التربية بالقدوة من اعظم وسائل التربية تأثيرا
التربية بالقدوة هي من انجع الوسائل في اعداد الولد خلقيا و تكوينه نفسيا و اجتماعيا.
و ذلك لان المربي هو المثل الاعلى في نظر الطفل يقلده سلوكيا و يحاكيه خلقيا
من حيث يشعر او لا يشعر بل تنطبع في نفسه و احساسه صورته القولية و الفعلية
من حيث يدري او لايدري.
من هنا كانت القدوة عاملا كبيرا في صلاح الولد فإن كان المربي صادقا عفيفا نظيفا....
نشأ الولد على الصدق و العفة و النظافة ...
إن الولد مهما كان استعداه للخيرعظيما و مهما كانت فطرته نقية سليمة ....
فإنه لا يستجيب لمبادىء الخير و اصول التربية الفاضلة ما لم ير المربي
في ذروة الاخلاق و قمةالمثل العليا .
فمن السهل على المربي ان يلقن الولد شعارا مثل:
النظافة من الايمان و من الصعب ان يستجيب الولد لهذا الشعار
حين يرى ان من يشرف على تربيته لا يطبقه، و ذلك برميه اعقاب السجائر في الممرات و .....
بينما عندما يلتقط مدير المدرسة منديلا من ارض الملعب و يضعه في حاوية النفايات
امام اعين العشرات من الطلاب فذلك يترك اكبر الاثر في النفوس.
إذا موضوع القدوة من أهم الطرق في عملية التربية ..
وكل المحاضرات لن يكون لها فائدة إذا لم تصاحبها القدوة الحسنة.
يغيّب البعض دور البيت في عملية التربية ويضعون اللوم على المدرسة والإعلام والمُجتمع.
فتجدر الاشارة هنا ان تربية الطلاب على السلوك الجيد في مدارسهم ، يجب أن يبدأ من البيت
فالمدرسة ثم المجتمع ، ومن المؤكد أن الطالب سيتعود على هذا السلوك
و يصير عادة من عاداته التي لا يستطيع الاستغناء عنها.
كذلك يقصر كثير من الآباء و المربين مفهوم التربية في أساليب الأمر و الزجر و النهي و العقوبة
و دائما ما يستغربون: لماذا لا ننجح في تربية أبنائنا.
فلا تبدؤا باستخدام الأساليب التي تتميز بالقسوة و العنف إلا بعد استنفاد غيرها من الأساليب التربوية الأعظم تأثيرا و من أهمها التربية بالقدوة.
فالولد حين يجد من ابويه القدوة الصالحة في كل شيء فإنه يتشرب مبادىء الخير .
و الولد الذي يرى من ابويه الغضب و العصبية و الانفعال ..لا يمكن ان يتعلم الكلام الجميل.
و الولد الذي يرى أبويه في ميوعة و استهتار ...لا يمكن ان يتعلم الفضيلة.
استنادا إلى ما تقدّم يمكن اعتبار التربية بالقدوة من أعظم وسائل التربية ترسيخا و تأثيرا.
ختاما نذكّر كل الذين يخالف افعالهم اقوالهم (الاباء ،الامهات،و جميع المربين) بالآية الكريمة:
(يا ايها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون؟ كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون)