولى تمنح للطالب الذي يجتاز جميع المواد أو معظمها، والدرجة الثانية للذي يقل مستواه العلمي عن صاحب الدرجة الأولى، ولا يسمح له إلا بتدريس الكتب المتوسطة، أما الدرجة الثالثة فحاملها لا يُسمح له إلا تدريس الكتب الصغيرة للمبتدئين. ومن كان يرسب في الامتحان فكان يمكنه إعادة الامتحان مرة أخرى أو أكثر دون التزام بعدد من المحاولات. ويحق لمن حصل على الدرجة الثانية أو الثالثة أن يتقدم مرة أخرى للحصول على الدرجة الأعلى. وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني صدر قانون سنة (1314 هـ/1896م) لتطوير الأزهر. وقد حدد القانون سن قبول التلاميذ بخمسة عشر عاما مع ضرورة معرفة القراءة والكتابة، وحفظ القرآن وحدد المقررات التي تُدرس بالأزهر مع إضافة طائفة جديدة من المواد تشمل الأخلاق ومصطلح الحديث والحساب والجبر والعروض والقافية والتاريخ الإسلامي والإنشاء ومتن اللغة ومبادئ الهندسة وتقويم البلدان. وأنشأ هذا القانون شهادة تسمى "الأهلية" يتقدم إليها من قضى بالأزهر ثماني سنوات ويحق لحاملها شغل وظائف الإمامة والخطابة بالمساجد، وشهادة أخرى تسمى "العالمية"، ويتقدم إليها من قضى بالأزهر اثني عشر عاماً على الأقل، ويكون من حق الحاصلين عليها التدريس بالأزهر. وصدر المرسوم الملكي رقم 26 لسنة 1936م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها للقيام على حفظ الشريعة الإسلامية وأصولها وفروعها واللغة العربية وعلى نشرها, وتخريج علماء يوكل إليهم تعليم علوم الدين واللغة بالمعاهد والمدارس. وحدد المرسوم اختصاص هيئة كبار العلماء وقصر كليات الأزهر على ثلاث هي: كلية الشريعة و كلية أصول الدين و كلية اللغة العربية. كما حدد دور المعاهد الأزهرية في تزويد الطلاب بثقافة عامة في الدين واللغة، وإعدادهم لدخول كليات الأزهر دون غيرها. وفي عام 1956م قام الرئيس جمال عبد الناصر فوق منبر الأزهر ليعلن القتال ضد العدوان الثلاثي ( بريطانيا وفرنسا وإسرائيل). وصدر القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التابعة له. فنص: الأزهر هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التي تقوم على حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره، وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل الشعوب، وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام وآثره في تقدم البشر ورقي الحضارة، وكفالة الأمن والطمأنينة وراحة النفس لكل الناس في الدنيا والآخرة. كما تهتم ببعث الحضارة العربية والتراث العلمي والفكري للأمة العربية وإظهار أثر العرب في تطور الإنسانية وتقدمها، وتعمل على رقي الآداب وتقدم العلوم والفنون وخدمة المجتمع والأهداف القومية والإنسانية والقيم الروحية، وتزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالمختصين وأصحاب الرأي فيما يتصل بالشريعة الإسلامية والثقافية الدينية والعربية ولغة القرآن. وتخريج علماء عاملين متفقهين في الدين، يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك. وتأهيل عالم الدين للمشاركة في كل أسباب النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة، وعالم الدنيا للمشاركة في الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. كما تهتم بتوثيق الروابط الثقافية والعلمية مع الجامعات والهيئات الإسلامية والعربية والأجنبية. ومقره القاهرة، ويتبع رياسة الجمهورية". و أوضحت المادة الثانية من القانون رقم 103 لسنة 1961م ملامح الأزهر الجديد، وأنه يعيش بالإسلام في واقع المجتمع، وينفث روح الدين في شتى مجالات العمل في الدنيا، ويأخذ مكانه في العالم من خلال هذا الدور الذي يربط علوم الدين بالدنيا، و نصت على: يرأس الأزهر الشريف الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر. وقد وضع القانون المشار إليه اختصاصات شيخ الأزهر فنصت المادة (4) على الآتي: شيخ الأزهر الإمام الأكبر وصاحب الرأي في كل ما يتصل بالشؤون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام، وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية في الأزهر وهيئاته، ويرأس المجلس الأعلى للأزهر".وحاليا جامع الأزهر كمسجد يتبع وزارة الأوقاف ولا يتبع مشيخة الأزهر الموجودة بمقرها الجديد بحديقة الخالدين بالدراسة .
