بتـــــاريخ : 7/31/2011 4:16:30 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1240 0


    قصص مؤثره4

    الناقل : adham ahmed | العمر :36 | المصدر : www.sabayacafe.com

    كلمات مفتاحية  :
    منوعات حب حتى الموت

    حبكِ حتى الموت ( قصة قصيرة رمزية ) نزل أيوب أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة من السيارة

    التى تقودها زوجته جيهان أستاذة الأدب الانجليزى بنفس


    الجامعة ، وقد أغلق باب السيارة بعنف وحنق ، وكأنما يتمنّى


    أن يكون هذا الباب هو الحاجز الذى يبعده عنها نهائياً ؛


    فيتخلّص من تكبّرها وصلفها ...


    ثم ردف إلى قاعة المحاضرات ، وسط فرحة طلابه به ،


    وأخذ يحدّثهم عن الشاعر الجاهلى عنترة بن شداد


    ورومانسيته الرقيقة فى حب عبلة ، و ثوريّته فى رفض


    العبودية التى فرضها عليه المجتمع ، فجذبتْ محاضرته


    الرائعة طلابه ، وظلوا على استمتاعهم بما يسرده ، حتى


    انتهى موعد المحاضرة ؛ لتدخل زوجته جيهان فى المحاضرة


    التالية ، وسط ضيق الطلاب وتأففهم من عجرفتها ، وهى


    تتحدث بفخرٍ وكبرياء عن الأدب الانجليزى ، وأخلاق السادة


    النبلاء ، وقد خلا كلامها من الإقناع والرومانسية ......





    أما أيوب فقد اتجه إلى حجرة استراحة الأساتذة ، والتى خلتْ


    تماماً من أى شخصٍ غيره ، فأشعل سيجارته ، وأخرج دخاناً


    كثيفاً ، حمل معه ضيقه من زوجته المستبدة ، والتى هى -


    دوما - على النقيض معه فى كل شيئ ، ثم ّ تذكّر معاناة أبيه


    أيام احتلال انجلترا لمصر ، وكيف سجنوا والده وعذّبوه ،


    حتى كتب الله الحرية لمصر ، وذلك بدماء الشهداء الذين


    رفضوا الذل ، وأبوا الاستعباد ....وكيف أنه قد أحب تاريخ


    أجداده العرب ، فدرس الأدب العربى ، وزاد التصاقا وفخرا


    بتراث أجداده الممتلئ بالبطولات والانتصارات والتضحية


    ومظاهر النخوة والاباء ، وأخذ يتأمّل كيف تزوّج هذه الفتاة


    التى تعلمتْ فى انجلترا ، ويعيش أبوها فى أمريكا ، وانه ذو


    سلطات كبيرة فى المجتمع ، وكيف ان زوجته فى بداية تعرّفه


    بها قد دخلتْ عليه بوجهٍ يتقنُ تمثيل الحب والاخوة واحترام


    تقاليدنا الشرقية ، ولكن باطنه هو الاستبداد بعينه والنفاق


    بنفسه .........





    ثم طلب من عاملة الجامعة ضحى بأن تحضر له كوباً من


    القهوة ، فلما جاءته العاملة بما طلبه ، نظر إلى وجهها عن


    قربٍ ، وكأنّما يراها لأول مرةٍ فى حياته ، إنها ذلك الوجه


    الذى حمل كل تراثه الجميل ، نعم انه الوجه المصرى


    الفرعونى العربى ، فلقد كان وجهها قمحى اللون متأثرا بإباء


    الفراعنة ، وأما عيونها فهى : عربية واسعة ، تحمل لوناً


    عسلياً ، يتلألأ بصفاءٍ مع ضوء الشمس المشرقة ، كان كل


    شيئٍ فيها يريحُ النفس الشاردة ؛ فيصبح مأوى آمناً للقلب


    الضائع ، ولو رآها رسام لأبدع كثيراً فى رسم ملامحها


    الريفية الأصيلة الهادئة ، ولقد ظلتْ تلك العاملة ( ضحى )


