28/7/2011
اللعب يشحذ ذكاء الطفل
أكدت دراسة علمية حديثة أن حرمان الطفل من ممارسة نشاط معين يؤثر على معدل ذكائه.
ونوهت مجلة "توب سانتيه" فى عددها الأخير بأهمية التنشئة الأسرية السليمة للطفل كشرط أساسى لتطوير قدرات الذكاء لديه.
وتقول المجلة الطبية الأكثر انتشارا فى أوروبا إنه حينما تعطي طفلك (2 -6 سنوات) مكعبات ألعاب ثم تطلب منه تركيبها, سيقوم طفلك بتركيبها وبينما هو منهمك في ذلك النشاط الذهني فإن خلايا دماغه العصبية تبدأ في الترابط والبناء مع كل حركة أو مهارة تركيب وما يصاحبها من تفكير, وهكذا كلما تعرض الطفل إلى مواقف تتطلب مهارات خاصة أو حتى عادية فإن خلايا دماغه تبني ذاتها وتترابط بناء على تلك المهارات والتجارب.
وتستطرد المجلة أنه كلما تعرض الطفل لمواقف تحفز على الذكاء أو تتطلب مهارات تفكير عالية كالانخراط في اللعب واللهو في فناء المنزل أو من خلال التدرب على الرسم, فإن العشرات من خلايا دماغه العصبية تبنى وتترابط بموجب تلك المهارات لتشكل نماذج تعمم مستقبلا على معظم المواقف التي تواجهه, وهذا ينطبق على المواقف والمهارات التي لا تحفز على الذكاء.
وتوضح الدراسة أن منع الطفل من ممارسة الأنشطة المختلفة كالموسيقى مثلا, سيؤدي إلى ضمور أو موت بعض خلايا الدماغ العصبية الخاصة بالموسيقى ما يعني فقدانه نهائيا للرغبة فى الاستمتاع بصوت ونغمات الموسيقى, وهذا ينطبق على الكثير من النشاطات والممارسات اليومية التي عندما يحرم من ممارستها فإن دماغه لن يعمل بكامل طاقته ما يعني تدني مستوى كفاءته العقلية ما تجعل الحياة أمامه والى الأبد أكثر تحديا وصعوبة.
واستنادا الى الدراسة فإن العضو الذي يؤدي وظيفته بشكل سليم يبقى وينمو للأفضل بينما العضو الذي لم يعد صالحا يتلاشى أو يضمر ويختفي ومن هنا تأتى أهمية تشغيل الخلايا العصبية ومنح الدماغ فرصة للاطلاع على العديد من الخيارات الموجودة فى البيئة كى يتعامل معها الدماغ بشكل مرضى.
وتستشهد الدراسة على ذلك بإحدى التجارب التى أجريت على قطة حديثة الولادة حيث تم إغلاق إحدى عينيها لمدى أسبوع واحد فقط واكتشف العلماء أن منعها من الإبصار خلال هذه الفترة قد تسبب فى تغيير ترابط الخلايا العصبية مما أدى الى غياب الترابط المحورى العصبى الناقل للاشارات العصبية من العين المغلقة وقد نتج عن ذلك فقدان القطة للابصار وعدم استعادتها للإبصار نهائيا رغم كل المحاولات الجراحية.
وقياسا على هذه التجربة فإن الأطفال الذين لم تمكنهم بيئتهم من ممارسة أنشطة متعددة فإن أدمغتهم ستتوقف عن إنتاج العديد من الخلايا العصبية التى تجعل الإنسان أكثر ذكاء وتكيفا مع البيئة المحيطة به وهذه الآلية الدماغية تتبع نظرية "الانتخاب الطبيعى" أى ضمور الخلايا وتلاشيها نتيجة عدم الاستخدام.
وتخلص الدراسة الى أن دماغ الطفل ينمو بشكل متكامل كلما كانت البيئة غنية بمختلف الانشطة والمهارات المتعلقة بالذكاء أو الإبصار أو الغناء والرسم الخ, بينما افتقارها لبعض هذه الانشطة يعني رسالة واضحة لخلايا الدماغ التي لم تفعل بأن عليها أن تنتحر وتتلاشى فإن حرمان الطفل من ممارسة نشاط معين سيكون كفيلا بحرمانه من الاستمتاع به والى الأبد, ذلك أن نمو دماغه بشكل مرضي يتوقف على وفرة ترابط خلايا الدماغ العصبية من خلال الممارسات اليومية للأنشطة المختلفة فى عمر مبكر وأنه كلما تنوعت الأنشطة اليومية كلما تضاعفت لديهم ترابط هذه الخلايا والعكس يعني انتحار أو موت الخلايا العصبية.
وأكدت الدراسة أهمية إحاطة الأطفال حديثى الولادة بالحب والرعاية اللصيقة خاصة في السنوات الثلاث - الخمس الأولى.