بتـــــاريخ : 8/23/2011 8:44:26 PM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1139 0


    الدم غالي والوطن غالي وكرامة المصريين أغلى

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : د. نهلة ابراهيم | المصدر : www.middle-east-online.com

    كلمات مفتاحية  :
    الدم غالي الوطن كرامة المصريين

    أجدى بالقيادة المصرية الجديدة أن تتعلم من القيادة التركية في مواقفها ممن يعتدون على مواطنيها وسيادتها.
     
    ميدل ايست أونلاين

    بقلم: د. نهلة ابراهيم

    دمنا غالي ووطننا غالي وكرامة المصريين أغل، تلك المقولة تعبر عن لسان حال المصريين الآن عقب الاعتداء الإسرائيلي السافر على أراضينا وعلى دماء أبنائنا الضباط والجنود من الجيش والشرطة على الحدود المصرية الإسرائيلية.
    تلك الحادثة تكررت في العهد البائد وكانت تمر مرور الكرام فليس أهون من دمنا وانتهاك حرمة أراضينا. فما دامت بلادنا وأراضينا ومصانعنا قد بيعت لليهود من كل جنسية فلا ضير من انتهاكات بسيطة - يا سلام هي جات على دي يعني - وكل شيء تمام وكفاية كلمتين حلوين أو وحشين من العدو الصهيوني، الذي طالما دلل بالغاز والبترول الذي بيع لنا بالأسعار العالمية.
    ولكن نقطة ومن أول السطر. فهذا الهراء أو تلك الجرائم البشعة والمشينة لم تطل دم المصريين وسيادة أراضيهم فحسب بل انها طالت كرامتنا أيضا ً. فالمصري لم يكن له كرامة لا في الداخل ولا في الخارج لا عند عدو ولا حبيب. ولكن بعد ثورة 25 يناير أفاق الكل من غفلته ولم يعد يرضى أبدا ً بانتهاك كرامته وأراضيه، ودم المصري غالي وكرامته أغلى عنده حتى من حياته ومن وجوده، ولن نرضى أن نستعبد بعد اليوم.
    من ايجابيات هذا الاعتداء السافر معرفة العدو ورؤيته رأي العين ومواجهته بشدة وحزم؛ وانه اختبار حقيقي للحكومة والمجلس العسكري وللقوي السياسية والقوى الثورية وكل الشعب المصري على حد سواء، ولقد نجح فيه الشعب بامتياز. فأحمد الشحات الشاب المصري الشرقاوي البسيط الذي لا ينتمي لأي حزب أو حركة أو ائتلاف هو الذي استطاع تسلق البناية التي بها السفارة الإسرائيلية. تسلق 21 دورا وأنزل العلم الإسرائيلي وعلق بدلاً منه العلم المصري، وفي ذلك اشارة إلى أن الحل دائما ً يأتي من الشعب المصري البسيط الأصيل؛ ففي عز أيام الثورة قام الشباب المصري البسيط بحماية الشوارع والبيوت والأعراض وآزروا الساسة والقوى الثورية؛ وآزرهم رجال الجيش المصري الشرفاء.
    ومن اللافت للنظر أن الشاب المصري العظيم أحمد الشحات كان خائفا ً جدا على الجزيرة مباشر مصر من احتمالية ملاحقته قانونيا ً، أو ربما محاولة قتله من قبل الكيان الصهيوني وأعوانه في الداخل الذين ينشرون البلطجة والفساد في مصر. تلك البلطجة التي طالت القيادي المحترم في جماعة الإخوان المسلمين د. محمد البلتاجي، فاذا كانت القيادات الفكرية والثورية على اختلاف انتماءاتها الفكرية معرضة دوما ً لأن يطالها يد البلطجة الغادرة، فما بالنا بهذا الشاب البسيط.
    ولعله على حق في خوفه. فموقف الحكومة باهت وضعيف وموقف المجلس العسكري لم يفصح عنه بعد. على الرغم من أنها الفرصة المواتية التي يمنحها العدو لنا لنشر قواتنا المسلحة بكثافة كبيرة في سيناء، فأعداء الثورة والمجلس العسكري في الخارج والداخل يتهمون المجلس العسكر بعدم القدرة على حماية سيناء وحماية الحدود الشرقية لمصر. وتجرأت القيادات لإسرائيلية ولوحت بامكانية اعادة احتلال سيناء. وقد تكون هذه فرصتها المواتية قبل اكتمال النجاح المرتقب للثورات العربية، فثوار ليبيا الأحرار - أتم الله نصره عليهم - هم الآن في طرابلس بعد فتح الله المبين عليهم وبعد انضمام اخوانهم من ثوار طرابلس إلى ثوار ليبيا الأحرار للوقوف في وجه مخطط تقسيم ليبيا بالمرصاد. واعترفت تونس حكومة وشعبا ً بالمجلس الوطني الليبي وتساعد إخواننا الثوار في ليبيا. ولا زالت الحكومة المصرية مترددة في الاعتراف