    التجديد في الفكر البشري والتجديد الذي تنتظره الأمة هو التجديد في المعاني وكيفية التزام المسلمين بالصحيح من الدين، وليس التغيير في الأصول، وأن تتطابق السلوكيات والأخلاق مع ما جاء في تعاليم الإسلام وحقائقه أما غير هذا فهو نسف للدين أن التجديد ليس في الدين وإنما في الفكر البشري، وشتان بين التجديد والتبديد، ولهذا لابد أن يكون المجتهد ليس عالما بالجوانب الشرعية فقط وإنما بكل ما فيه مصالح البلاد والعباد . والتجديد المنشود ليس معناه إلغاء التراث والبدء من جديد بل البناء عليه ونقده بعقلانية؛ لأنه في النهاية فهم بشري وليس وحيا منزلا، والمشكلة أن الخلاف في الماضي كان في الفروع  أما في عصرنا فقد امتد إلى الأصول، ولابد أن يستهدف التجديد المقاصد الكلية الخمسة لأن في ذلك خير الدنيا والدين ومن عظمة الإسلام أنه يربط بينهما بشكل فريد دون تناقض.
    محورية المؤسسات المتخصصة في التجديد
    يجب مواجهة دعاة الحداثة والغزو الفكري المنتسبين ظلما للإسلام أو المتحالفين مع خصومه الذين يدعي بعضهم أنه يمكن الاستغناء بالعقل والعلم عن الدين ويشعلون نار الطائفية والعصبية المذهبية بين المسلمين مع أهمية أن يلتزم المجددون بالتدقيق وليس العشوائية وهذا يتطلب أن يقوم بالتجديد مؤسسات متخصصة يكون بينها تواصل وتنسيق وذلك بهدف تحقيق المصالح العليا للأمة مع المحافظة على جوهر العلم الذي يتم فيه التجديد وألا يتم اختزاله أو الخلل به. أنه من المؤسف أن بعض كتب التجديد أضاعت العلم الذي يتم فيه وبدلا من الارتقاء به، يتم العبث والضرر به، وأحد أسباب ذلك يتم تحت زعم التواصل مع الآخر في سبيل ذلك يتم تقديم تنازلات، أو اللجوء إلى مفاهيم سقيمة يتم الترويج لها بهدف ضرب الإسلام من داخله من خلال نسبتها إليه، والغريب أن هذا الهدم يتم بأيدي غير المسلمين وبعض المنتسبين للإسلام وهم أشد خطورة عليه من أعدائه الظاهرين .. و يجب أن تكون على أجندة علماء التجديد مجموعة من الأولويات، في مقدمتها إزالة البدع والخرافات التي يحاول البعض إلصاقها بالإسلام ظلما وعدوانا، ومواجهة الحملات المعادية للإسلام التي تحاول أن تقتلع المسلمين من جذورهم عن طريق التغريب، والغزو الفكري والتطاول علي الإسلام والتصدي لأدعياء الدعوة من الجهال الذين دخلوا علي الساحة ليهدموا الدين باسم التنوير، والاجتهاد والعقلانية وفي نفس الوقت التصدي للمؤامرات التي تعمل على جعل الانتماء المذهبي فوق الانتماء للدين وتكفير المخالفين لهم في المذهب بل والرأي وتلعب الفضائيات دورا كبيرا في هذا المجال. أن الدين يجب أن يتبع مصالح الناس انطلاقا من مقولة "حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله" وهذه مقولة حق يراد بها باطل ووصل الأمر إلى الدعوة للتبعية للغير حتى ننال رضاه باسم التعايش السلمي والتسامح حتى وصلنا إلى أننا نتنازل من أجل  الآخر عن كثير مما أنزل الله، من الأخذ بالمفهوم الغربي في مفاهيم الحرية والمساواة بين الرجل والمرأة وإباحة العري باسم التحضر والمدنية كل هذه المغالطات في حاجة إلي تصحيح. الأصالة والمعاصرة واستحالة التجديد الحقيقي في حالة الفصل بينهما لأن الأمة في حاجة إلى الاجتهاد في مختلف القضايا المستجدة التي ليس فيها نص صريح في القران أو السنة أو اجتهادات الأولين وفي نفس الوقت النظر بموضوعية وعقلانية إلى اجتهادات السابقين الذين اجتهدوا في ظل معطيات وظروف عصرهم ونحن مطالبون بإعادة النظر في بعض أقوال السابقين على أن يتم ذلك من خلال مؤسسات أو هيئات علمية وليس حسب المزاج.
