أن يتعلم طفلك كيفية التفاعل والتعامل مع الأطفال الآخرين هو جزء مهم من تربيته ونشأته وتعليمه، ولكن هناك بعض الأطفال الذين لا يستطيعون التكيف اجتماعيا بسهولة ولذلك فإنهم يحتاجون إلى المساعدة من الأساتذة في المدرسة ومن الأهل في المنزل لمساعدتهم على تحسين مهاراتهم الاجتماعية عن طريق مجموعة من الأنشطة المتنوعة. فيجب على الجميع مساعدة الطفل ليكون مرتاحا ومتكيفا في مختلف المواقف الاجتماعية سواء في المنزل أو فى المدرسة. فلن يستطيع كل طفل أن يتكيف بسهولة في المواقف الاجتماعية المختلفة والتي تحتاج لمجموعة متنوعة من المهارات الاجتماعية.
وهناك العديد من الخطوات والإستراتيجيات التى يمكنك إتباعها لتحسين مهارات طفلك الاجتماعية:
- الأخلاق: علمى طفلك كيف يشكر الآخرين وكيف يعبر عن امتنانه وكيف يقدم اعتذارا أو يطلب طلبا معينا، لأن مثل هذا التصرف يكون أساسيا لمساعدة الطفل على تحسين مهاراته الاجتماعية. فإذا كانت أخلاق الطفل مهذبة فى تعاملاته مع الناس، فسيمكنه ذلك من تكوين الصداقات والتعرف على الناس بسهولة مما سيجعله يشعر بأنه أكثر ارتياحا في المواقف الاجتماعية المختلفة
- الموسيقى: هي رابط اجتماعي إيجابي يمكنك عن طريقه تنمية مهارات طفلك الاجتماعية مثلا عن طريق اختيار الأغنيات لطفلك ومجموعة من أصدقائه حتى يشارك الجميع. وبعد ذلك عليك أن تعطى للأطفال ورقة بها كلمات الأغنية حتى يتمكنوا من حفظها لتطلبى منهم بعد ذلك أن يجلسوا على الأرض فى دائرة لكي يتمكنوا من الغناء والمرح معا، بالإضافة إلى أن هذا يعتبر أيضا نشاطا تعليميا.
- الشخصية القوية: قومى بتشجيع طفلك على الاشتراك فى أنشطة مختلفة تجعله اجتماعيا أكثر. فيمكنك مثلا أن تطلبى من طفلك المنطوى الخجول أن يمثل دور شخص قوى الشخصية مع إخباره أنه يستطيع أن يكون مرحا ومهذبا فى نفس الوقت. دربى طفلك على تنمية مهاراته الاجتماعية المختلفة عن طريق أن تطلبى منه أن يلعب دور الشخص الواثق من نفسه والمرح الذي سيسعد أي صديق بالتعرف عليه. شجعى طفلك على أن يكون مرحا عندما يقابل أصدقاء جددا مع تذكيره بأنه لكى يكون مرتاحا فى مختلف المواقف الاجتماعية فيجب أن يكون صادقا وواثقا من نفسه.
- إن ذهاب طفلك للمدرسة لن يمثل تفاعلا اجتماعيا كافيا بالنسبة له، فيجب عليك أن تشركى طفلك فى العديد من النشاطات الخارجية المتنوعة التي ستعطيه رؤية تتعدى حدود المنزل والمدرسة. اختارى لطفلك مجموعة من الأطفال والأصدقاء من الجيران وأصدقاء المدرسة الذين يمتلكون نفس شخصيته ونفس اهتماماته. فإذا كان طفلك مثلا رياضيا، يمكنك أن تشتركى له فى ناد رياضى أو فى أى فريق رياضى ليتعلم رياضة مثل كرة السلة أو كرة القدم وهو الأمر الذى سيحسن من مهاراته الاجتماعية في التعامل مع الآخرين إلى جانب أنه سيعلمه كيفية العمل الجماعى وأهمية أن يكون المرء مسئولا.
لكى تعودى طفلك على التعامل الإيجابي مع الآخرين، فيجب أن تساعديه على بناء ثقته بنفسه وتشجعيه على تحمل مسئوليات متنوعة. ويمكنك من وقت لآخر أن تسألى طفلك إذا كان يريد أن يساعدك فى الطهى مثلا. وهناك نقطة أخرى وهى أنك يجب أن تتركى للطفل مساحة يتعامل فيها مع المشاكل بنفسه وبذلك فإنك تمنحيه الفرصة للتفكير والتعامل مع الآخرين بنفسه.
إن تكوين الصداقات وتعلم كيفية العمل والتعامل مع الآخرين كلها مهارات يجب على الطفل في المرحلة الابتدائية أن يتعلمها لأنها ضرورية لتقدمه وتطوره فى حياته الدراسية. ويمكن للمدرسين والمعلمين فى المدرسة أن يساعدوا طفلك على تنمية مهاراته الاجتماعية عن طريق مجموعة من الخطوات والأنشطة المختلفة.
- العمل والاستذكار الجماعي يساعد التلاميذ داخل الفصل على العمل معا والتفكير في حل للمشاكل. يمكن للمعلم مثلا أن يقسم التلاميذ إلى مجموعات كل مجموعة مكونة من تلميذين أو ثلاثة يعملون معا على مشروع معين. ويمكن مثلا للمعلم أن يقترح على التلاميذ أخذ أرقام هواتف بعضهم البعض ليتحدثوا مع بعضهم حول الفروض الواجب عليهم إنجازها وبالتالى فإنهم قد ينجحون فى تكوين الصداقات بشكل أفضل خارج نطاق الفصل المدرسى.
- يجب على المعلم أن يكون قدوة للتلاميذ من ناحية تصرفاته وتعامله مع الآخرين، ولذلك يجب عليه أولا أن يعامل تلاميذه باحترام ولا يستخدم معهم أسلوب السخرية أو التقليل من شأنهم.
- يجب على المعلم أن يفكر مع تلاميذه فى بعض القواعد التى سيضعونها معا لتنظيم التصرف داخل الفصل مما سيجعل التلميذ أو الطفل يشعر بالنضج والمسئولية