السعادة قرار وأفكار
السعادة هي مطلب كل إنسان ذكرا كان أو أنثى والسعادة تبدأ بفكرة وتنتهي بعمل، (إن السعادة لا تأتي بمجرد الرغبة فيها، ولا تأتي بمجرد اعتناق مبادئها، بل لا بد من العمل الجاد والالتزام الدائم المستمر بمبادئها والسير في طريقها) ([1]).
السعادة هي (ذلك الشعور المستمر بالغبطة والطمأنينة والأريحية والبهجة وهذا الشعور لا يأتي إلا نتيجة الإحساس الدائم بخيرية الذات وخيرية الحياة وخيرية المصير) ([2]).
ولكن كيف تكون السعادة قرار؟
إذا قررّت أختي المسلمة أن تكوني سعيدة فهذا قرارك وحدك والعكس صحيح.
وهذا القرار يحتاج إلى إرادة وعمل يقول الله تعالى: (( من أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ))، [الإسراء:19].
وكيف تكون السعادة أفكار؟
يقول جيمس ألان: (نحن الآن حيث أحضرتنا أفكارنا، وسنكون غدا حيث تأخذنا أفكارنا).
ونحن نجيب على هذا السؤال بهذه القصة:
(ذهب أحد مديري الإنشاءات إلى موقع من المواقع حيث كان العمال يقومون بتشييد أحد المباني الضخمة في فرنسا واقترب من أحد العمال وسأله: (ماذا تفعل؟)، فرد عليه العامل بطريقة عصبية وقال: (أقوم بتكسير الأحجار الصلبة بهذه الآلات البدائية، وأقوم برتيبها كما قال لي رئيس العمال، وأتصبب عرقا في هذا الحر الشديد، وهذا عمل متعب للغاية ويسبب لي الضيق من الحياة بأكملها).
وتركه مدير الإنشاءات وذهب إلى عامل آخر وسأله نفس السؤال، وكان رد العامل الثاني: (أنا أقوم بتشكيل هذه الأحجار إلى قطع يمكن استعمالها، وبعد ذلك تجمع الأحجار حسب تخطيطات المهندس المعماري وهو عمل متعب، وأحيانا يصيبني الملل منه، ولكني أكسب منه قوت عيشي أنا وزوجتي وأولادي، وهذا عندي أفضل من أن أظل بدون عمل).
وذهب مدير الإنشاءات إلى عامل ثالث وسأله أيضا عما يعمله فرد عليه قائلا وهو يشير إلى أعلى: (ألا ترى بنفسك إنني أقوم ببناء ناطحة سحاب)، من هذه الإجابات نرى أن العمال الثلاثة رغم أنهم كانوا يقومون بنفس العمل إلا أن نظرتهم تجاهه كانت مختلفة تماما) ([3]).
أختي الزوجة المسلمة تختلف النظرة إلى الزواج عند الكثيرين كما اختلفت نظرة العمال الثلاثة إلى أعمالهم، ولكن الحقيقة أن الزواج يهدف إلى بناء الحياة.
ويبدأ المجتمع من اللبنة الأولى وهي الأسرة، والبيت مثابة وسكن في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة والتعاطف والستر والتجمل والحصانة والطهر وفي كنفه تنبت الطفولة ويتدرج الإنسان، ومنه وشائج الرحمة وأواصر التكافل.
(والزوجة الصالحة هي التي تجعل بيتها جنة الدنيا بعبادتها لله وطاعتها لزوجها ـ إلا في معصية الله ـ ومن أجل ذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم الزوجة الصالحة من أعظم أسباب السعادة فقال صلى الله عليه وسلم: ((أربع من السعادة: المرأة الصالحة والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاء: المرأة السوء، والجار السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق)) ([4]).
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم المرأة الصالحة في مقدمة أسباب السعادة فهي التي تملأ البيت عبيرا صافيا ببسمتها الحانية، وهي التي تعين زوجها على طاعة الله، وعلى طلب العلم، بل وعلى الدعوة إلى الله، بل إنها التربة الخصبة التي تخرج للأمة المسلمة جيل النصر والتمكين... فيا أختي المسلمة: (كوني شمسا تضيء لزوجها وأولادها بل ولأمتها المسلمة طريقها إلى الله وإلى نصرة دين الله) ([5]).
