أصبح من الواضح لك الآن أن الأطفال يدركون وينزعجون للمشاكل التي قد تنشأ بين والديهم . ومن الأفضل أن يناقش الآباء مشكلاتهم بعيدا عن الأطفال – وإذا كان من الضروري أن يثق الطفل في كلا والديه حتى يشب واثقا من نفسه، لذا فإن من الحكمة ألا يحاول أي من الوالدين أن يلقي اللوم على الآخر . ويستطيع كل من الأب والأم، بدلا من ذلك أن يشرح مشاجرته إذا علم بها الطفل دون إلقاء اللوم على الطرف الآخر فيقول مثلا " إننا نختلف على كل صغيرة وكبيرة " أو " إننا نختلف على طريقة إنفاق النقود " ولكن إذا كان كل منا يختلف أحيانا مع الآخر فليس معنى ذلك أنه لا يحبه وليس معنا ذلك أيضا أننا لا نحبكم " .
أما كلمة " طلاق " فلا يصح بالمرة أن يسمعها الطفل أثناء فترات الغضب والمشاحنات، إن الأسرة بالنسبة للأطفال تمثل العالم كله، ولذا فإن مجرد طرح فكرة هدم هذه الأسرة يبدو للأطفال كأنه نهاية العالم بأسره . وفي حالة التأكد من الأقدام على الطلاق فعلا يجب شرح معنى هذا للأطفال بعناية ودقة شديدة، مثلا " الأطفال سوف يعيشون معظم الوقت مع أمهم بينما يكون الأب قريبا منهم أو بعيدا عنهم " أو إن الأطفال سوف يعيشون مع الأب تبعا لجدول معين وهكذا .. " .
وأثناء شرح الطلاق للأطفال يجب إعطاؤهم حرية توجيه أي أسئلة تجول بخاطرهم في هذا الشأن . قد توضح الأسئلة شعورهم بالذنب . وأنهم السبب وراء هذا الطلاق، أو قد يشعرون أنهم سوف يفقدون الأب والأم معا، وهنا يجب توضيح هذه المفاهيم الخاطئة لدى الأطفال بكل ما يطمئنهم ويحقق لهم الشعور بالأمن . وكلما كانت التوضيحات هادئة وصريحة وحقيقية، كان ذلك أدعى إلى تحقيق الأمن للطفل .
أما أن يجر الطلاق على الأطفال مساوئ الدنيا جميعا من شد وجذب وعناد ومحاكم وغير ذلك، فإن أبلغ الكلمات، لا تستطيع أن تصف ما يعانيه الطفل عندئذ من تعاسة بل من كراهية للدنيا بأكملها .