بدأت الحرب بين السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والقطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي، تأخذ منعطفاً جديداً، مع اقتراب موعد الانتخابات في الأول من يونيو المقبل، فبعدما تأكد بلاتر من عدم انسحاب منافسه من سباق الانتخابات بدأ في تصعيد لهجته ضده، ووصف انتخاب بن همام بأنه سيكون دماراً ل«فيفا»، وأنه لا يمتلك الإمكانات التي تؤهله لإدارة مؤسسة عملاقة تدير شؤون اللعبة في العالم أجمع، وتستثمر المليارات في سبيل نشر ورفع مستوى كرة القدم، ورد بن همام بأن هذا القول غير منطقي، وينم عن أنانية واضحة لدى بلاتر.
والمؤكد أن الحملة ستزداد سخونة بين الرجلين في الأيام المقبلة، وسيكون الضرب تحت الحزام بالمصطلح الرياضي، خصوصاً من قبل الرئيس الحالي جوزيف بلاتر، إذ إنه لم يكن يتوقع أن يستمر بن همام في المنافسة، وأعلن من قبل أن منافسه سينسحب في مقابل وقوفه إلى جانب قطر في تنظيم كأس العالم ،2022 إلا أن الأمور سارت كما لا يتوقع، وهو المعروف عنه شخصيته النرجسية المتعالية، وبالتالي سيستخدم كل الأسلحة المعلنة والخفية من أجل تدمير منافسه محمد بن همام.
المؤكد أيضاً أن مؤسسة «فيفا» في عهد بلاتر شهدت طفرة غير مسبوقة، إلا أن هذا لا ينفي وجود فساد في هذه المؤسسة، وسبق أن كتبت هنا عن الخفايا المثيرة ل«فيفا» من فساد مالي، ظهر على السطح، وتناولته وسائل الإعلام، إلا أن الداهية بلاتر يخرج من كل فضيحة مالية أكثر قوة، لما يملكه من دهاء وحنكة وتأثير في العالم الكروي.
بالطبع فوز أحد المتنافسين لن يكون بسبب الكفاءة الشخصية أو البرنامج المستقبلي، لكنه يتوقف على مجموعة عوامل، تجمع بينها المصالح المشتركة، ويجيد بلاتر جذب الاتحادات المختلفة، بما يقدمه لها من مساعدات مالية ورياضية تجعله المفضل لدى الأغلبية.
وأعتقد أن فوز بلاتر أصبح مسألة وقت فقط، بعدما ضمن غالبية الثلثين من الاتحادات في العالم، وإن كنت أتمنى أن يفوز محمد بن همام، لما يمثله ذلك من نجاح عربي جديد في المؤسسات الدولية.