يعاني أكثرنا
وحدة من نوع ما
يعيشها داخله
بكل مافيها من فراغ و ألم
العازبون يعيشونها ..
والمتزوجون بالمثل أحيانا
وهذا مايجعلني أتساءل ..
مادور الشريك إذا؟؟
اعتقدت دائما ..
أن وجود شخص في حياتنا
يقضي على الفراغ الذي نعيشه
وافترضت ان الشريك
هو خصم الوحدة .. ندان لا يجتمعان
لكني كنت مخطئا ..
فكثيرا مايكون الشريك هو سبب وحدتنا
وهذا مايجعل فراغنا أكثر وألمنا أكبر
أحيانا السبب
هو خطأ الإختيار منذ البداية
فنكتشف بعد حين
اننا ذهبنا إلى الوحدة بأقدامنا
كثيرا مارأيت زوجا وزوجة
يعيش كل منهما عالما منفصلا عن الآخر
لا يجمعهما سوى سقف و أبناء
وكثيرا ما رأيت الوضع ذاته
ينطبق على محبين لم يتزوجا بعد
لكنهما لا يريان حجم الوحدة
التي سيسببها احدهما للآخر في الأيام المقبلة
لأن الوحدة لا تكشف عن نفسها إلا لاحقا
لأنها تناور .. وتتخفى وتتنكر ..
وفي النهاية تعلن عن نفسها بكل وقاحة
قد لا يكون الآخر هو سبب وحدتنا دائما ..
ولا هي مسألة اختيار خاطيء
بل هو نحن ..
داخلنا نحن ..
عندما يعجز هذا الداخل
عن جعل حياتنا أكثر إثارة
كثيرا ماكنت أقول إن الوحدة شديدة
الشبه بالسعادة .. هما نقيضان
لكن يجمعهما شيء واحد ..
إنهما من نبع واحد ..
مصنعنا الداخلي
من ينتظر السعادة من الآخرين
فلن يحصل عليها
وبالمثل ..
من ينتظر من الآخر أن يبعد عنه
شبح الوحدة فسيطول انتظاره
ماننتظره من الناس
يجب أن نصنعه داخلنا
السعادة نصنعها داخلنا ..
والاستقلالية والإثارة والنجاح ..
كله نصنعه داخلنا
إنها الضمان الوحيد لاستمرار سعادتنا
وانتصارنا على الوحدة
بوجود أحد .. أو باختفائه
الكاتب / هاني نقشبندي