دعا الأمين العام لـحزب اللهحسن نصر الله مساء الجمعة إلى تسوية سلمية في سوريا التي تشهد منذ أكثر من خمسة أشهر احتجاجات مطالبة بالديمقراطية تعرضت لحملة قمع من نظام الرئيس بشار الأسد أوقعت آلاف القتلى والجرحى من المدنيين.
وقال نصر الله في كلمة بثت خلال احتفال بيوم القدس العالمي في بلدة مارون الراس في جنوب لبنان حضره آلاف من أنصار حزب الله إن على كل الذين يدّعون أنهم أصدقاء لسوريا وحريصون عليها وعلى شعبها أن يساعدوا على التوصل إلى تهدئة الوضع, وإلى حوار تسوية سلمية.
واعتبر الأمين العام لحزب الله أن الإصلاحات ينبغي أن تتم في أجواء هادئة وليس تحت الضغط, قائلا إن الكل متفق على الحاجة إلى إصلاحات كبيرة وهامة حتى تتطور سوريا, وتصبح أقوى.
ضغط لأجل التنازلات
ورأى نصر الله أن الولايات المتحدة والغرب يريدان في الواقع أن تقدم سوريا تنازلات لا القيام بإصلاحات.
حسن نصر الله: يجب أن نقف جميعا مع سوريا حتى لا تتنازل فتبقى في قوتها وموقعها القومي, وحتى تتمكن من تحقيق الإصلاحات براحة وبطمأنينة
|
كما اتهم الغرب بأنه يسعى إلى تحويل سوريا إلى لبنان ثان من خلال إثارة فتنة طائفية فيها. وتحدث في هذا السياق عن "دكتاتوريات قاسية" تحظى بدعم وتأييد وحماية أميركا وفرنسا وبريطانيا والغرب.
وقال نصر الله "يجب أن نقف جميعا مع سوريا حتى لا تتنازل فتبقى في قوتها وموقعها القومي, وحتى تتمكن من تحقيق الإصلاحات براحة وبطمأنينة
وبثقة لأنه أيضا تحت الضغط هذا يبطئ الإصلاحات".
وأضاف "لا يمكن أن يمشي أحد سريعا في إصلاحات تحت الضغط لأن هذا يدعو إلى القلق".
وحذر الأمين العام لحزب الله -الذي تتهمه المعارضة السورية بالمساهمة في قمع الاحتجاجات بسوريا- من أن أي معالجة غير سلمية للأزمة ستكون خطرا على سوريا ولبنان وفلسطين والمنطقة برمتها, معتبرا أن النظام السوري حال دون تقديم تنازلات لإسرائيل في عملية التسوية بدعمه للمقاومة.
ورأى نصر الله أنه لو ضعفت القيادة السورية لضاعت قضية فلسطين. ويتفق هذا الموقف من الإصلاحات في سوريا مع الموقف الذي عبر عنه يوم الأربعاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حين دعا بدوره إلى تسوية سلمية بين النظام والمحتجين.
وفي ما يتعلق بليبيا, دعا نصر الله قيادة الثوار إلى تسوية قضية الإمام موسى الصدر ورفيقيه المختفين في ليبيا منذ 1978, وحث الشعب الليبي على أن يصون سيادة البلد واستقلاله أمام ما سماه الهجمة الأميركية المرتقبة.