بالمجلس الوطني الليبي والثورة الليبية وقد يكون للكثافة العددية للعمالة المصرية في ليبيا سببا ً وراء ذلك ولكن نصر الله آتٍ لا محالة في هذا الشهر الفضيل - شهر البطولات والانتصارات – وفي تقديري انه من مصلحة الثورتين المصرية والتونسية الاستقواء بالثورة الليبية المنتصرة؛ والثورتان السورية واليمنية منتصرتان لامحالة عما قريب – بإذن الله تعالى – فلمَ التردد. ولم تكون ردود افعالنا باهتة وكاننا في العهد البائد وكانه لم تقم ثورة؟! ولمَ نجد الحسم والقوة والشدة من رئيس وزراء تركيا؟!! فعندما تتعرض تركيا لانتهاكات كردية، يخرج الشعب التركي مطالبا ًبالقصاص، واذا بالطائرات التركية تخرج لترد الصفعة بمئة، ويخرج رئيس الوزراء رجب أردوغان ليفصح عن نفاذ صبره وضرورة الوقوف في وجه تلك الاعتداءات، وعلي الباغي تدور الدوائر.
    انني لا أطالب بالطبع بالدخول في حرب في ذلك الوقت ولكن مابين الحرب والانبطاح والاستسلام مراحل كثيرة وكروت سياسية ودبلوماسية وحقوقية وشعبية وحتى عسكرية يمكن القيام بها في الوقت الراهن لردع اسرائيل وكل من يساندها لإثنائها عن مجرد التفكير في تلك الانتهاكات ثانية ويجب ان يعلم الجميع في الخارج والداخل أن مصر والمصريين لن يرضوا باي انتهاكات في حق الكرامة والسيادة المصرية. ويجب على المجلس العسكري وحكومة د. عصام شرف أن يساعدوا المصريين لتفعيل ذلك.
    ولسان حال المصريين يتساءل أليس من حقنا ان يكون رئيس وزرائنا في قوة وحسم رجب أردوغان اليس من حق دمائنا القصاص، اليس لانتهاك كرامتنا من نهاية؟!؛ ثم انني اتساءل لمَ في هذا التوقيت بالذات؟ ولمَ لم تر سيناء ولم يسمع صوت الرصاص في سيناء الا بعد رحيل مبارك عنها وبعد بدء محاكمته هو واعوانه؟! ولمَ لم تظهر دعاوى الامارة الاسلامية الا بعد تهديد بعض دول الخليج لمصر للحيلولة دون محاكمة مبارك؟! ولمَ لم يحدث ذلك الا بعد أن اصرت حماس والسلطة الفلسطينية على رفع قضية الدولة الفلسطينية لمجلس الأمن رغم تهديدات أميركا؟! ولمَ لم يحدث ذلك الا بعد اقتراب القوي السياسية والثورية في مصر من الاتفاق على مبادئ دستورية أساسية لحسم خلافاتها؟!.
    كل تلك الملابسات وأكثر تقتضي منا الحكمة والحسم واقتناص الفرصة لاستعادة سيطرتنا الفعلية والكاملة على سيناء، وفرصتنا لانهاء صفقة بيع الغاز الباطلة بقوة القانون الذي ضرب به النظام السابق عرض الحائط وفرصتنا لإنهاء خلافات القوي الثورية والسياسية، وضرورة توحدها مع كل أطياف الشعب المصري العظيم الأصيل والوحيد الذي يعلم جيدا ًكيفية ادارة الأزمات بحسه الوطني التاريخي الطويل؛ وانها فرصتنا أيضاً للوقوف صفاً واحداً خلف المجلس العسكري، ونحن فقط نطالبكم بكل الحسم فلا تخشوا من بعد الله شيئا ً وشعب مصر كله أمامكم وخلفكم وعن أيمانكم وشمائلكم. ولكن فقط نطالبكم كمصريين بالثأر لدماء أبنائنا والثأر لانتهاك حرمة أراضينا والثأر لا نتهاك كرامتنا. وليعلم الجميع أننا اليوم أقوي ملايين المرات عن النظام السابق، لقد صرنا 85 مليون فدائي في الداخل وأكثر من 10 مليون فدائي مصري أصيل في كل أرجاء المعمورة. وأرجو من المجلس العسكري ان يكون كعهدنا به دائما ً حامي حمي مصر والمصريين. وأرجو اليوم أكثر من أي يوم مضي أن أسمع صوت اللواء محسن الفنجري الجهوري القوي الأصيل، وأرجو أن أراه وهو يلوح مهددا ومتوعدا ً لاسرائيل ولكل من يحيكون المؤامرات لمصرنا الحبيبة، ونحن من ورائك ومن وراء المجلس العسكري كله بأرواحنا، المهم ان تحيا مصر حرة كريمة عزيزة أبية. وأخيراً تحية عطرة للمصريين الأحرار ولكل ثوار مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن و..... وكل ثوار الوطن العربي ويحيا الشرق الأوسط الجديد الذي يقلب موازين القوي العالمية؛ وتحيا مصر كنانة الله في أرضه ويحيا شعبها الحر الأبي وجنودها البواسل خير أجناد الأرض.

    كلمات مفتاحية  :
    الدم غالي الوطن كرامة المصريين

    تعليقات الزوار ()