    على ابتسامتها الحنون معه ، ثم تكلّمتْ بعفويةٍ ، فأحب


    سذاجتها الفطرية البريئة ، وتأسف عندما علم بموت زوجها


    فى حادثٍ أليمٍ فى مصنع الخواجة دافيد دون أن يعطوا أسرته


    أى مستحقاتٍ ماليةٍ تساعدهم على الحياة ، مما اضطرها


    لتكون عاملة ؛ حتى ترعى أولادها الصغار ، حيث إن لديها


    طفلين أكبرهما فى المرحلة الأولى من التعليم ، لم يجاوز


    الثمانية سنوات ، وإنها تشكو عجزها عن مساعدته فى التعليم


    ، وليس بمقدورها أن تأتى له بمدرسٍ خصوصى ، فأشفق


    لحالها ، وعرض عليها بأن تأتى بولديها الى أحد الأندية


    الاجتماعية ، والتى يرتادها وحيدا يوم الجمعة ؛ لترتاح نفسه


    قليلاً بعيداً عن زوجته المستبدة ، ولأنه لن يستطيع دخول


    منزلضحى ، لأنها أرملة تعيش بلا رجل ، ومن ثمّ فلا


    يصح دخوله لمنزلها تحت أى مسمّى .....





    وجاءته ضحى بطفليها ، فى النادى الاجتماعى ، فأخرج مع


    الطفلين عاطفة الأبوة التى حرم منها ؛ لأن زواجه من جيهان


    لن ينتج عنه طفل أبداً ، نظراً لاختلافهما دماً وروحاً وفكراً


    بل فى كل شيئٍ ، فهى بالنسبة له احتلال ، وعليه أن يتحرر


    منها مهما طال الأمد ....ثم توالتْ اللقاءات بينه وبين ضحى


    وطفليها ، وازداد تعلقاً بسذاجتها الفطريّة البريئة ....وبالمثل


    فلقد ازدادتْ الفجوة اتساعاً ، بينه وبين زوجته المتعجرفة


    المستبدة ، ولكن كيف يتحرر من تلك الزوجة الطاغية


    ؟!...فلابد من خطةٍ ثورية للتحرر المأمول ، مع الوضع فى


    الاعتبار بأنه سيكون ثمة تضحياتٍ ، وربما إراقة لدماء


    ذكيةٍ....لكن كل شيئٍ يهون فى سبيل الحرية !!..






    وتمنّى الارتباط الشرعى مع ضحى ولكن هيهات !!...لكنه


    صمم مؤمنا بنضاله ، وبالفعل اشترى لها إسورة ذهبية ،


    ولكن آه من عيون الحاسدين !!..ويا ويل العاشق من خبث


    الدخلاء.....وحقد النفوس الضعيفة !!...وتزوج من ضحى


    سراً ، وأصبح يذهب إليها مرتين فى الأسبوع ؛ ليروى


    عينيه من وجهها الذى يذكّره ب الأرض الطيبة المعطاءة ،


    وكذلك ليروى ظمأ تلك الأرض من عشقه الولهان ، ولكن


    أحد الجواسيس الذى اشترتهم زوجته بمالها ونفوذ أبيها ؛


    ليعرف سر غياب أيوب المتكرر عن المنزل ، قد عرف


    السر ، وأبلغ زوجته جيهان ...والتى اتصلتْ بأبيها صاحب


    العلاقات الكبرى مع ذوى النفوذ فى المجتمع ، فحضر


    خصيصاً من أمريكا ، وعلى الفور أمره بأن يطلّقها ...ولكن


    كيف له بتطليقها ؟ّ....إنها حامل منه !! وهو ينتظر متلهفاً


    على وليده الذى تمنّاه منذ سنوات ....لكنّ أباها هدده بأنه إذا


    لم يطلّق تلك العاملة الحقيرة الليلة ؛ فإنه سيسجنه بما يمتلك


    من نفوذ فى المجتمع ، لكن أيوب لم يبالى ، بل ازداد تمسّكا


    بضحى ، والتى تستعد لإخراج ثمرته


    المرجوّة من حياته التى تختزنها داخل بطنها ؛ لتخرجها بعد


    أيام قليلة....