    تنشيط المساحة المسكوت عنها
    وحاول الريسوني تحديد معنى للتجديد، حيث أشار إلى أن التجديد تعددت معانيه، منها إعادة الدين إلى أصله ونقائه وصفائه وإزالة ما قد علق به من بدع أو خرافات نتيجة إهمال أتباعه.. وبالتالي فليس المقصود التغيير -كما يؤكد الريسوني- بل العودة إلى الأصل النقي الحيوي للوحي، مشيرا إلى أن التجديد بهذا المعنى مطروح عبر العصور، حيث يحاول المجتهدون إعادة الأمور إلي نصابها وتصحيح أي أخطاء حدثت، فيعود الدين إلى أصله كأنه جديد له فاعلية وتأثير إيجابي في نفوس أتباعه. ويلفت الريسوني إلى أن هناك تعريفا آخر للتجديد، من حيث هو تنشيط للمساحة المسكوت عنها داخل حلقة الأحكام، وذلك مواكبة لما يحدث من أمور وقضايا مستجدة تحتاج إلى اجتهاد. وهذا يتطلب من العلماء -بحسب الريسوني- أن يعملوا عقولهم ويشحذوا الهمم ليواكبوا كل ما يجد من أمور وقضايا، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، ويؤكد صلاحية هذا الدين لكل زمان ومكان.. وأوضح الريسوني أن حركة الاجتهاد ومحاولات التجديد دليل على حالة المجتمع المسلم، على اعتبار أن ازدهارها دليل على ازدهار المجتمع وتأخرها دليل على تخلفه. وفي محاولة لتأصيل عملية التجديد قال الريسوني: مفهوم التجديد منطلق أساسا من نص نبوي صحيح، هو قوله صلي الله عليه وسلم " إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها " لافتا إلى أن هذا الحديث فيه إشارة إلى أن الله هو الذي يبعث المجددين المخلصين، وهذا بحسب الريسوني حافز لكل المجتهدين أن يخلصوا النية ويبذلوا أقصى الجهد لعلهم يكونوا ممن يبعثهم الله كمجددين . وفي نفس الوقت -والكلام للريسوني- فقد حث الإسلام العلماء على الجرأة المنضبطة في الاجتهاد ما دامت نواياهم خالصة لوجه الله، وكانوا ممن يملكون أدوات الاجتهاد والقادرين عليه، حيث جعلهم في كل الأحوال مثابين شرعا حتى وإن أخطئوا، فقال صلى الله عليه وسلم "من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر" فالسياق الطبيعي يقتضي أن من يجتهد فيصيب فله أجر ومن يجتهد فيخطئ فعليه وزر، ولكن تحفيز العلماء المجتهدين جعل له أجر حتى وإن أخطأ.
    معيار التجديد
    وتساءل الريسوني عن المعايير التي يجب الاستناد إليها في التجديد وما هو التجديد الذي نحن في حاجة إليه في عصرنا؟ وأجاب على تساؤله بقوله: هناك دعوات كثيرة للتجديد في العلوم الشرعية وخاصة الفقه وأصوله، وهناك من يدعو إلي تجديد الفقيه نفسه من حيث فكره وثقافته وفهمه للواقع وتنزيله للأحكام الشرعية على هذا الواقع حتى يكون مجتهدا مفيدا لدينه ولأمته. ويتابع: وهناك دعوات لتجديد علم الكلام وكذلك علم التفسير وغيرهما من العلوم الشرعية المرتبطة بالتراث الإسلامي، مشيرا إلى أن الآراء قد انقسمت حول الارتباط بالماضي، فهناك من يرى الانقطاع عنه وأن نبدأ من عصرنا، في حين يرى آخرون ضرورة الربط والتواصل بينهما. وعرض الريسوني للمعايير التي يجب أن يستند إليها التجديد في العلوم فقال: هناك معيار أساسي يمكن على أساسه الحكم على أن هذا العلم في حاجة إلى التجديد من عدمه، وينطلق من وظيفة كل علم؛ لأن لكل علم وظائف لا يحتاج للتجديد إن كان يؤديها، وإلا فإن حاجته للتجديد تتعاظم حسب درجة فقدان تلك الوظائف، مشددا إلى أن تقرير ذلك يجب أن يكون منوطا بالعلماء المتخصصين وليس الجهلاء أو أدعياء العلم والدخلاء عليه ممن يدعون أنهم حداثيون مستنيرون.
