بتـــــاريخ : 7/20/2011 2:03:35 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 837 0


    أبوجا Abuja Abuja

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : عادل عبد السلام | المصدر : www.arab-ency.com

    كلمات مفتاحية  :
    أبوجا عاصمة دولة نيجيرية

    أبوجا
    أبوجا Abujaعاصمة دولة نيجيرية [ر]. تقع في وسط البلاد، في أرض ارتفاعها المتوسط نحو 500م فوق سطح البحر على نهر إِيكو Iku أحد الروافد العليا لنهر النيجر عند تقاطع خط العرض 9 درجات و12 دقيقة شمالاً مع خط الطول 7 درجات و11 دقيقة شرقاً. ظهيرها التضريسي مؤلف من هضبة باوتشي أو (جوس) وتلال أبوتشي، مناخها مداري فوق استوائي وأمطارها صيفية وتهطل في بقية الفصول وتقدر بنحو 1000مم سنوياً. تراوح حرارتها السنوية بين 21 و25 درجة مئوية، تربتها بنية حمراء لاتيريتية تكونت على قاعدة من صخور حقب ما قبل الكمبري القديمة في نطاق السافانا العالية الأعشاب والغابة المدارية المفتوحة.
    كانت أبوجا حاضرة إمارة تحمل اسمها وتعد منطقتها واحدة من بقاع إفريقية التي ظهرت فيها حضارة العصر الحجري الحديث. وعرفت صناعة الحديد واستعماله في الألف الأول قبل الميلاد. وتشير اللقى التي عثر عليها في المدينة وفي وادي نهر ماكابولو إلى وجود مؤثرات حضارة شعب النوك الإفريقية التي ازدهرت بين 900ق.م و200م ووصلت إلى المنطقة. وظلت منطقة أبوجا مغمورة الذكر نسبياً حتى النصف الثاني من القرن الثامن عشر عندما أصبحت إمارة تابعة لمملكة الحوصَِّة التي عرفت باسم زازاو التي بلغت مساحتها نحو 2971كم2 وكانت تتألف من أربع زعامات (مشيخات) من قبيلة الكورو تدفع الضرائب للحوصّة. وأبرز مدنها مدينة زوبا الواقعة على بعد 10كم جنوب مدينة أبوجا المعروفة اليوم. وفي عام 1804 سقطت مملكة الحوصّة وعاصمتها زاريا بيد مجاهدي "الفولاني" مما أجبر ملك (ساركين) زازا والحوصّي محمد ماكاو على اللجوء إلى منطقة أبوجا، وانتقل معه زعماء الحوصَة إلى مدينة زوبا. لكن خليفة ماكاو وشقيقه أبوجاتا نقل مقر حكمه من زوبا إلى موقع أبوجاتا، حيث أنشأ المدينة سنة 1828 وشيد سورها في السنة التالية، وأعلن نفسه أميراً على إِمارة أبوجا التي أخذت اسمها من اسم أميرها مختصراً (أبوجاتا = أبوجا).
    تعرضت الإمارة لهجمات متكررة من الفولانيين. لكنها صمدت أمامها وبقيت مستقلة عن مملكة سوكوتو الفولانية، وعلى الرغم من ذلك العداء أقامت أبوجا علاقات تجارية مع الإمارات المجاورة لها، منها إمارتا بيدا وزاريا الفولانيتان. وذلك في عهد أمير أبوجا أبو كواكا (1851 -1877). وظلت أبوجا مستقلة حتى سقطت بيد المستعمرين البريطانيين في أثناء احتلالهم لنيجيرية في مطلع القرن العشرين، لكن حكام الإمارة الحوصّيين احتفظوا بالحكم المحلي وبلقب ملك زازاو (ساركين زازاو). مع أن السكان هم من الغواريين والكورو.
    ظلت وظائف مدينة أبوجا ومازالت في أغلبها تعتمد على ظهير جغرافي تغلب عليه السمة الزراعية والرعوية. إذ يعمل أغلب سكانها المقدر عددهم بنحو 298.300 نسمة (1992) في زراعة اليام (ضرب من البطاطا) والذرة والدخن والفول السوداني والقطن، وفي تربية الحيوانات كالماعز والدواجن وغيرها. وتشتهر أبوجا بأنها موطن الكثير من الصناعات الحرفية التقليدية وفي مقدمتها صناعة الفخاريات الغوارية والنسيج القطني المصبوغ باللون الأزرق من النيلة المنتجة محلياً، وكذلك صناعة الحُصر وغيرها. وأبوجا مركز تجاري مهم في وسط نيجيرية. زاد من نشاط سكانها الاقتصادي استخراج القصدير من أنحائها منذ النصف الأول من القرن العشرين. لكن التطور البارز في وظائف المدينة رافق صدور قرار الحكومة النيجيرية نقل عاصمة البلاد من مدينة لاغوس الساحلية إلى أبوجا الداخلية في ثمانينات القرن العشرين، إذ بدأ العمل بتنفيذ المخطط التنظيمي الجديد بما يناسب عاصمة جديدة لدولة يزيد عدد سكانها على 107.900.000 نسمة (1994م).، فظهرت فيها المؤسسات والمنشآت والدوائر الرسمية والحكومية المحلية والدولية ومناطق السكن الحديثة والخدمات والمرافق المرتبطة بها، كما أخذت السفارات الأجنبية بالانتقال إلى أبوجا التي افتتح بالقرب منها مطار دولي يربطها بالعالم وبالمدن النيجيرية الأخرى. كذلك أصبح ظهيرها القريب وحدة إدارية خاصة بمحافظة العاصمة، مساحتها 8034كم2 وعدد سكانها أكثر من 378671 نسمة (1991). ويتوقع لأبوجا النمو السريع لتحول محاور الاهتمام والهجرة السكانية إليها نتيجة وظيفتها الإدارية والسياسية الجديدة عاصمةً للبلاد بدلاً من لاغوس التي زاد عدد سكانها على 1.300.000 نسمة (1991).
    يرجع نقل العاصمة النيجيرية من لاغوس إلى أبوجا (رسمياً عام 1991) إلى عوامل كثيرة منها اكتظاظ لاغوس بالسكان وتفاقم أزمات السكن والموصلات وغيرها من خدمات تعاني من اختناقات تؤدي إلى مشكلات اجتماعية واقتصادية تتزايد مع استمرار الهجرة السكانية إليها وما يرافقها من مخالفات في شتى النواحي والأنحاء، ومنها كذلك ارتفاع نسبة التلوث في لاغوس الواقعة في وسط مناخ استوائي حار ورطب جداً يغلب على ساحل البحر في شريط مستنقعات شجر القرْم (المانغروف) المرزغي، مقابل مناخ أبوجا الطيب نسبياً لوقوعها على مستوى أعلى بعيداً عن الرطوبة الساحلية. ويتصف الموقع الجغرافي لأبوجا في وسط البلاد بأنه ذو ميزة استراتيجية، لبعده عن ساحل البحر وعن حدود الدول المجاورة مسافات متقاربة،في حين تقع لاغوس على المحيط الأطلسي مباشرة مما يسهل احتلالها وتهديدها في موقعها المتطرف، إلى جانب عوامل أخرى تجعل أوجه الشبه كثيرة بين حالة أبوجا ولاغوس من جهة وحالة أنقرة [ر] واصطنبول [ر] في تركية قبل أكثر من نصف قرن من جهة ثانية.
    عادل عبد السلام

    كلمات مفتاحية  :
    أبوجا عاصمة دولة نيجيرية

    تعليقات الزوار ()