2011/8/5 الساعة 18:45 بتوقيت مكّة المكرّمة
طالبت الحكومة الايطالية والمنظمات غير الحكومية الناشطة في ايطاليا الجمعة بتعبئة المجتمع الدولي وخصوصا سفن الحلف الاطلسي لاغاثة المهاجرين الهاربين من ليبيا بعد مأساة جديدة اسفرت عن سقوط عشرات القتلى.واعتبرفلافيو دي جياكومو المتحدث باسم المكتب الدولي للهجرة في ايطاليا "يجب اعتبار جميع سفن المهاجرين الذين يبحرون من السواحل الليبية تلقائيا في وضع صعب وبحاجة للمساعدة. وبذلك فانه ينبغي بموجب قانون الملاحة مواكبة هؤلاء الاشخاص حتى اول مرفأ آمن".
وطالب "بالتنسيق بين جميع القوات العاملة في قناة صقلية" من اجل القيام بعمليات الانقاذ.
من جهته اتصل رئيس هيئة الاركان الايطالي بياجيو ابراتي بمسؤولي عمليات الحلف الاطلسي في ليبيا الاميرال الايطالي جيانباولو دي باولا والجنرال شارل بوشار ليطلب منهما "التوعية الى الجوانب الانسانية للعمليات". وذكر بوجوب ان تعمل الوحدات البحرية لكل دولة ب"الطريقة المناسبة من اجل سلامة الحياة البشرية في البحر".
كذلك حشدت الحكومة ايضا طاقاتها وطلب وزير خارجيتها فرنكو فراتيني رسميا من حلف شمال الاطلسي اجراء "مناقشة داخلية" لتوسيع مهمته لتشمل عمليات اغاثة مراكب المهاجرين.
واعرب فراتيني عن الامل في "مواءمة تكليف مهمة حماية المدنيين في ليبيا (...) لضمان حماية واغاثة اولئك الذين يضطرون بسبب المعارك الى الفرار على متن زوارق مجازفين بحياتهم".
وطلب الوزير الايطالي ايضا من الحلف الاطلسي اجراء "تحقيق رسمي" بشأن جدل حول عدم تقديم المساعدة الى مركب للاجئين انطلق الجمعة الماضي من ليبيا وقضى عشرات من ركابه خلال الرحلة رغم ان سفينة للحلف كانت تبحر على مقربة من المركب.
ونقلت وكالة الانباء الايطالية عن مصدر في وزارة الخارجية ان السلطات الايطالية طلبت تدخل سفينة تابعة للحلف كانت على بعد 27 ميلا (50 كلم) من مركب جانح ينقل لاجئين، ولكن لم تتم الاستجابة لطلبها.
لكن الحلف الاطلسي اكد الجمعة ان ايطاليا لم تطلب منه تقديم المساعدة لمهاجرين ليبيين على متن مركب في خطر.
وقالت المتحدثة باسم الحلف الاطلسي كارمن روميرو "ابلغنا عن نداء استغاثة. السلطات الايطالية قالت لنا انها لبت بارسال ثلاث سفن ومروحية"، مشيرة الى ان روما لم تطلب دعم الحلف الاطلسي.
وقد وصل المركب الذي يبلغ طوله 20 مترا وعلى متنه 350 مهاجرا اغلبيتهم من افريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الخميس الى لامبيدوزا. وذهب حرس السواحل الى بعد 90 ميلا (167 كلم) من لامبيدوزا لاغاثته، اي الى مسافة قريبة من ليبيا اكثر من ايطاليا.
واكد عدد من اللاجئين ان العشرات منهم توفوا نتيجة الجوع والعطش خلال الرحلة وانهم قاموا بالقاء جثثهم في البحر. وتحدثت امراة مغربية حتى عن مائة قتيل، بحسب ما نقلته عنها وكالة الانباء الايطالية.
وبحسب ماريو تيستا الطبيب في منظمة اطباء بلا حدود فان المهاجرين "بقوا خلال ستة ايام وست ليال في عرض البحر بدون مياه او طعام، وشاهدوا عاجزين وفاة عشرات الاشخاص بسبب ما عانوه من الحرمان".
ونقل خمسة منهم في حالة خطرة الى المستشفى منذ الخميس في باليرمو.
ولتفادي وقوع مآس جديدة دعت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة لورا بولدريني الى "تعاون افضل بين السفن في البحر المتوسط".
واضافت "ان ما لا يقل عن 1500 لاجىء" فقدوا خلال رحلتهم باتجاه اوروبا منذ بدء المعارك في ليبيا منتصف اذار/مارس الماضي مشيرة الى ان 24 الفا وصلوا الى السواحل الايطالية.
وطالبت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" غير الحكومية "بفتح ممرات انسانية بشكل عاجل". وقالت "انه ليس ممكنا الاستمرار في مساعدة هذه المآسي في البحر بدون ان نفعل شيئا".
وذكرت منظمة اطباء بلا حدود "الاطراف المعنية في النزاع (في ليبيا) والبلدان المجاورة بمسؤولياتها التي تقضي في اطار احترام القانون الدولي، بابقاء حدودها مفتوحة وبتقديم الاغاثة والحماية للاشخاص الهاربين من ليبيا".
وكان 25 مهاجرا لقوا حتفهم اختناقا الاثنين في غرفة محركات سفينة وصلت الى لامبيدوزا وعلى متنها 300 لاجىء. وفي نيسان/ابريل الماضي قضى 250 مهاجرا في غرق مركبهم قبالة لامبيدوزا.