    تجديد الأصول
    وفي محاولة عملية لإسقاط هذا المعيار على علم أصول الفقه الذي نشأ في القرنين الثاني والثالث الهجري ووضع أسسه وأهدافه وغاياته الإمام الشافعي، أوضح الريسوني أن له ثلاثة وظائف رئيسة هي أنه:
    -  يهتم بالاستنباط الفقهي بالدرجة الأولى، ومن ثم فهو يضبط الاجتهاد من خلال وظيفة الاستنباط.
    -  يضبط منهج الفكر والفهم عند المسلمين عموما وذلك من خلال التفكير العلمي الصحيح، وقد أوضح الشافعي ذلك في كتابه "الرسالة" رغم قصره.
    - يقلل الخلاف ويكبح جماحه بين العلماء خاصة والمسلمين عامة، وهذا واضح في كثير من مؤلفات وسيرة الإمام الشافعي، حيث أكد أن الخلاف الأصولي وليس الفقهي فقط إذا تفرع وتشعب نشر الفتنة والصدام..
       ويبرهن الريسوني على ذلك بأن الإمام الشافعي وضع في علم الأصول ما يشبه القانون الذي يحد من الخلاف، بل ويوقفه في بعض القضايا، مشيرا إلى أنه قد نحج في تقليص الخلاف الفقهي في عصره بعد أن كان علي أشده في كثير من القضايا الأصولية. وكدليل على انحسار الخلاف الفقهي قال الريسوني "يكفيه -علم الأصول- أنه بهذا نجح في حصر المذاهب الفقهية في أربعة مذاهب رئيسة، وكان من الممكن أن تكون أكثر من خمسين مذهبا لأهل السنة الذين يمثلون تسعة أعشار عدد المسلمين في العالم، لولا علم أصول الفقه الذي نجح في تقليل الخلاف وتقليصه ليس في العصر الذي أنشئ فيه فقط  بل في كل العصور التالية".وانتقل الريسوني إلى تقييم تلك الوظائف التي من أجلها أنشئ علم أصول الفقه في عصرنا فقال: بالنسبة للوظيفة الاستنباطية فإنها لم تعد كافية بعد أن أصبح العلم صعبا جافا، يعاني من يدرسه كثيرا، يستوي في الشكوى من ذلك المعلمون أو المتعلمون، مشيرا إلى أن كثيرا من العلماء وكبار المشايخ شهد بذلك، حتى وصف أحدهم دارس أصول الفقه بقوله "كثير العناء قليل الغناء"، ومن المؤسف أن هذه الوظيفة الاستنباطية أصبحت ضعيفة. وبالنسبة للوظيفة الثانية وهي ضبط منهجية التفكير، يرى الريسوني أنها تعاني من الضعف أيضا، حيث ضعف العلم في ضبط عقول المسلمين وتفكيرهم مما يعني أن الثقافة المعاصرة استولت على عقولهم بسبب الفراغ الذي يعانون منه. أما بالنسبة للوظيفة الثالثة وهي تقليل الخلاف فهي ضعيفة أيضا بحسب الريسوني، مدللا على ذلك بأن الخلاف في تزايد مستمر، بل إن علم أصول الفقه نفسه تحول في عصرنا إلى أداة من أدوات زيادة الخلاف بعد أن غابت وظيفته أو تلاشت ولم يعد هناك اهتمام بها.. حسب تعبير الريسوني. والأدهى من ذلك أن علم أصول الفقه أصبح مذهبيا ويساعد على التعصب المذهبي دون أدلة أو نصوص قوية وبدأ التعصب الأصولي يزيد هوة الخلاف بين المسلمين ويمزق صفوفهم .
    دور الأزهر في الحفاظ على اللغة العربية
    للأزهر فضل كبير في الحفاظ علي التراث العربي بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد، وعلى اللغة العربية من التتريك واللغة التركية أيام الحكم العثماني لمصر سنة 1517م، وأيام محمد علي باشا سنة 1805م، فظل دائمًا جامعًا وجامعة يأتي إليه الطلاب من سائر الدول العربية (1).
