مرة أخرى يتأكد أن الملاعب الجميلة لا تكفي لتنظيم جيد للمباريات والتظاهرات الرياضية الكبرى. تأكد هذا في افتتاح ملعب مراكش في شهر يناير الماضي واليوم في افتتاح ملعب طنجة الكبير يوم الثلاثاء الماضي .
في ملعب مراكش، كانت المفارقة، فقد نفدت التذاكر من الشبابيك لكن ظلت مقاعد كثيرة شاغرة، وكانت مظاهر الاحتفال والفرحة فوق أرضية الميدان والشغب الفوضى واقتلاع المقاعد في جانب كبير من المدرجات الزرقاء.
وفي ملعب طنجة حضر كل شيء يوم الافتتاح : كان الاكتظاظ في الأبواب والمداخل، وكان الشغب في المدرجات، واقتحام أرضية الميدان أثناء المباراة وبعدها.
التنظيم ثقافة المسؤول والمنظم والمشجع. المسؤول الجيد هو الذي يعرف كيف يوصل خطاب التحسيس والتأطير إلى قلوب المشجعين حتى يقتنعوا بها، لا أن يقول لهم فقط عبر الصحف والإذاعات والتلفزيون إن
الملعب جوهرة أو لؤلؤة تضاف إلى منجزات الوزارة، فيما المنظم الجيد، سواء كان شركة أم رجل أمن أو رجل أمن خاص، هو الذي يحسس المشجع بأنه في ملعبه، ومن تم عليه الحفاظ على سلامة مرافقه.
ولكن ماذا عن المشجع؟
في إنجلترا وعدد من البلدان الأوربية، كان المشجعون، حتى وقت قريب، يذهبون إلى ملاعب كرة القدم كأنهم ذاهبون إلى معركة أو ساحة قتال وليس لتشجيع فرقهم أو منتخباتهم، وهاهم اليوم يشاهدون المباريات على
بعد ثلاثة أمتار من أرضية الميدان، وبدون حواجز أو سياج فاصل كيف ما كان. لا يقتحمون الملعب ولا يخربون ولا يكسرون، كما أن المنظمين ورجال الأمن لا يستعملون عصيهم وخيولهم.
فما الذي تغير؟
قوانينهم أصبحت أكثر صرامة، وتواصلهم مع الجمهور أكثر إبداعا، وجمهورهم أكثر وعيا. هذا هو الفرق.