تونس ـ حذر رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات كمال الجندوبي المترشحين من "الدعاية في أماكن العبادة والعمل وفي المؤسسات" مؤكداً أن الهيئة لا تسمح "بالدعوات إلى الكراهية والعنف والتمييز".
وقال الجندوبي في مؤتمر صحفي "إن القانون يحظر الدعاية في المساجد بإعتبارها دور عبادة" في تأكيد منه على تحييد المساجد خلال الحملة الانتخابية التي انطلقت السبت.
وجاءت دعوة الجندوبي على خلفية "خروقات" سجلتها الهيئة في بعض الجهات وتلقت بشأنها شكاوى من مواطنين قالوا إن حركة النهضة الإسلامية استعملت منابر المساجد للدعاية.
وقالت الهيئة إنها ستوجه إنذاراً لحركة النهضة بعدم الدعاية السياسية في دور العبادة بعد أن تأكد لديها أن إمام مدينة المروج الخامس استغل منبر المسجد للترويج لبرامج حركة النهضة.
وعزى الجندوبي سبب الانطلاقة الفاترة للحملة الانتخابية إلى عدم جاهزية اللوائح في الموعد المطلوب إلى جانب نقص تجربة المترشحين في ما يتعلق بمثل هذه المواعيد السياسية، إلا انه أعرب عن الرضى عن حسن سير العملية داخل البلاد وخارجها واصفاً المخالفات المسجلة بـ"الهامشية" و"الضعيفة جداً".
غير أنه برأي المراقبين فإن الحملة لم تزد الشارع السياسي التونسي سوى مزيد من الإحباط وبدا المواطن "غير مبالٍ" تجاه بعض معلقات اللوائح والومضات الدعائية على وسائل الإعلام.
لكن الجندوبي أكد أهمية إنجاح الحملة الانتخابية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي باعتبارها محطة مفصلية ومحورية في مسار الانتقال الديمقراطي الذي تشهده تونس.
وأعلن ان صناديق الاقتراع والأختام والخلوات متوفرة تحت حماية الجيش الوطني على أن يتم توزيعها في الأيام المقبلة على مراكز الاقتراع.
ودعا الجندوبي اللوائح المترشحة إلى التعاون مع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في ما يتعلق بالشروط التنظيمية، ومن ضمنها الإعلام قبل 72 ساعة بعقد الاجتماعات والتنسيق في ذلك مع الأجهزة الأمنية.
وشدد على ضرورة ان تجري الانتخابات "في كنف الهدوء والأمن ملاحظاً أنه "لا انتخابات دون امن وأمان"ومعربا عن ارتياحه لما شهده الوضع الأمني العام مؤخرا من تحسن حيث توقفت الإضرابات والاعتصامات وهو ما من شأنه أن يضمن حسن سير العملية الانتخابية.
وبخصوص الآليات التي وضعتها الهيئة العليا لمراقبة الحملة الانتخابية، كشف الجندوبي عن انتداب 810 من المراقبين ، وتركيز وحدة لمتابعة أداء الإعلام ورصد محتوى ما تبثه القنوات التلفزية وما تنشره الصحف بهدف ضمان أقصى قدر من الحياد.
وأعلن عن تركيز منظومة جديدة تتمثل في إرسال تقارير المراقبين بصورة فورية للتحقق منها سعيا لضمان سلامة الانتخابات وأمن المسار الانتخابي.
وفي مسعى لتحسيس التونسيين بأهمية الانتخابات كشف الجندوبي أيضاً أن الهيئة ستطلق حملة تحسيسية في الأيام المقبلة تحت شعار "تونس تنتخب".
وأوضح الجندوبي ان قرار منع الإعلام الأجنبي من الاتصال بالمرشحين لا يعني منعهم من أداء مهامهم الصحفية، اذ بإمكانهم تغطية كافة الأنشطة والاجتماعات وإجراء الحوارات شرط ألا يكون ذلك مع المترشحين أنفسهم مضيفاً أن القرار يعكس تمسك الهيئة بمبدأ المساواة بين المتنافسين وتوفير تكافؤ الفرص بين الجميع، مشيراً إلى انه تم تمكين كل اللوائح من تسجيل مواد دعائية تلفزيونية بالتساوي مع دعوة أجهزة الإعلام الخاصة إلى تقديم برامجها للهيئة للموافقة عليها.