أن تحب نفسك، هو أساس نجاحك في الحياة.. ودعامة شخصيتك القوية، وعمق نموك وتطورك إلى الأفضل.
فالحب السوي الحقيقي الأصيل للنفس، هو الحب الذي يتمتع بمقومات الصحة النفسية، والسلامة العقلية، والنقاء القلبي والروحي. إنه الحب المنزه عن الأنانية، وعن الغرور، وأيضاً عن الشعور بالنقص.
فكيف تحب نفسك حباً سوياً؟
أولاً: عليك بتقدير نفسك:فإن تقدير الذات هو الذي يحدد مستوى الحب، وهو التقدير الطبيعي السوي الذي يكنه الإنسان لنفسه.
وتقدير الذات ليس هو الغرور، فإن الغرور يأتي من المغالاة، والتعالي في وتقدير الإنسان لذاته وسط علاقاته بالآخرين.
فعلينا أن نبحث عن حقيقة نظرتنا لأنفسنا – ليس بدافع الكبرياء، وإنما بميزان وبتقدير متزن من خلال ما أنعم الله علينا به من مواهب وقدرات.
إن الشعور بالقيمة هو تقدير دقيق للنفس، في اتضاع حقيقي.
فالإنسان المتواضع هو الذي لا يرفض القوة والقدرة التي منحها له الله، وفي نفس الوقت يقبل عيوبه، وجوانب الفشل في حياته وشخصيته، ولكنه يعقد العزم على تطوير هذه المواهب الطبيعية، وعلى معالجة ما به من ضعفات.
ثانياً: أحب الآخرين:لابد أن تقبل أولاً نفسك كإنسان، ثم تحب الآخر. أي أنك ينبغي أن تُشبع احتياجاتك من الحب، والاهتمام، قبل أن تبدأ في خدمة الآخرين. فلقد ثبت أن الذين يهتمون بمصالح الآخرين أكثر من اهتمامهم بأنفسهم، هم الذين يعانون من نقص الحب في حياتهم.
ويظهر الاحتياج للشعور بالقيمة من خلال صور عديدة، مثل:
السلوك الناقد، والغرور، وحب التسلط على الآخرين، والوجود في مركز الأحداث.. إلخ.
أما الإنسان الذي تعلّم أن يحب نفسه ويقبلها، فإنه لا يحتاج إلى أن يبحث عن اهتمام الآخرين به وجذب أنظارهم إليه، لأنه يعرف جيداً أن هؤلاء الآخرين سوف يلحظونه في الوقت المناسب، بل إنه يشترك في الأنشطة التي تخدم الآخرين بدلاً من التركيز على نفسه.
وعندما يتعلم الشخص أن يقبل نفسه كما هو، وأن يقّدر نفسه، فإنه يستطيع أن ينطلق بنفسه إلى خارجه لأجل الآخرين. وعندما يشبع احتياج الحب داخله، فإنه يستطيع، بسهولة، أن يكرم الآخرين، فيكرمونه بدورهم.