** بين يدي ملف يضم وجوها شابة عديدة .. أعطت نموذجا حيا للغة النجاح الباهر .. دون ضجيج وضوضاء فضائي وأرضي .. وبعمل احترافي قلما يوجد في إدارات الأندية ..!!
** حملوا بقايا شمعة أمل وحلما في مدينتهم .. وبدأوا من الصفر مع فريق يحبو في الدرجة الأولى .. لم يتصارع أحد منهم على وسائل الإعلام .. ولم ينسب أي شخص منهم الإنجاز لنفسه .. عملهم أكثر من كلامهم .. تلك هي
إدارة الفتح التي يقودها العفالق والراشد اللذان صقلا خبرتهما في موسمين .. ونجحا بدرجة امتياز في اعتلاء الهرم الإداري الاحترافي ..!!
** أغبط الفتحاويين كثيرا بهذه الإدارة الشابة .. التي نجحت في الموسم الماضي بأن يكون فريقها الحصان الأسود في دوري المحترفين .. وكررت النجاح هذا الموسم في انتشال الفريق من القاع إلي المراكز المتقدمة دون
ضوضاء وضجيج .. ولا انفعالات بتغيير المدرب والتهافت على تسجيل النجوم في الفترة الثانية لتسجيل المحترفين .. وما يثير الإعجاب في هذه الإدارة أنها تخطت الصعاب .. واستبدلت الأشواك في طريق فريقها الكروي
بالورود .. لكننا لم نسمع تصريحا واحدا من الرئيس العفالق أو مشرف الكرة الراشد .. فيه نغمة رددنا على المشككين أو نجحنا في الإنقاذ .. الأمر سار بهدوء تام وإخلاص منقطع النظير .. وتجلى ذلك بثلاث انتصارات متتالية
على الوحدة والاتفاق وأخيرا على فارس هذا الموسم الفيصلي في عقر داره وبين جماهيره ..!!
** سنصفق للفتح طويلا لأنه أحيا الكرة في الشرقية بعد مماتها .. فحرك الاتفاق .. وحفز هجر الذي اقترب كثيرا من دوري الكبار .. بعد أن مكث لسنوات طوال في الأولى .. وأبقى على حافز القادسية في التمسك بالبقاء .. لأن
الكثير من الجماهير القدساوية تقارن فريقها بالفتح الذي صعد معها قبل موسمين ..!!
** وما يجعلنا نرفع القبعة .. ونسكب الحبر على الورق مديحا لإدارة الفتح .. هي صفة الاقتصاد والاعتدال في جلب المواهب المحلية .. أو الاستعانة بالأجانب .. فهي لم تصرف ربع ما صرفه القدساويون هذا الموسم .. ومع ذلك
نجد مكانة الفتح في سلم الدوري بعيدة جدا عن أبناء القادسية .. فالفرق بينهما تخطيطا في المبرز وفوضى في الخبر ..!!
** وأعتقد أن نجاح إدارة الفتح بالوجوه الشابة شجع الكثير من الأندية عن البحث الجاد والمقنن على أسماء شابة يتوخى منها العمل الاحترافي بدون آفة الإعلام الذي وقع في فخها الكثير من المتحمسين للدخول في السلك الرياضي
حتى نسى من نسى عمله الأصلي وتفرغ " للشوف " .. والظهور يوميا على صدر الصفحات الرياضية والشاشات الفضائية ..!!
** إدارة الفتح المظلومة إعلاميا .. تستحق تسليط الضوء عليها .. لأنها تعمل بصمت مطبق .. ومشكلتنا في الوسط الرياضي .. أن من يعمل بصمت تهضم حقوقه ولا يلتفت له .. ولكن من يملك لسانا طويلا .. ومهمته التصاريح
نهارا ليلا نجده يوميا عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة .. حتى ولو كان فريقه يصارع من أجل البقاء في دهاليز الثانية وليس الأضواء ..!!
** أتساءل متى نعطي مثل هذه النماذج حقوقها المعنوية والإعلامية .. ما ذنبهم إذا كانوا يطبقون الاحتراف الإداري .. وغيرهم يهرج .. والأضواء تذهب لفئة أولئك الذين امتهنوا الصراخ ..!!