الليلة.. يقف فريقا الوحدة والوصل على عتبة الحلم، حين يلتقيان معاً في نصف نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، باستاد مدينة زايد الرياضية، ولا شك يتطلعان معاً إلى الفوز للمضي إلى منصة التتويج في
أغلى مسابقة، فالوصول إلى النهائي في حد ذاته هو الإنجاز، وهو الأمل الذي يداعب الفريقين، خاصة أن المسابقة تعد إنقاذاً لموسم الفريقين محلياً بعد أن خرجا من كأس الرابطة، وابتعدا عن حسابات الدوري.
وعلى الرغم من أن الكأس غالباً هي بطولة المفاجآت، غير أنها مضت حتى الآن في نسق طبيعي، فالفرق الأربعة التي صعدت إلى نصف النهائي تستحق ذلك، وهي من الفرق ذات التاريخ الحافل مع البطولات كافة،
سواء الوحدة أو الوصل اللذان يلعبان اليوم، أو الجزيرة والشباب اللذان يلعبان غداً، لذا من الصعب جداً أن نرجح كفة فريق على آخر، وكل منها يستحق أن يتوج بطلاً للمسابقة.
ويخوض الوحدة مباراة اليوم، بطموح الاستمرار في معدل الارتفاع البياني الذي شهده أداء الفريق مؤخراً ووصل إلى معدل كبير في مباراة العنابي الآسيوية أمام بيروزي الإيراني والتي انتهت بتعادل الفريقين في
إيران، وهي النتيجة التي تمثل قوة دفع لأصحاب السعادة، ولديهم الرغبة في مواصلة الأداء بذات الإيقاع لتعويض جمهورهم الابتعاد كثيراً عن درع الدوري الذي يقبع في خزائنهم حتى الآن. وتمثل عودة محمود
خميس والبرازيلي بيانو إلى صفوف الوحدة اليوم، قوة دفع إضافية، من الممكن أن يكون لها مردودها على
المستوى الفني للفريق، على من اعتراف كل الوحداوية بأن مباراة اليوم بالذات في غاية الصعوبة، ولا يمكن الادعاء بأن حسمها سهل المنال.
القائمون على أمر الفريق الوحداوي يراهنون على أن مباراة بيروزي كانت محطة فاصلة بين ما كان عليه الفريق وبين ما يبتغيه، وأنها وضعت حداً لما سبقها من تذبذب، وما يؤملونه من العودة لسابق مستواهم، كما
يراهنون على أن الروح القتالية التي لعب بها اللاعبون في إيران ستكون العنوان الأبرز في المحطات المقبلة، سواء كانت آسيوية أم محلية. على الجانب الآخر، فإن الوصل ملم بكل تفاصيل أصحاب السعادة،
والأهم أنه ملم بتفاصيل مهمته الجديدة، وحاله كحال الوحدة، يرفض التفريط في الحلم الذي لاح وبات على بعد خطوة، تفصل بينه وبين منصة التتويج، ولن يفكر كمنافسه في الخطوة الذهبية إلا بعد عبور معترك اليوم.
وتبدو ظروف الوصل شديدة الشبه بظروف الوحدة، فكلاهما لم يعد لديه في الموسم ما يخسره، وكلاهما ذاق طعم البطولة العام الماضي، حين توج الوصل بالخليجية، فيما كان الوحدة فارس الدوري المحلي، وكلاهما لا
يعبر حاله وواقعه هذه الأيام عن حقيقة ما لديه من مؤهلات. ويمتلك البرازيلي فارياس مدرب الوصل الكثير من الأوراق القادرة على بعثرة الحلم الوحداوي، كما أن غياب نجم وسطه محمد جمال عن تشكيلة المباراة
اليوم، وإن بدا موجعاً لطموح الفهود، إلا أنه لن يوقفهم عما يريدون، لا سيما أن الفريق يضم في صفوفه عدداً من اللاعبين الجاهزين تماماً للمباراة، يمنحون المدرب الكثير من الخيارات.
كل ما نأمله أن ترقى المباراة لمستوى طموحنا نحن، فإذا كان الصعود للنهائي هو أمل الفريقين وجماهيرهما، فإن كل جماهير الكرة الإماراتية تريد تتويجها الحقيقي، وهو المتعة.
كلمة أخيرة
الفائز اليوم، سيتوج، إذ يكفيه الصعود إلى منصة، الذهب فيها مثل الفضة.