دبي - العربية.نت، عمار الهندي
اليوم، وبعد عشر سنوات من الحدث التاريخي الذي غير العالم، في 11 سبتمبر 2011، لا تزال فئة من العرب تتعاطف مع بن لادن والقاعدة، وتعتبر أن هجمات 11 سبتمبر مبررة، كما لا يزال البعض يظن أن الهجمات لم تكن إرهابية، وهي من النتائج التي فاجأت محللي "العربية" في قراء نتائج استطلاع العربية حول 11 سبتمبر.
وكانت المفاجأة الأكبر في نتائج الاستطلاع أن 47% من الخليجيين المشاركين في الاستطلاع اعتبروا قتل أسامة بن لادن جريمة، وهو ما استغربه المحللون كون الخليج تأذى من هجمات "قاعدة" بن لادن الإرهابية.
وأجرت "العربية" استطلاعاً بالتعاون مع شركة يوغوف سراج البريطانية للأبحاث المسحية، وذلك للإجابة على أسئلة شغلت الكثيرين من متابعي الأحداث، وشملت 220 ألف مشارك عربي.
من يقف وراء هجمات 11 سبتمبر؟
26% لا يعتقدون بوقوف القاعدة خلف هجمات سبتمبر
14% فقط يعتقدون أن أسامة بن لادن يقف وراء العملية، وفق الاستطلاع، وهي أولى مفاجآت النتائج.
وعلقت مديرة مكتب التواصل للولايات المتحدة في دبي جنيفر راساميمانانا بأن النتيجة كانت مفاجئة جداً بالنسبة لها، لأن "القاعدة اعترفت بنفسها أنها كانت مسؤولة عن هذه الهجمات، وافتخرت بذلك، ولا أعرف لماذا يشك بعض الناس في هذا، بعد كل هذه السنوات؟".
وأعادت هذه النتيجة إلى أنه من الطبيعي أن يفكر الناس في احتمالات أخرى، لأن طبيعة البشر الميل إلى التساؤل والتصور، ولكنها تظن أن الحقائق واضحة جداً.
أما الدكتور فهد العرابي الحارثي فقد رأى أن النتيجة مفاجئة، ولكنه أعاد ذلك إلى "احتمال حدوث خلل في اختيار العينة المشاركة، أو في طرح الأسئلة التي تقود المشارك إلى الإجابة في جهة معينة"، مبيناً أن "القاعدة اعترفت، وبعض الذين قضوا نحبهم من منفذي الهجمات اعترفوا بالعملية قبل أن يموتوا".
هل كانت الهجمات إرهابية أم مبررة؟
36% يعتقدون ان هجمات سبتمبر مبررة
نتائج الاستطلاع أشارت إلى أن 23% يرون في أحداث الحادي عشر من سبتمبر عملاً إرهابياً مدبراً من القاعدة، فيما اعتقد 26% أن لا علاقة لأسامة بن لادن بالهجوم.
وفي سؤال للمستطلعين فيما إذا كانت الهجمات مبررة أم لا، أجاب 38% منهم بأنه عمل غير مبرر، وخالفهم في ذلك 36%.
الدكتور فهد العرابي الحارثي علق على النتيجة فقال: "لو اعتقدنا أو افترضنا أن النتائج هذه صحيحة، فمعنى هذا أن كثيراً من العرب والمسلمين الذي اشتركوا في الاستطلاع يلتقون مع الأطروحة التي تفدم بها صامويل هنتنغتون، (....) وهو يعتقد بأن الحروب القادمة في القرن العشرين هي حروب ثقافات بمعناها الحضاري، وأن أن أكبر مشكلة ستواجه الغرب هي الصين والإسلام".
وقال الدكتور الحارثي إنه "بعد أحداث 11 سبتمبر أضاف كتاباً آخر سمّاه عصر الحروب الإسلامية، وكأن ما وقع في 11 سبتمبر للأطروحة التي عملها أو الفكرة التي طرحها هنتنغتون، وتبناها معه كثيرون، حين صدرت في 1996".
وأشار الحارثي إلى أن هنتنغتون قال في كتابه إن المسلمين سيعتقدون أن حروبهم مبررة، لأن المسلمين يعتقدون بأن الهيمنة الغربية على مناطق العرب والمسلمين، لم تتم من خلال نشر القيم الأمريكية، ولم تتم إعجاباً بالثقافة الغربية، ولكن تمت بالإرهاب المنظم التي كانت تمارسه الدول الغربية وأمريكا على مناطق العرب ومناطق المسلمين.