أختي المسلمة:
(من الممكن للبرمجة الذاتية والتحدث مع النفس أن تجعل منك إنسانا سعيدا ناجحا يحقق أحلامه أو تعيسا وحيدا يائسا من الحياة، وفي ذلك يقول د/ هلمستر: إن ما تضعه في ذهنك سواء كان سلبيا أو إيجابيا ستجنيه في النهاية) ([6]).
وأول أنواع التحدث مع الذات هو الفكر:
(.. فهذا النوع من التحدث مع الذات من الممكن أن يؤدي إلى الاكتئاب ويؤثر تأثيرا سلبيا على الصحة البدنية، ومن الممكن أن يحرمك من المتعة في جميع مجالات الحياة، وفي ذلك كتب فرانك أوتلر:
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال.
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات.
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع.
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك ) ([7]).
قانون التوقعات:
(.. ولكن إذا لم تتوقع النجاح فستفشل، فإن كل الناجحين في الحياة يجمعهم شيء واحد وهو ترقب أحسن ما في الحياة مهما حدث لهم فإنهم يتوقعون النجاح أكثر من أي شيء آخر.. فالتوقع مثل السيارة بالضبط التي تأخذك إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه، وكما قال الحكيم كونفشيوس: ما أنت عليه اليوم هو نتيجة كل أفكارك، وقانون التوقعات يقول: كل ما تتوقعه بثقة تامة سيحدث في حياتك فعلا) ([8]).
(وعندما يعيش الناس حياتهم بطريقة تعسة فإن ذلك يكون بسبب توقعاتهم بأن أشياء سلبية ستحدث لهم وفعلا هذا ما يجنونه في هذه الحياة) ([9]).
(وفي كتابه (بهجة العمل) قال دنيس واتلي: (التوقعات السلبية ينتج عنها حظا سيئا)، يركز الأشخاص التعساء على فشلهم ونقاط الضعف فيهم، أما السعداء فإنهم يركزون على نقاط القوة فيهم وقدراته على الابتكار، فمهما كانت توقعاتك سواء سلبية أو إيجابية فإنها تحدد مصيرك... فنحن عندما نتوقع الفشل وعندما نحصل عليه نشكو ونندب حظنا... فإنك عندما تبرمج عقلك على توقعات إيجابية ستبدأ في طريقك لاستخدام حقيقة قدراتك ويكون في إمكانك أن تحقق أحلامك) ([10]).
وابتداء من اليوم ارتفع بتوقعاتك وكن دائما متفائل، قالت هيلين كيلر: (التفاؤل هو الإيمان الذي يقود إلى النجاح) وكما يقال: ((تفاءلوا بالخير تجدوه))، فركز طاقتك على النتائج الإيجابية التي ستحصل عليها)([11]).
(والآن هذه خطتك لكي تكون نظرتك تجاه الأشياء سليمة:
1- استيقظ صباحا وأنت سعيد.
2- احتفظ بابتسامة جذابة على وجهك.
3- كن البادئ بالتحية والسلام.
4- كن منصتا جيدا.
5- خاطب الناس بأسمائهم.
6- تعامل مع كل إنسان على أنه أهم شخص في الوجود.
7- ابدأ بالمجاملة.
8- قم بإعداد المفاجأة لشريك حياتك.
9- ضم من تحبه إلى صدرك.
10- كن السبب في أن يبتسم أحد كل يوم.
11- كن دائم العطاء.
12- سامح نفسك وسامح الآخرين.
13- استعمل دائما كلمة [من فضلك]، وكلمة [شكرا]) ([12]).
اتبعي أختي المسلمة هذه الخطة ستصلي لأعلى مستوى من النجاح وستكونين في طريقك للسعادة بلا حدود في حياتك الزوجية والعائلية والعامة.
قولي لنفسك: الحياة هدية من الله I لذلك قررت أن أعيش سعيدة.