هل أصبح إتحاد الكرة الذي يصل بعد أشهر قليلة على مشارف نهاية دورته الانتخابية الأولى يحتاج إلى (إنعاش) حقيقي.. فلا هو يعمل بهوية واضحة.. ولا يمتلك ديناميكية كروية حقيقية.. والكثير من المواقف
والاختلافات تغلف هذا الإتحاد الذي يخوض أول تجربة انتخابات.. كنا نتوقع أن تكون أفضل من مرحلة التعيينات (الكلية أو الجزئية)..فكثير من جوانب هذا الإتحاد تتعرض إلى الانتقادات في الوقت الذي كنا نتوقع
أن نرى روح العمل الجماعي.. والطريقة الاحترافية الأكثر تطورا التي كانت من المفترض أن تزيد من إيقاع التقدم للكرة العمانية في مرحلة مابعد الانتخابات التي أستشرف كثير منا بأن تكون مرحلة تحول إلى
الأفضل.. وهم نفسهم الذين يتمنون اليوم أن نعود الى مرحلة التعيينات بشكليها السابقين.
لم يتمكن هذا المجلس أن ينسجم مع بعضه البعض وهذا باعتراف بعض أعضاء المجلس بما فيهم الرئيس في
جلستنا التي جرت بأندونيسيا أبان مشاركة منتخبنا الكروي بتصفيات كأس آسيا عندما كان يتهيأ لمقابلة منتخب أندونيسيا..وكنا نتوقع بأن الاختلاف في الرأي في العادة لا يفسد للود قضية.. ولكن بعض المشاهد
والمواقف التي تكررت وهي كثر أكدت بأن المجلس الحالي لإتحاد الكرة لا يسير في اتجاه واحد.. وربما موقف النائب الأول ورئيس اللجنة الفنية الأخير باستقالته أو اعتذاره عن رئاسة اللجنة الفنية يؤكد بأن هناك
خلل كبير في جسم هذا المجلس الذي لم يتمكن أن تذوب المجموعة في الواحد..!!
البعض يعتقد بأن هذا الخلل سببه الانتخابات التي أفرزت مجموعة غير متناغمة لأنها جاءت من كل حدب
وصوب.. أو من تكتلات مختلفة.. وجمعها مجلس واحد.. وكان من المفترض أن يجمعها (هدف واحد).. ولكن
اختلفت التوجهات.. والاختلافات لم تتوقف بين أعضاء هذا المجلس لدرجة بأن مشروع التعاقد مع المدرب الجديد والبديل للورا أكمل حتى الآن (3 أشهر) تقريبا.. ولكنه لم يصل إلى نتيجة.. بل ربما سيقال عنا
متشائمون إذا قلنا بأنه وصل إلى طريق مسدود حتى هذه اللحظة.. فلذلك بدأت المفاوضات تدور في الكواليس بعيدا عن اللجنة الفنية.. وهناك أعضاء من اللجنة الفنية هم اخترقوا لجنتهم.. وكان نتيجته استقالة رئيسها
الذي يتصف بالهدوء والخبرة.. ومع ذلك أعتقد بأن بلغ السيل الزبا.. ليس بسبب اختراقات اللجنة.. وإنما تجاوزات لتوصيات تم إقراراها.. لتكتشف اللجنة بأنها غير مفعلة.. وتفاصيل أخرى..!
وطبعا ليس القضية في مشروع المدرب الجديد الذي يخضع الآن إلى عصف أفكار جديدة بعد مفاوضة (20 مدربا).. فهناك رأي يتوجه نحو تأجيل التعاقد مع مدرب جديد في هذه الفترة خاصة بعد التأخر كثيرا.. رغم
إن بعض أعضاء الإتحاد حددوا مدة لا تتجاوز نهاية فبراير للكشف عن اسم المدرب الجديد.. ومضى على ذلك نصف الشهر ولم يعلن عن موعد جديد..!
وبقيت المنتخبات الوطنية في علب مجمدة.. ويكاد يكون الإتحاد في الفترة الأخيرة هادئا إذا ما استثنينا منتخب الشواطئ الذي تأهل إلى كأس العالم.. ويعرف بأن منتخب الشواطئ يجد متابعة واهتمام ودعم متواصل من
قبل الوزارة.. ومع ذلك فهو ساهم في تحريك المياه الراكدة للإتحاد الذي يعيش مرحلة سكون بدون نشاط فعلي..في الوقت الذي تشير الأرقام بأن الإتحاد صرف (1.2 مليون ريال) من المكرمة السامية التي
خصصت لدعم المنتخبات الوطنية لكرة القدم وتبلغ (2.6 مليون ريال).. ونحن مازلنا في الربع الأول من العام الجاري.. ولم تظهر هوية أي منتخب كروي لا ناشئين ولا شباب ولا أول..!
وربما السعي الحثيث للإتحاد لتحريك مشروع المنتخبات السنية للمناطق لتكوين (18 منتخبا).. وهو
المشروع الذي مضى أكثر من (شهرين) من إعلانه ولم يظهر على السطح أي نتائج فعليه.. ربما مازال يطبخ على نار هادئة.. وهو مشروع وجهت تحفظات حوله لأنه يمكن في المقابل أن يضر بكثير من الأندية
لأنه سيستقطب مدربي الأندية (36 مدربا) وبالتالي سيتسبب في شل الحركة بهذه الأندية.. ومع ذلك فهي محاولة للحركة والخروج من الجمود فقط.. ولا يمكن أن نحكم عليها بالنجاح أو الفشل..!
لذلك فإن هذا الإتحاد يحتاج إلى إعادة إنعاش قبل أن ينفجر الوسط الرياضي في وجه كرة القدم..التي باتت تبحث عن هوية جديدة بعد أن حققت هوية مميزة خلال السنوات الماضية.. فمن سيكون المنقذ ياترى.. هذا (إن.. عاش)..؟!
سالم الحبسي رئيس لجنة الإعلام الرياضي في سلطنة عُمان ورئيس الإتحاد الخليجي للإعلام الرياضي.