فعلها الجزيرة وبرباعية تاريخية نظيفة لم يسبق أن حدثت في تاريخ المباريات النهائية لمسابقة كأس رئيس الدولة، وأصبح الجزيرة هو البطل الثاني عشر لهذه الكأس الغالية، ويشق طريقه بثبات نحو الثنائية التاريخية، فهذا هو
موسم الجزيرة وها هي مواسم الحصاد الجزراوي وأيام الفرح تسكن قلب كل عشاق الجزيرة لتثبت أن لكل مجتهد نصيبا، ومهما زادت ظلمة الليل لا بد أن ينجلي النهار.
بالأمس عاشت الإمارات احتفالية جميلة وكان يوما من أيام الوطن، فالجميع كانوا هناك، حضروا ليعبروا عن شعورهم بالفخر والانتماء ليفصحوا عما تكنه صدورهم لهذا الوطن المعطاء، وللقائد الوالد يوم حضرت فيه المنافسة
الشريفة وكرة القدم النظيفة، يوم حضرنا فيه جميعا لنقول للعالم بأسره “كلنا خليفة”.
فاز الجزيرة ولم يخسر الوحدة رغم الألم وقسوة كرة القدم، يكفي الفريقان وصولهما إلى هذا المكان ويكفيهما حضور هذه الجماهير ويكفيهما هذه المتابعة التاريخية في كل مكان وتكفيهما مباراة لا تليق إلا بهما، يكفيهما فخرا هذا
الحضور وذلك التواجد ويكفي كل لاعب في الفريقين أنه تشرف بالسلام على بوخالد. ولعل أروع مشاهد الختام هو منظر التتويج، ومن شاهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى
للقوات المسلحة وهو يواسي المهزوم فيتناسى حسرته ويهنئ الفائز لتتضاعف فرحته، وياله من موقف رائع عندما يكون التواضع شيخاً وأنت يا سيدي شيخاً للتواضع.
كل شيء كان رائعا بالأمس ومع أول قطرات المطر كانت المؤشرات تقول إنه بداية الغيث وكان الجزيرة الذي أثبت علو كعبه، فليس هناك من يضاهيه هذا الموسم، وليس هناك من يجاريه وبرباعية كان الفوز الجزراوي
ليدشن علاقته بلقب الكأس وما يشع منها من بريق ولتكون أول الغيث والبقية قادمة في الطريق. بالأمس لم تكن مجرد مباراة يتنافس فيها الفريقان على لقب يدخلان به سجلات التاريخ، بل كانت الإمارات على موعد مع ملحمة
سطرها أبناؤها في حب قائدها، في حب خليفة، وعندما أطلق الحكم صافرته معلنا فوز الجزيرة وبعد نهاية مراسم التتويج وتسليم الكأس، كان كل شيء قد انتهى وتفرق الناس، ولكن يبقى شعار ظل الجميع ينشده والألسن تردده
كلنا خليفة كلنا خليفة.
في الختام:
كلمة كلنا عندما نقولها لا يستحقها أي واحد ولا تليق بأي واحد، بل تقال للرجال عظيمي الأفعال تقال لمن أحب شعبه وبادله الشعب بحبه تقال لشخص واحد وليس أي واحد ف”كلنا خليفة” ومن قبله زايد.