حذر رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريرى من أن هناك فى بلاده من يحاول تكريس غلبة فريق على آخر ولرسم مشهد سياسى جديد يعطل قواعد العمل بمعادلة الوحدة الوطنية لمصلحة غلبة فريق معين.
واعتبر أن لبنان يعيش حاليا مخاضا صعبا وشديد الوطأة على كل مكوناته ويواجه تحدى إثبات وجوده كيانا مستقلا على الخارطة الدولية بوصفه دولة وليس صندوق بريد لهذه القوة أو تلك لاستخدامه ورقة مقايضة فى تسويات دولية.
ونبه الحريرى - فى كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريرى لدى افتتاحه اليوم فى بيروت (المؤتمر الدولى للاغتراب اللبنانى 2011) - إلى أن لبنان لن يقوم على قاعدة الغالب والمغلوب إلا أنه يواجه تحديات جديدة لا تقل أهمية عن تلك التى واجهها فى الماضى والتى تطرح أكثر من سؤال عن حظوظه فى ارتياد آفاق مستقبلية تضمن الاستقرار لأبنائه.
وقال "إن البلاد أمام محنة إثبات قدرتها فى العبور إلى الدولة القادرة على بسط سلطتها وعدم تسليم وظائف هذه الدولة إلى أية جهة أو قوى طائفية أو مذهبية أو إقليمية"، محذرا من مغبة المغامرات والشعور بفائض القوة.
وشدد على أن المحكمة الدولية ليست للثأر والانتقام وليست لتكريس غلبة فريق على آخر لأن وظيفة العدالة مكافحة الجريمة السياسية التى تعصف بلبنان فى مسلسل رهيب لطخ تاريخ لبنان وديموقراطيته ولن يتوقف إلا من خلال العدالة.
وحول دعوة الرئيس ميشال سليمان للحوار، قال الحريرى "إن العودة إلى طاولة الحوار هى السبيل الأنجع لكن على قاعدة معالجة موضوع السلاح ووضعه تحت سلطة الدولة اللبنانية ومرجعيتها الحصرية مع تحديد آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقا وتحت مظلة عربية سبق أيضا وجرى التفاهم حولها".
ودعا المغتربين إلى النظر نظرة إيجابية للبنان، مشددا على أن لبنان المستقبل هو الذى يمثل صورة الانفتاح والتقدم وليس التراجع والتقوقع فى محاور إقليمية.