اشتعلت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم معارك طاحنة بالأسلحة النارية وزجاجات المولوتوف بالإسكندرية بين العشرات من أسر تنتمي إلى الأعراب الهناجرة وأسر أبو الحمد بمنطقة غربال غرب الإسكندرية، مما أثار حالة من الفزع والرعب بين أهالي المنطقة التي تعد من أكبر مناطق الإسكندرية وأكثرها اكتظاظا بالسكان.
تبادل عشرات من الفريقين إطلاق الرصاص عشوائيا. كما أكد شهود عيان على أن عائلات الهناجرة، قد قامت بقذف زجاجات المولوتوف على الأهالي والمارة بشارع الأرزكي الذي يعد معقل عائلات أبو الحمد بالمنطقة.. وقد استمرت المعارك والمطاردات، فيما يشبه حرب الشوارع إلى ما بعد منتصف الليل وحتى الساعات الأولى من الصباح.
تصادف بدء المعارك بين الفريقين المتناحرين-والتي ترجع الخلافات بينهما إلى سنين طويلة-في وقت إقامة صلاة التراويح بمسجد العارف بأمر الله إبراهيم عبدالباعث، مما أدى لإصابة بعض المصلين بزجاجات مولوتوف تم إلقائها بشكل عشوائي خلال قيامهم بالصلاة خارج المسجد، وهو ما دعا إمام المسجد إلى قطع الصلاة وغلق باب المسجد بعد إدخال المصلين خارجه.. كما أصيب العشرات من المارة والمصلين، حتى أن عشرات سيارات الإسعاف قد تولت عمليات نقل المصابين إلى مستشفى الجمهورية العام القريب من الأحداث.
تسببت المعارك في إضرام النار في عدد كبير من السيارات والمحلات والمقاهي الموجودة بالمنطقة..وبعد ساعتين من اشتعال الأحداث وصلت تعزيزات من قوات الأمن المركزي، حيث قام المئات من الجنود بمطاردة العشرات من العائلتين، وتمكنوا بالفعل من إلقاء القبض على ستة أشخاص، فيما تمكن الباقين من الهرب.
شهدت الأحداث لأول مرة منذ يوم 28 يناير الماضي إلقاء قوات الأمن المركزي للقنابل المسيلة للدموع للسيطرة على الموقف، وهو ما أدى للعديد من الاختناقات بين المصلين والأهالي بالمنطقة.