    وبينما يجلس أيوب فى لحظاتٍ من الأمان ، يرتوى عبق


    الحب من وجه زوجته العاملة ضحى ، ويسقيها حنان العاشق


    المتيّم ، إذا بالباب يدق بعنفٍ ؛ ليجد قوة من البوليس تحاصر


    منزله وتفتّشه وتستخرج لفائف من المخدّرات ، ليس له أى


    دخلٍ بها ، فيُساق إلى السجن ؛ ليلقى كل أنواع التعذيب


    النفسى والجسدى ....حتى أشفق عليه حارس السجن عبد


    الجبار والذى استمع لحكايته ، وصدّق براءته ...



    ومرت أيامه فى السجن كالسنوات العجاف ، وجاءه والد


    زوجته المستبدة جيهان ؛ ليسأله : ألن تتخلّى عن فتاتك


    الفقيرة ؟ لكنه ازداد اصرارا على مبدأه الرافض لتطليق


    حبيبته ضحى ، فأمر والدها الحارس عبد الجبار بأن يجلد


    أيوب مائة جلدة ، فأخذ الحارس العربى يجلده بدموعه التى


    أشفقتْ على الظلم الذى لاقاه أيوب ، وهمس له بأن يسامحه ؛


    لأنه ينفذ الأوامر رغماً عنه ، وقد اشتدّ التعذيب الذى فاق


    الخيال والتصوّر ، ولم يتحمّل جسده الضعيف شدة التعذيب ،


    فتهاوى مغشيا عليه ، كمن أصابته الحمّى الشديدة ، فرموا


    عليه أوعية من المياه ؛ ليفيق من غيبوبته ، ثم استأنفوا جلده


    ، ولم يدروا انه يقترب من دنو أجله ، واستمر


    التعذيب....وزاد العذاب....وآه من ظلم الجبابرة!!!






    وأخذتْ روح أيوب تهيم تاركة جسده للعذاب ، فلقد تبدد ألم


    العذاب بترنيم الملائكة ؛ لتزفه مع الشهداء، وأحسّ الحارس


    عبد الجبار بأن لون وجه أيوب قد تغّير ، فشعر بوداعه للظلم


    ، فبادره هامسا : سيدى أيوب عندى لكَ أمانة ، لم يسعفنى


    الوقت لإبلاغها لكَ اليوم ، بسبب ما جرى ، فلقد زرتُ


    زوجتكَ ضحى سراً أمس ، وطلبتْ منى بأن أبلغكَ بأنها قد


    أنجبتْ لكَ ولدا جميلا ، وأنها أطلقتْ عليه اسم عنترة وقالت


    بأنها سترضعه حب الانتقام ممن جلدوا أباه وعذبّوه وحرموه


    منها ......





    فابتسم أيوب ابتسامة الأمل فى غدٍ مشرقٍ بالكفاح الجديد ، ثم


    أغمض عينيه عن الحياة ، وهو يردد : أيّها البطل عنترة


    أنتَ من سيكمل الطريق ، ويحارب الظلم ، ويقضى على


    الطغيان والاستبداد المرير.....وهنا وضع الحارس عبد


    الجبار يده التى جلدتْ أيوب بكل قسوةٍ ، إذعاناً لأوامر السادة


    الجبابرة ، لكن يده مسحتْ على رأس أيوب بكل رفقٍ ، وقد


    تهاوتْ دموعه ؛ لتغسل وجه أيوب ، ثم ردد قول الله تعالى :


    ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند


    ربهم يرزقون ، فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون


    بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم


    يحزنون ، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع


    أجر المؤمنين .......




    تمت بحمد الله


    منقووووووووووووووووول

    كلمات مفتاحية  :
    منوعات حب حتى الموت

    تعليقات الزوار ()