شعبية الإسلام في العالم بعد الأحداث
65% يعتقدون انها ساهمت باتساع الفجوة بين الشرق والغرب
أما بالنسبة لشعبية الإسلام في العالم بعد 11 سبتمبر، فقد رأى 60% من المستطلعين أن شعبية الإسلام انخفضت بسبب أحداث نيويورك، بينما رأى 17% أن الإسلام لم يتأثر بما جرى.
ورأى 65% أن الفجوة اتسعت بين الشرق والغرب نتيجة للأحداث، بينما رفض 14% وجود هذه الفجوة بين الشرق والغرب.
المعلق ششانك جوشي، الباحث في شؤون الدفاع الاستراتيجية بالمعهد الملكي البريطاني، قال إنه يعتقد أن من أهم الأسباب الأساسية لخروج مثل هذه النتائج اليوم "غزو العراق في عام 2003، أي قبل 8 سنوات"، مبيناً أنه قبل ذلك وتحديداً "في عامي 2001 و2002 كان هناك تعاطف كبير في العالم العربي والإسلامي مع ما حدث في 11 سبتمبر".
وأضاف جوشي أن "القاعدة قتلت عدداً كبيراً من البشر في السعودية، وفي العراق وفي كثير من الأماكن الأخرى، وأي أحد يؤيد هجمات 11 سبتمبر ويعتبرها شرعية، هو أيضاً يدعم فكر الكراهية، التي تعصف بالمسلمين وغير المسلمين على السواء".
وعلق جنيفر راساميمانانا بأن الولايات المتحدة عملت خطة لتحسين صورتها في العالم العربي، وطبقاً لما قاله الرئيس أوباما فإن أمريكا قامت ببعض الأخطاء في التعامل مع العالم العربي، وأنا أظن في الحقيقة أن هناك تقارب، هناك رغبة في تعلم اللغة العربية، والجامعات العربية تدرس اللغة، والعكس هناك الكثير.
الدكتور فهد الحارثي أشار إلى أن النتائج تقول بأن صورة الإسلام قد تضررت، وهو ما يرى فيه سياقاً منسجماً مع النتائج الأخرى برأيه، خاصة فيما يتعلق بارتفاع مستوى الفجوة بين الثقافتين المسيحية والإسلامية.
هل تأثرت حياة العرب اليومية
39% يعتقدون ان الهجمات اثرت في حياتهم
وعن مدى تأثر الحياة اليومية للمستطلعين قال 39% أن لا أثر لذلك عليهم، و21% قالوا إن حياتهم تأثرت بالفعل و40% ترددوا.
الدكتور فهد الحارثي علق على ذلك بأنه "على مستوى التعامل الفردي اليومي، على مستوى الأشخاص، تعرض المسلمون لكثير من الأضرار، بسبب ما أحدثه بن لادن والقاعدة من أعمال إرهابية في بالي مدريد لندن"، مشيراً إلى أن أعداد القتلى بالمئات.
وأشار إلى أن وضع القاعدة والإرهاب تغير بعد مقتل بن لادن، ابتداء بالعلاقات الدولية، إلى العلاقات بين المواطنين العاديين.
وقال إنه بعد ما حدث في نيويورك، فإن القاعدة تهاوت وأخذت تخسر في كل يوم جديد، لأن العالم كله احتشد مع أمريكا لمحاربة الإرهاب.
المحلل البريطاني ششانك جوشي اعتبر أن الرقم مذهل، فباكستان مثلاً كانت مستقرة إلى حد بعيد، والآن "أصبحت منطقة صعبة، والآن قاموا بتمزيق ذلك البلد"، وهو ما اعتبره مؤشراً على تغير حياة الناس عطفاً على أحداث سبتمبر.
هل مقتل أسامة بن لادن جريمة؟
أما مقتل أسامة بن لادن فاعتبره 16% جريمة، و48% يعتبرونه ليس بجريمة، فيما امتنع 36% عن الإجابة، لكن 47% من الخلجيين تحديداً لم يعتبروا مقتل بن لادن جريمة.
الدكتور فهد الحارثي تفاجأ بأن 16% من العينة اعتبروه جريمة، مبيناً أنه لو كان ذلك صحيحاً فإن 16% من أصل 300 مليون عربي هم إرهابيون، وهذا رقم مبالغ فيه وفق تحليله.
أما جنيفر راساميمانانا فقالت إن التغطية الصحفية جعلت بعض الناس غير مرتاحين لمقتل بن لادن، مؤكدة أن العالم كله أصبح أكثر أمناً بعد مقتل بن لادن.