إذا كان عشاق كرة القدم ينظرون إلى بيليه على أنه علامة فارقة في هذه اللعبة بسبب إنجازاته ومهاراته وكراته الخلفية المزدوجة ومحصلة أهدافه التي دهست حاجز الألف وجاوزته بكثير..
فإن عشاق كرة السلة يرون أخونا المسلم كريم عبدالجبار ملكا يتربع على عرش لعبتهم حتى اللحظة لطوله الفارع وعبقريته في متابعة وصد الكرات وتنفيذ رميته الشهيرة (skyhook) التي لم يجد لها خصومه حلا.. فكان أن وقفوا أمامه عشرين عاما يتفرجون مذهولين كالآخرين!
وإذا كان مارادونا وزيدان ورونالدو قد سحروا العالم كله.. وصنعوا لكرة الثمانينات والتسعينات والألفية مجدا ودخلوا تاريخ المجنونة من أوسع أبوابها، فإن ماجيك جونسون ومايكل جوردان فعلوا ذلك في كرة السلة وكان كل المدربين يفكرون في خطط لإيقافهم قبل أن يفكروا في خطط الفوز والانتصار.
تابعت قبل يوم الأحد الماضي مباراة كل النجوم في كرة السلة الأمريكية بين الشرقيين والغربيين.. وكانت الإثارة مختلفة، والحماس غير الحماس، والصخب غير كل الصخب الذي عرفته في كرة القدم!
وبعد ان انتهت النسخة الستين من مباراة كل النجوم بفوز كوبي براينت وسقوط ليبرون جيمس.. رحت أتساءل عن الأسباب التي أعطت أمريكا حصة الأسد من شعبية هذه اللعبة.. ولم تكن الأسباب مرتبطة بولادة كرة السلة على يد الدكتور جيمس ناي سميث الذي اخترعها لإنقاذ لاعبي كرة القدم الأمريكية الذين يصيبهم الملل لعدم قدرتهم على اللعبفي فصل الشتاء!
لكنها جاءت في عدة أسباب، أبرزها أن الحكومة الأمريكية ولتها اهتمام عظيم بإدخال هذه اللعبة في المدارس والجامعات.. وسريعا ما عشقوا هذه اللعبة وبدأ النقل التلفزيوني لها عبر قنوات مثل NBC وCBS وABC قبل أن تخصص لها باقة قنوات كاملة.
في تصوري أنها لعبة نالت احترام الرياضة تماما كونها تعرف التركيز والمهارة واللياقة، ولا تعرف العنف.. وأثبتت عبر عقود أنها ممتعة جدا ومختلفة عن باقي الألعاب ولصالاتها المغطاة وجماهيرها تأثير ليس بأقل من تأثير المستطيلات الخضراء.. على الأقل في عالم أمريكا الكبير.. وليس في العالم العربي الذي يهتم بمزايين الإبل أكثر من كرة السلة!