في رمضان، تتجمع العائلة أمام التلفزيون
أكثر من أي وقت في العام،
وهي فرصة لإعطاء جرعات من أية مادة إعلامية أو إعلانية.
وبدلا من أن تستغل القنوات تلك المناسبة لتقديم الحلول لمشكلة عويصة مثل العنوسة، إذا بها تطرحها في أسلوب فيه امتهان وإسفاف لا تستحقه المرأة.
من يكتب تلك الأعمال رجال، ومن يخرجها رجال، ومن يسوقها رجال، ومن يشتريها ويعرضها رجال، وهؤلاء الرجال لا يفهمون الألم الذي يسببونه للمرأة وهم يتلاعبون بمشاعرها، ويقدمون قضية حساسة بالنسبة لها بطريقة مهينة لا تقدم حلا بقدر ما تنكأ جرحا. والمرأة من جانبها ساكنة مستسلمة تتلقى بصمت مهانة وراء أخرى، يمنعها ضعفها المصطنع من اتخاذ موقف رافض.
فعندما تطالع ما نقدمه من أعمال تلفزيونية في رمضان، ستجدها من شقين، برامج دينية تردد نفس القصص والحكايا القديمة، وبرامج ساخرة تخبرنا عن مشكلة نسائنا دون أن تقدم حلا.
فمن برنامج المرأة التي تبحث عن زوج
إلى الزوج الذي لا يكف عن الزواج،
مرورا بالزوجات المرعوبات من ابتعاد رجالهن،
كلها أعمال تدور حول موضوع الشريك والحاجة إلى الرجل،
بطريقة ساخرة ساذجة لا تراعي
شعور ملايين الفتيات العربيات الوحيدات
من المحيط إلى الخليج.
هي ليست دعوى تحريضية
تلك التي أنادي بها،
بل منبه يوقض في المرأة كبرياءها
الذي ينبغي له أن يرفض مهانة
تسويق قضيتها وعواطفها ومشاعرها
بحثا عن المرح والفكاهة لا أكثر
السخرية من امرأة وحيدة
الكاتب / هاني نقشبندي
المصدر / جريدة عكاظ