|
أحس انطون بأن الأمر أسهل مما كان يتصوّر |
|
وتابع أنه فكر مراراً في القيام "بمغامرة تعيد الحيوية إلى عروقه التي اوشكت ان تتيبس من قلة الحركة، وكسر الصمت الرهيب الذي يعيشه، فقاده تفكيره إلى المخاطرة باقتحام بنك وسرقته".
ولقد وقع اختيار انطون على فرع بنك النمسا، الواقع في الرقم 38 لينكى فيينزايلر. وبعد مراقبة امتدت على عدد من الزيارات، ارتدى نهار الثلاثاء الماضي ملابس رياضية سوداء وأخفى معالم وجهه بقبعة انزل مقدمتها حتى قرب عينيه. ثم اختار لحظة لم يكن فيها غيره داخل فرع البنك ليتقدم بخطوات ثابتة نحو موظفة كانت تخدم العملاء، مطالباً إياها بنبرة حازمة بأن تسلمه كل ما لديها من أموال، ومشيراً الى جيبه دلالة على حمله مسدساً، علماً أنه لم يكن في جيبه غير هاتفه الجوال. ولكن بينما كانت الموظفة مشغولة بعَدّ الأموال، أحس انطون بأن الأمر أسهل مما كان يتصوّر وانه تصرّف لا ينم إلا عن غباء وخسة لا داع لهما، فغير اتجاهه سار بخطوات سريعة ليغادر البنك. وهنا كان من سوء طالعه أن قوة من الشرطة لحقت به بعدما أخطرتها موظفة البنك بكبسها زر جرس إنذار خفي لحظة تهديده لها، وألمت الشرطة بتفاصيله الشخصية وصورته بفحص كاميرات الحراسة التي صورته في كل اتجاه منذ خطا خطواته الأولى داخل البنك.
الطريف في الأمر، أن إدارة البنك أبدت تعاطفاً مشكوراً مع ظروف "اللص العجوز" انطون فقررت الامتناع عن رفع دعوى قضائية خاصة بحقه وبخاصة أن ضميره صحا ونهاه عن السرقة، غير أن الشرطة لم تبد تعاطفا مماثلا وتمسكت بحقيقة ان محاولته وحدها كافية لتعد انتهاكاً للقانون وتعدياً وإزعاجاً للسلطات. الشرق الاوسط
|