يروي الامين العام للاتحاد اللبناني لكرة القدم رهيف علامة، تفاصيل دقيقة عن الامور التي أدت الى اهتزاز العلاقة بين رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" السويسري جوزف سيب بلاتر، ورئيس الاتحاد الآسيوي المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي في وجه بلاتر، القطري محمد بن همام العبدالله.
بدأت القصة في أيار 2009 في انتخابات الاتحاد الآسيوي لمقعد "الفيفا" عن منطقة غرب آسيا الذي يشغله بن همام. وقال بلاتر في العشاء الذي أقيم في فندق "ماريوت" في كوالالمبور، وكنت حاضراً، كلاماً غمز فيه بوضوح من قناة رئيس الاتحاد الآسيوي. الا انه سارع وقال كلاماً مناقضاً ل"ابو جاسم" في الفندق الذي نزل فيه الرجلان دون سواهما من الوفود، وهو المقر الدائم لبن همام في العاصمة الماليزية، تعهد فيه بلاتر اعلان موقف واضح في اليوم التالي يتضمن دعم بن همام. وقد أبلغ الاخير علامة الذي ألح عليه للتحدث مع بلاتر، انه غير مصدق، "وستكشف الساعات القليلة المقبلة ذلك". وبالفعل صعد بلاتر الى المنصة الرئيسية وتوجه الى الجمعية العمومية بكلام نعى فيه بن همام، متوقعاً خسارته، وقال:"في اي حال سيكمل معنا لمدة سنتين بصفته رئيساً للاتحاد الآسيوي".
وبحسب علامة، كاد بن همام ان يقول لبلاتر امام الجميع: "انك ضيف غير مرغوب فيه، الا انه تحلى بالفروسية شأنه دائماً، وما لبث ان طوى الصفحة لاحقاً، بعد عشاء عمل عقدته مع بلاتر في زوريخ بعد ايام قليلة، وابلغته فيه عدم وجوب القلق على موقعه رئيساً ل"الفيفا" من أبي جاسم لأن الاخير عند كلامه بأنه لن يفكر في الترشح لهذا المنصب ما دام بلاتر راغباً في الاستمرار (...)".
مضت الايام، وواظب بلاتر على تحيّن الفرص للنيل من بن همام بحراك واسع في القارة الآسيوية، حتى ضاق القطري ذرعاً بعد استنفاد كل الوسائل.
اما على صعيد المشهد الانتخابي، فتشير المعلومات الى تكرار سيناريو انتخابات 1998، والتي حسمت فيها الستارة اشياء كانت في غير الحسبان. وبعد توقع معسكر رئيس الاتحاد الأوروبي الاسوجي لينارت يوهانسون الفوز من الدورة الاولى بغالبية الثلثين، جاءت النتيجة في مصلحة بلاتر الذي كان يحتاج الى اربعة اصوات فقط ليفوز. فهم الاسوجي الرسالة وانسحب من الدورة الثانية.
وفي آخر المعلومات ان الاتحادات الوطنية ستقول كلمتها بمعزل عن بيانات التأييد الصادرة عن الاتحادات القارية، الداعمة لهذا المرشح أو ذاك. وعلى سبيل المثال، وبعد اعلان اتحاد أميركا الجنوبية "الكومنبول" تأييد بلاتر، تلقى بن همام اتصالات من اربعة رؤساء اتحادات من المنطقة الجغرافية هناك، ابلغوه موقفاً مغايراً لكلام رئيس الاتحاد الارجنتيني خوليو غروندونا.
كما لا يخفي مقربون من بن همام، وهم من غير مروجي اصحاب الحل والربط في حملته، انزعاجه من الموقف الالماني غير المكتفي بدعم منافسه، بل اعتباره الافضل. ويذكر هؤلاء بما فعله بن همام لجعل المانيا تستضيف مونديال 2006 على حساب جنوب أفريقيا المدعومة من بلاتر. وبحسب هؤلاء، فإن بداية الخلاف بين الرجلين وقعت بعد التصويت لمصلحة الملف الالماني.
الاول من حزيران الموعد، وفيه إما ذهاب بلاتر الى البيت، واما استمرار بن همام رئيساً للاتحاد الاسيوي لولاية كاملة.