بتـــــاريخ : 9/14/2011 2:46:52 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 828 0


    الإيجابية... بين الفرد والمجتمع

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : saidmohamad89 | المصدر : forum.al-wlid.com

    كلمات مفتاحية  :
    نفس الإيجابية الفرد المجتمع

    والإيجابية لها شِقَّان:



    الأول: وهو إيجابية
    الفرد نحو نفسه، والتي تشتمل على تطوير نفسه وتحديثها .




    الثاني: يتمثل في تفاعل الفرد مع أفراد وقضايا مجتمعه ومشاركته في صنع الأحداث .



    وفي كِلا الأمرين خيرٌ، فروح المبادرة قائدة ودليل إلى النجاح والتفوق ، والحياة مليئة بفرص الخير ،
    ومجالات التقدم كثيرة ؛ ولكن يقلُّ من يتقدَّم لنيل المبادرة وقصب السبق ،
    ونحن متفاوتون في طريقة استقبالنا لمثل هذه الفرص ، فهناك الكَسول اللامبالي الذي لا تهزُّه الفرص ،
    ذلك أن الكثيرين ترِد على أذهانهم أفكار جيدة ، وتتوافر لهم ظروف مناسبة للإنجاز والتقدُّم ،
    لكن عوائق نفسية تقعد بهم عن الاندفاع والمبادرة، بينما يفوز بها الشجعان المبادرون .
    فالمبادرة هي عنوان النجاح ، وهي طريق التقدم ، وسلاح اغتنام الفرص ، واستثمار الظروف ..

    والفرد المبادر الإيجابي يحقق الإنجازات ، ويحظى بالمكاسب ، وقد قيل: " ويفوز باللَّذات كلُّ مغامرٍ
    وكذلك المجتمع الذي يتحلَّى بهذه الصفة فإنه يتمتع بالحيوية، ويطوِّر واقعَه إلى الأفضل بشكلٍ دائمٍ مستمرٍ .


    الإيجابية... مطلب إسلامي


    والقرآن الكريم به الكثير من الآيات التي توجِّه إلى التمسك والتحلي بهذا السلوك والتمسك بهذه القيمة ؛
    ولأهمية هذه الصفة في حياة الفرد
    والمجتمع تحدث عنها القرآن الكريم في آيات عديدة ،
    وبأكثر من تعبير، فقد ورد الحديث عن المبادرة في بعض الآيات بلفظ المسارعة، يقول تعالى :
    {وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ }
    [ آل عمران من الآية:114 ] .


    ويقول تعالى :
    { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ }
    [ الأنبياء من الآية:90 ]


    ويقول تعالى :
    { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدِّتْ لِلْمُتَّقِينَ }
    [ آل عمران : 133 ] .


    ونلحظ في الآيات الكريمة توجيه الخطاب إلى الجميع وليس إلى الفرد فقط ؛
    لأن المطلوب أن تكون هذه الصفة سمةً للمجتمع كله في مسيرته ومواقفه ، وأن تكون السمة الغالبة
    للمجتمعات التي تبغي الرفعة والنهوض ، وبالفعل لا يتساوى مَن كان له السبق مع من تخلف عنه ،
    فالريادة والأسبقية شرفٌ لا يناله إلا الأوائل الذين اقتحموا مجالات لم يقتحمها أحد قبلهم ،
    وحقَّق من الإنجازات ما لم يحققها أحد من قبله ، فبالتالي قد فتح بابًا جديدًا ،
    واقتحم مجالاتٍ لم يدخلْها أحدٌ قبلَه ، والقرآن الكريم تحدث عن فئةٍ قامت بعملِ ما لم يصنعه أحد من قبلهم ؛
    ولذلك كان أجرهم مضاعفًا ، ولم يتساوَوا في ذلك مع مَن صنعوا نفس الصنيع ؛
    لكنهم في مرحلة لاحقة عليهم ، فبقوا هم الأوائل والمتقدمون والسابقون ؛ لذلك يستحق الأوائل السابقون
    في ساحات الخير كلَّ تقدير وإعزاز .. وفي القرآن إشادةٌ كبيرةٌ بكل مَن كان له الأسبقية في فعل الخير وخدمة المسلمين؛
    حيث يقول تعالى :
    { وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ }
    [ التوبة: من الآية 100 ] .


    والإشادة هنا لا تنسحب فقط على حادثة الهجرة ؛ ولكن تدل على كلِّ عملٍ يكون صاحبه سابقًا
    وأولَ في فعل الخير ، والكثير من الآيات يحثُّ فيها الله تعالى على المسابقة ، وأن يكون المسلم أسرع
    وأسبق الناس إلى فعل الخير والدلالة عليه :
    { لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاً وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى }
    [ الحديد: من الآية10 ]


    وكما يقول أيضًا :
    { قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ }
    [ الأنعام: من الآية15] .


    والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) لنا فيه القدوة والأُسوة ، فالمُتابع لسيرته العطرة من قبل البعثة حتى وفاته
    ( صلى الله عليه وسلم ) يجد أن حياته ( صلى الله عليه وسلم ) مليئةٌ بالمواقف التي تشير إلى إيجابيته
    وتفاعله مع الأحداث المحيطة به ، ومثال ذلك حينما كان ( صلى الله عليه وسلم ) مارًّا عند الكعبة ووجد القوم
    يختلفون فيما بينهم على مَن يَضَع الحجر في موضعه في الكعبة ، فلم يتركهم ويقول : وما شأني؟!
    بل أشار عليهم بالرأي السديد، وشارك معهم في حلِّ هذا الخلاف ، وبعد البعثة - ورغم عداء " أبو جهل "
    للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) جاءه أعرابي يشتكي إليه من أن " أبو جهل " قد أخذ ماله
    ولا يريد ردَّه إليه تقدَّم النبي( صلى الله عليه وسلم ) ودون تردد أو خوف، وطلب من " أبو جهل " بكل عزم
    أن يعطي الرجل حقه، وبالفعل أعطى " أبو جهل " الرجل ماله ، وحين سُئل عن سبب اضطرابه
    من مطالبة النبي له بمال الرجل قال: " لقد خُيِّلَ لي أن أسدًا أراد أن يلتهمني حينما دخل عليَّ محمدٌ " .


    كما أن الأحاديث النبوية تحثنا على هذه القيمة العظيمة، فيقول ( صلى الله عليه وسلم ) :
    ( إذَا قَامَتْ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا )
    عليك أفضل الصلاة والسلام يا سيدي يا رسول الله ، هل ترون إيجابيةً أكثر وأعظم من ذالك؟!
    وقوله ( صلى الله عليه وسلم ) :
    (( مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ ، بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أسْفَلَهَا ،
    وَكَانَ الَّذِينَ فِي أسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ ، فَقَالُوا : لَوْ أنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا
    وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَ ا! فَإنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أرَادُوا هَلَكُوا ، وَهَلَكُوا جَمِيعًا ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أيْدِيهِمْ نَجَوْا ، وَنَجُوا جَمِيعًا ))
    رواه البخاري .

    كلمات مفتاحية  :
    نفس الإيجابية الفرد المجتمع

    تعليقات الزوار ()