كبرى فصائل التمرد رفضت الاتفاق
وقعت حكومة السودان الخميس في اتفاقية سلام مع حركة التحرير والعدالة الناشطة في اقليم دارفور من دون مشاركة حركات التمرد الكبيرة في الاقليم دارفور، وذلك بعد 30 شهرا من المفاوضات برعاية الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وقطر والجامعة العربية.
وتم التوقيع على "وثيقة الدوحة للسلام في دارفور" بحضور الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من نظرائه الأفارقة.
وتم التوقيع على هذه الوثيقة "النهائية" بعد ثلاثين شهرا من المفاوضات برعاية الامم المتحدة والاتحاد الافريقي وقطر والجامعة العربية.
إلا ان كبرى الفصائل المتمردة رفضت التوقيع على الوثيقة لاسيما حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان فصيلي عبد الواحد محمد نور ومني أركو مناوي.
وتفيد تقارير ان حركة التحرير والعدالة تحالفا من المنشقين عن الحركات المتمردة الكبيرة ولا تتمتع بثقل عسكري في الاقليم.
يذكر أن القتال اندلع في إقليم دارفور عام 2003، عندما حملت جماعات متمردة السلاح مطالبة بنصيب أكبر من السلطة والثروة.
انقسام
وعزا امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني تأخر التوقيع على الوثيقة إلى ان انقسام الفصائل وعدم وجود "موقف تفاوضي واحد"، مما أثر سلبا على المفاوضات التي ترعاها قطر منذ 2008.
ودعا بن خليفة، في كلمته بمناسبة التوقيع على الوثيقة، جميع الحركات المتمردة في دارفور الى الانضمام اليها.
وقال إن التوقيع يشكل "بداية" ودعا الاطراف في الاقليم الى "تغليب مصلحة دارفور والسودان".
بدوره شكر الرئيس البشير خلال التوقيع "الشركاء في اتفاق السلام" ودعا حركة التحرير والعدالة الموقعة على الاتفاق الى دعم جهود التنمية واعادة البناء في المنطقة المنكوبة, كما انتقد أولئك الذين يعملون على تفاقم الأزمة.
وتعليقا على التوقيع, قال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل ادم ان هذا الاتفاق لا يحل ازمة دارفور.
تقول الأمم المتحدة إن النزاع أدى إلى تشريد الملايين
وقال جبريل ادم المتحدث باسم الحركة ان هذا الاتفاق لا يحل ازمة دارفور، مضيفا "هذه ليست اتفاقية سلام، بل اتفاقية توظيف، اذ تعطي وظائف دبلوماسية للذين يوقعون عليها وتفشل في ايجاد حل للمشاكل الحقيقية في دارفور".
كما وعد عبد الواحد نور يوم الجمعة الماضي بالاطاحة بنظام الخرطوم واستبداله بدولة علمانية "مشابهة لجنوب السودان" الذي اصبح دولة مستقلة رسميا.
وسبق ان وقعت حركة العدل والمساواة اتفاقا لوقف الاعمال العدائية مع الخرطوم في 2010 ضمن مفاوضات الدوحة, الا ان الاتفاق سرعان ما انهار وانسحبت الحركة من هذه المفاوضات.
اما فصيل مني اركو مناوي فقد وقع اتفاق سلام مع الخرطوم في 2006 في ابوجا لكنه عاد الى القتال في كانون الاول/ديسمبر متهما الحكومة بعدم تنفيذها بنود هذا الاتفاق.
ومنذ ذلك الحين يقاتل جناح مناوي الى جانب حركة العدل والمساواة, والفصيل الذي يتزعمه عبد الواحد نور من جيش تحرير السودان.
وتقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الصراع في دارفور بحوالي 300 ألف قتيل، بينما تقول الحكومة السودانية إن عدد القتلى لا يتجاوز 10 آلاف.