بتـــــاريخ : 9/24/2011 7:29:18 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 757 0


    عصفور من الشرق

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : توفيق الحكيم | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :
    ادب عصفور الشرق

    عصفور من الشرق

    كان أحياناً يلمح فوق غلاف بعض الكتب فقرة أو عبارة أو بيتاً من الشعر
    وضع على سبيل الاستشهاد ، فيجعل منه ( نغمة ) يظل فكره يرتب عليها ..
    ( تقاسيم ) طول النهار ، وكان يجد في هذا شيء من السلوى
    غير أن بصره وقع ذات يوم على كتاب ، جعل في رأسه هذا القول لشاعر ياباني :
    إنما يبني الشاعر سعادته على الرمال
    ويسطر أشعاره فوق جدول الماء
    نعم ... هنا كل البلاء الآدمي ! ألا يمكن للنفس
    الشاعرة أن تقيم هنائها على دعائم أثبت قليلاً من هذه
    الرمال ، التي تغرق فيها الإبل ... وتكتب أغانيها على
    صفحات أبقى من صفحات هذا الماء ، التي تطويها في
    شبه طرفة العين أنامل الهواء !...
    نعم هناك سبيل واحد : لا ينبغي أن نبني شيئاً جميلاً
    فوق هذه الأرض !.. هذه الأرض المتغيرة المتحركة
    برمالها وماؤها وهوائها !!
    ***
    استيقظت ( سوزي ) في الصباح ، واتجهت إلى نافذتها مترنمة
    كعادتها ، وما كادت تفتحها حتى رأت نفسها أمام ببغاء في قفص
    فدهشت ! ... ثم أبصرت الحبل المدلى ، فأدركت من أين هبط
    فرفعت عينيها إلى الطابق العلوي ، وإذا الفتى في نافذته يبتسم لها
    كأنما كان في الانتظار ، وحياها تحية الصباح فردت عليه التحية
    باسمة ، ثم أشارت إلى القفص قائلة :
    - لمن هذا ؟..
    - لك ! ..
    - لي أنا ؟ ... شكراً لك سيدي ... لكن لماذا ...
    - هذا ما استطعت أن أقدمه إليك ، اعترافاً بجميلك ، فأرجو أن
    تقبليه مني ! ..
    - ما أجمل هذا الببغاء ! .. ما اسمه ؟!
    - اسمه " محسن " ! ...
    - " محسن " ؟ .......
    - أتسمحين أن أقدم إليك نفسي .. ولو أن التقدم من هذه
    النافذة العالية لا يسمى تقدماً ... فالأصح أن أقول :أن ألقي إليك
    بنفسي ! ...
    فضحكت الفتاة وقالت :
    - يسرني بالطبع ذلك ، غير أني لا أضمن لك الوصول سالماً إلى
    نافذتي ، فألقي بأسمك وحده الآن فهو يكفي ...
    فقال الفتى :
    - اسمي " محسن "
    فنظرت إليه باستغراب وقالت :
    - كالببغاء ؟!
    - نعم ! ... ولي الشرف أن يكون اسمي كاسم ببغاءك ! ...

    كلمات مفتاحية  :
    ادب عصفور الشرق

    تعليقات الزوار ()