    مشايخ الازهر عبر التاريخ
    الشيخ الامام حسونة النواوى
    عين فى مسجد محمد على بالقلعة لتدريس مادة الفقه وكذلك فى مدرسة دار العلوم و مدرسة الحقوق يعد الشيخ حسونه النواوى ثانى اثنين جمعا بين منصب شيخ الأزهر ومنصب مفتى الديار المصرية وهو من مواليد عام 1255 هـ 1839 م وعين شيخا للجامع الأزهر عام 1313 هـ 1896 م وظل بهذا المنصب حتى عام 1317 هـ 1900 م وتركه ثم عاد إليه عام 1327 هـ 1909 م وقد توفى رحمه الله عام 1924 م بعد أن ظل فى بيته عدة سنوات وفى مشيخة الشيخ حسونه صدر قانون لتنظيم الأزهر عام 1895 م وهذا القانون استهدف تنظيم الأزهر من الناحية الإدارية وعقبه شكل مجلس الأزهر وبين هذا القانون كيفية الدراسة بالأزهر وكفل انتظامها وادخلت الأزهر علوم لم تكن تدرس به من قبل كالحساب والهندسة والجبر والجغراقيا والتاريخ والخط ولقد بين هذا القانون أن مدة الدراسة بالأزهر 13 عاما يعطى للطالب بعد ثمانى سنوات شهادة الأهلية ثم بعدها يعطى العالمية بعد أن يكون قد أمضى أربع سنوات من آثاره العلمية سلم المسترشدين فى أحكام الفقه و الدين
    الشيخ الامام سليم بن ابى فراج البشرى
    ولد فى محلة بشر من قرى محافظة البحيرة عام 1248 هـ 1832 مـ تلقى علومه بالأزهر على يد علمائه الأجلاء كالشيخ الباجورى و الشيخ عليش و الشيخ الخنانى الذى استخلفه فى قراءة أمهات الكتب مع تلامذته فباشر عمله فى التدريس و ذاع صيته و تخرج على يديه كثير من الأزهريين النابهين بجانب تدريسه للعلوم فى الأزهر كان شيخا و نقيبا للمالكية و عضوا ً فى مجلس إدارة الأزهر تولى المشيخة عام 1317 هـ 1900 مـ و استقال من المنصب عام 1320 هـ 1902 مـ ثم عين مرة ثانية وفقا لشروطه عام عام 1327 هـ 1909 مـ و بقى بالمنصب حتى لقى ربه عام 1335 هـ 1916 مـ على الرغم من أعبائه فى المشيخة و نقابة المالكية لم يترك التدريس و التأليف و قيادة الحركة الإصلاحية كانت له مواقف تشهد بشجاعته و بعد نظره و حكمته مما رفع من شأن الأزهر علماء و طلابا من آثاره العلمية 1 حاشية تحفة الطلاب لشرح رسالة الآداب فى الأدب 2 حاشية على رسالة الشيخ عليش فى التوحيد 3 شرح نهج البردة 4 الاستئناس فى بيان الأعلام و أسماء الأجناس فى النحو
    الشيخ الإمام محمد أبو الفضل الجيزاوى
    ولد بقرية وراق الحضر من قرى محافظة الجيزة سنة 1264 هـ 1874 مـ و تلقى تعليمه بالأزهر على يد أفاضل العلماء مثل الشيخ عليش و الشيخ العدوى و الشيخ الإنبابى و غيرهم عين عضوا فى إدارة الأزهر فى عهد الشيخ البشرى ثم وكيلا للأزهر سنة 1326 هـ 1908 مـ و لم يترك التدريس طوال هذه الفترة تولى المشيخة سنة 1335 هـ 1917 مـ عاصر أحداث الثورة المصرية سنة 1919 مـ و ما تلاها من صراع بين الشعب و مستعمريه و حكامه وقاد مسيرة الأزهر فى خضم تلك الأحداث حتى لقى ربه سنة 1346 هـ 1927 مـ استصدر قانونا فى سنة 1923 مـ تقدم به خطوة نحو الإصلاح يتضمن 1 خفض كل مرحلة من مراحل التعليم بالأزهر إلى أربع سنوات 2 إنشاء أقسام التخصص فى التفسير و الحديث و الفقه و الأصول و النحو و الصرف و البلاغة و الأدب و التوحيد و المنطق و التاريخ و الاخلاق ويلتحق بها من يحصل على العالية 3 تأليف لجنة لإصلاح التعليم بالأزهر انتهت إلى وجوب تدريس العلوم الرياضية التى تدرس بالمدارس المدنية منح اسمه وسام العلوم و الفنون من الطيقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفى للأزهر من آ ثاره العلمية الطراز الحديث فى فن مصطلح الحديث حاشية على شرح العضد فى أصول الفقه كتاب تحقيقات شريفة
    الشيخ الامام محمد مصطفى المراغى

    كلمات مفتاحية  :
    الدور الريادي الأزهر تاريخ

    تعليقات الزوار ()