نشر الجيش الإسرائيلى اليوم، الأربعاء، نتائج التحقيقات الأولية التى أجراها بمشاركة مسئولين مصريين، فى حادث مقتل وإصابة 6 جنود مصريين على الحدود المصرية الإسرائيلية، زاعما خلالها أن القوات الإسرائيلية عملت كل ما بوسعها من أجل منع وقوع هذه الحادثة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن رئيس شعبة التخطيط بهيئة الأركان الإسرائيلية اللواء "عامير أشيل"، قام بزيارة طارئة للقاهرة فى بداية هذا الأسبوع، وعرض على الجانب المصرى ما توصلت إليه التحقيقات الأولية التى أجرها الجيش الإسرائيلى، بالإضافة إلى تقديمه صوراً تشير إلى عدم نية القوات الإسرائيلية إطلاق النار على الجنود المصريين، على حد قولها.
وأضافت الصحيفة العبرية أن الفيديوهات التى التقطت بواسطة مروحية إسرائيلية تشير إلى إطلاق نار من عربات جيب تحمل المسلحين الذين كانوا يرتدون سترة تشبه زى الجنود المصريين تجاه مناطق مفتوحة بالقرب من الجانب المصرى، مشيرة إلى أنه بعد وقت قصير أطلق هؤلاء المسلحون الذين كانوا يتمركزون على بعد عشرات الأمتار من الجانب المصرى ، قذيفة "R.P.G " تجاه إحدى الطائرات ثم أطلقوا النار من مدافع رشاشة.
وقالت يديعوت إن التحقيقات أشارت إلى أن الجنود المصريين كانوا على علم بوجود المسلحين قبل الهجوم، لكن ربما لم يفعلوا شيئا إلا بعد ساعات عندما حل الليل، حيث همت مجموعة من الجنود لقتال الإرهابيين، موضحة أنه ربما قام الإرهابيون بإطلاق النيران على الجنود المصريين أو من القوات الإسرائيلية بدون قصد لارتداء الإرهابيين سترة الجنود المصريين.
وادعت الصحيفة أن التحقيقات الأولية تنفى ما يتردد بوسائل الإعلام المصرية بأن الجنود المصريين قتلوا جراء إطلاق صاروخ عليهم من طائرة "أباتشى" إسرائيلية.
وفى السياق نفسه، ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن سجينا مصريا كان قد هرب من السجون المصرية عقب الانفلات الأمنى الذى لحق بثورة 25 يناير، كان من ضمن المنفذين للهجوم المسلح الذى وقع بالقرب من مدينة "إيلات" يوم الخميس الماضى.
وقال الصحيفة العبرية إن 3 مسلحين أصوليين على الأقل شاركوا فى تنفيذ سلسلة العمليات المسلحة التى وقعت قرب إيلات، مضيفة أن 4 مجموعات مسلحة ضمت 12 مسلحا فلسطينيا ومصريا شاركت فى تلك العمليات الثلاثة.
أما صحيفة هاآرتس فقد أوضحت أن منفذى العمليات انتشروا فى منطقة واسعة على امتداد الطريق رقم 12 المؤدى إلى إيلات، زاعمة أن عددا منهم كانوا يرتدون زيا عسكريا باللون البنى الذى يشبه زى الجنود المصريين، مضيفة أن التحقيقات التى أجراها الجيش الإسرائيلى أوضحت أن المساجين تعاونوا مع فلسطينيين من قطاع غزة وكذلك أيضا مجموعة من بدو شبه جزيرة سيناء لتنفيذ الهجوم الذى أسفر عن مقتل 8 إسرائيليين وإصابة حوالى 30 إسرائيليا.
فيما قالت يديعوت إنه من ضمن مقاطع الفيديو التى سلمتها تل أبيب للقاهرة قيام طائرات عسكرية إسرائيلية بإبعاد النيران عن سيارات جيب وجنود مصريين بشكل مقصود، وأطلقت نيرانها على أرض مفتوحة.
وجاء فى التحقيقات الأولية التى أجراها الجيش الإسرائيلى أنه تم فحص شخصية جثث منفذى الهجوم الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلى داخل إسرائيل، واتضح أن هناك على الأقل 3 منهم مواطنون مصريون، وأحدهم عضو فى منظمة إسلامية متطرفة هرب من السجن المصرى فى الأيام الأخيرة من الثورة، وأنه كان صديقا لأعضاء لجان المقاومة الشعبية الذين أتوا من غزة إلى سيناء قاموا بتنفيذ العملية المركبة معا.
وأوضحت يديعوت أن لإسرائيل إيضاحات إضافية تشير إلى أن الخلايا الفلسطينية المصرية مكثت أسابيع عديدة قبل تنفيذ العملية فى أراضى سيناء.
ومن التحقيق الأولى تبين أن جنود الموقع المصرى لاحظوا وجود منفذى العملية قبل الحادث ولكنهم لم يفعلوا شيئا، ولكن فى الساعات الأخيرة من مساء يوم الخميس خرج ضابط مصرى وعدة جنود تجاه المنفذين الذين كانوا يلبسون زيا شبيها بزى الجيش المصرى والذين كانوا يقومون بعمليات قنص للجنود الإسرائيليين، وطلبوا منهم وقف عمليات القنص ولكن المنفذين رفضوا، ويبدو أنه فى هذه المرحلة عندما كان الجنود المصريين يقفون مع المهاجمين فى مكان واحد أصيب الجنود المصريين، حسب مزاعم التحقيق الإسرائيلى.
وزعمت يديعوت أن حقائق كهذه كانت معلومة لدى الجانب الإسرائيلى ولكن تم القرار بعدم نشرها من أجل عدم التشويش على الجيش المصرى.
وفى سياق آخر، اتهم أعضاء لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلى وزير الدفاع الإسرائيلى "إيهود باراك" بمحاولته إلقاء المسئولية الكاملة عن عمليات إيلات التى وقعت على الحدود بين مصر وإسرائيل على قائد المنطقة الجنوبية.