بتـــــاريخ : 7/18/2011 7:18:00 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1111 0


    وداعاً أمي .. استميحكم عذراً للعودة !

    الناقل : The Princess | العمر :31 | الكاتب الأصلى : عزالدين الكلاوي | المصدر : www.kooora.com

    كلمات مفتاحية  :
    امراة وداعا أمي استميحكم عذرا

    اعتذر للقراء والمتصفحين الاعزاء عن عدم تغيير مقالي السابق لفترة طويلة تقترب من ثلاثة أسابيع ، لمروري بفترة عصيبة من عمري ، فقدت خلالها والدتي الحبيبة – يرحمها الله – التي غيبها الموت بشكل مفاجيء وأنا بعيد عنها ، واختار لها المولي سبحانه وتعالي يوما مباركا وساعة طاهرة وظروفا ميسرة لتكون ارهاصات لي وإخوتي ، عن أن هذه السيدة الطيبة ستكون بمشيئة الله سبحانه وتعالى في مكان أفضل وإلي مصير أرحم من تعب الدنيا وعناء الحياة .. نقول هذا، ونحسبها على خير ولا نزكي على الله أحدا وحسبنا الله ونعم الوكيل.

    كانت أمي – رحمة الله عليها – دائما تطالبني عبر الهاتف أو خلال زياراتي القصيرة لها في السنوات الاخيرة ، أن أكف عن الغربة والسفر والترحال، وأن أشد الرحال لأعود إلي القاهرة ، وأكون بين أهلي وناسي ، وكنت دائما أبشرها بأنني سأرجع عما قريب ، وكانت دائما ما تتعجل هذه العودة وتحذرني من أنها تخشى أن يأتيها الموت فجأة ، فلا أكون بجوارها في لحظاتها الصعبة الاخيرة وكانت هذه وصيتها منذ أن فارقنا حبيبنا المشترك – والدي يرحمه الله – قبل 26 عاما ، عشناها بعده نكمل رسالته مع أشقائي ونقتسم فرحة الدنيا وهمومها مع المراحل الجديدة في حياتي أنا وأشقائي بعد أن شق كل منا طريقه وزادت مسئولياته مع الزاوج وانجاب الاولاد .. وسبحان الله فقد حدث ما كانت تخشاه والدتي ، وكنت في المنامة عاصمة البحرين ، ولكن رحمة الله سبحانه وتعالي كانت كبيرة بي ،وكان حب ودعاء هذه السيدة الطيبة منقذا لي،لأكون بقربها - ولو متأخرا - في الموعد بعد ثلاث ساعات من انتقالها إلي الرفيق الاعلي ، وأكون بجوارها في مشوار الوداع الاخير ، إماما لصلاة الجنازة عليها بعد صلاة الجمعة في أحد المساجد الضخمة بالقاهرة ورفيقا ملاصقا في سيارة نقل الموتي أتلو بجوار رأسها آيات القرآن الكريم ، ثم إماما لصلاة الجنازة مرة أخري بعد صلاة العصر بقريتنا الواقعة بجوار مدينة طنطا ، حيث شيعها آلاف من الاقارب والاهل والمحبين ، لكي أنزل قبرها وأشارك في حملها لمثواها الأخير وأذكّرها بالقول الثابت ويكون آخر كلامي معها في القبر كما قال المصطفى الهادي البشير لأصحابه قبل رحيله بلحظات موعدنا الحوض يوم القيامة ( حوض الكوثر).. لم تنزل دموعي كثيرا وإن بكى قلبي بلوعة العمر ، فقد فقدت أكبر دعم وسند لي في حياتي ، وحينما تموت أُم الانسان كما جاء في الأثر ، فإنه ينادي مناد في السماء " يا فلان .. ماتت التي كنا نكرمك لأجلها ، فإعمل صالحا .. نكرمك لأجله " .. ربما استراح قلبي قليلا مع كل كلام طيب اسمعه من الاهل والجيران والاقارب وحتى الغرباء عن أمي الطيبة ، وربما هدأت نفسي، لشعوري أن أمي التي دُفنت في نفس القبر الدي دُفن فيه والدي، قد لبت نداء ربها واستراحت من تعب وضيق الدنيا وهمومها ، لم تدخر وسعا للتقرب إلي الله، بالعبادات والذكر وأداء النوافل والطاعات التي كانت ترهق صحتها ولا تناسب عمرها ، وكانت لا تنام حتي تصلي الفجر ، فإذا صلت الفجر، اتكأت تسبح وتدعو وتذكر الله العلي القدير انتظاراً لشروق الشمس حتي تصلي ركعتي الضحى التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم أنها صلاة الأوابين ..إبنة أخي قالت لي أنها شاهدتها للمرة الأخيرة واقفة يوم وفاتها، بعد صلاة الفجر بفترة وقد بدأ نور الصباح في الافق ، وحينها كانت أمي تقف ترقب ساعة الحائط وتسأل حفيدتها عن الوقت لتتأكد من دخول وقت الشروق ليوم الجمعة ، ثم دخلت إلى غرفتها لأداء صلاة الضحى ليأتيها ملك الموت ، لم نعرف بالتأكيد هل كانت في الصلاة حين بدأت سكرات الموت ، وهل كان قولها في أثناء ذلك " سبحان ربي العظيم " كان ذكراً ، أم دعاء ، أم صلاة .. وربما قلبي يحدثني أنها كانت في صلاة ، لكن أن تسأل في هذه الظروف عني وتذكر إسمي ، ليطلبني أخي علي الهاتف لتسمعني وأسمعها للمرة الاخيرة ، ويجمعني بها الاستغاثة بالله وذكر الشهادتين ، فهذا ما لن أنساه أبدا يا أمي حتي يجمعني المولي سبحانه وتعالي بك في الجنة بإذن الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

    هذا عن أمي التي فارقتني ، أما أمي التي تعيش في قلبي ، فهي معي دائما إلى أن ألقى وجه ربي .

    ** في الختام ، أعتذر مرة أخري للقراء والمتصفحين الاعزاء عن هذا المقال الذي يبدو شخصيا ، ولكنه بالنسبة لي كان الطريق الوحيد للعودة مرة أخري إلى الكتابة ويالها من مهنة صعبة، لاتعترف بالظروف او متاعب الحياة .." تعب كلها الحياة فما أعجب ..إلا من راغب في ازدياد !!"


    كلمات مفتاحية  :
    امراة وداعا أمي استميحكم عذرا

    تعليقات الزوار ()