لم اصدق عينى وانا ابحث ع تلك المقالة للكاتب احمد بهجت حين وجدتها.. ان عمرها سنوات بعيدة منذ ان كنت بالجامعة ولكن كلماتها لازالت تعيش بداخلى
حراس الحقيقة
قد تجد السم في شربة الماء فلا تعبأ...
وقد تجد الدودة في كسرة الخبز فلا تجفل....
وقد تجد السكين في يد الصديق فلا تغضب....
وقد تجد الغانية في روح المرأة فلا تحفل.....
انبذ الخبز
واسكب الماء
واهجر المرأة
واغتفر للصديق..
احترق عذابا وألما وتقدم..
لا تحزن لأن أفكارك المتقدمة تلقى أعنف المقاومة من تربة متخلفة.. أنت لا تعرف تأثير المقاومة علي نفسك, فالذهب لا يصفو إلا إذا دخل النار.. ألا تريد أن تصفو.. استمر في حراستك لهذا الميناء الأسطوري الذي نسميه الحقيقة.. لأن الحقيقة في حاجة إلى يقظتك وسهرك, وهي لا تتكلم ولو كانت تستطيع لشكرتك ولكنها تفهم أهمية وجودك في هذا المكان وهذا يكفي.
استمر في تقدمك ولا تلتفت للأشواك التي تمزق قدميك.
معذرة.. أنت لست أفضل من ألبسوه تاج الأشواك علي رأسه.. أنت تعرف أن كل المتفوقين والعظماء والمتفردين لاقوا أشد العذاب من مجتمعاتهم الجاهلة المتخلفة.. لا تغضب إذا رماك الناس بالخيال والجنون.
هل أنت أفضل من الأنبياء؟ إن جميع الأنبياء لاقوا من مجتمعاتهم أشد العذاب, وقيل عن رحمة الله المهداة للعالمين إنه مجنون, وقيل إنه شاعر يحلق في سماء الوهم, وقيل إنه افترى ما يتلوه من قرآن.
هل أنت أفضل من خاتم الأنبياء؟
هل أنت أفضل من موسي الذي آذاه قومه.. هل أنت أفضل من عيسي الذي دبرت له مؤامرة لقتله.. هل أنت أفضل من نوح الذي مكث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما.
إن الأنبياء هم أصفى المعادن البشرية, وبرغم صفائهم لم يجدوا من مجتمعاتهم سوى الأحزان والأكدار.
احمل أحزانك ولا تتبعني.. سر وراء هذا الهاتف الداخلي فأنت من حراس الحقيقة.