آبِل (نيلْز هنريك - )
(1802 - 1829)
نيلزهنريك آبل
Niels Henrik Abel عالم في الرياضيات نروجي، أبوه وأجداده من القساوسة، وهو الابن الثاني في عائلة كبيرة العدد، تلقى جميع أبنائها تعليمهم على يد أبيهم. غير أن آبل وأخاه الأكبر أُرسلا في عام 1815 إلى مدرسة «كتدرائية كريستيانيا» في أوسلو، حيث تتلمذ آبل على أستاذ الرياضيات الشاب ب.م.هولْنْبوي (B.M.Holnboe
(1795- 1850 الذي سرعان ما اكشف موهبة آبل الفذة في الرياضيات وأصبح صديقه الحميم، وكان أول ناشر لأعماله الكاملة في عام 1839.
واجه آبل الحياة وحيداً بعد أن توفي والده في عام 1820، وعجزت والدته عن تلبية حاجاته فعاش على المنح الدراسية والقروض وعلى ما تدره عليه الدروس الخصوصية. والتحق في عام 1821 بجامعة كريستيانيا (أوسلو) الحديثة العهد وحصل في عام 1822 على إجازة في الفلسفة، وتابع دراساته بفضل المساعدات المالية التي وفَّرها له أساتذته. وصدرت أول كتاباته العلمية في عام 1823، وطبع في عام 1824 على نفقته الخاصة بحثاً بالفرنسية هو «مباحث في المعادلات الجبرية» وقد برهن فيه استحالة إيجاد الحل العام للمعادلة من الدرجة الخامسة. وفي عام 1825 حصل على منحة حكومية للسفر خارج النروج لسنتين، والتقى في برلين بالمهندس المدني كريل A.L.Crelle الذي كان يصدر مجلة «الرياضيات البحتة والتطبيقية» فأسند إليه إدارة المجلة التي ضمت مجلداتها الأولى سلسلة مقالات كتبها آبل حول نظرية المعادلات، ونظرية الدوال fonctions ومتسلسلات القوى، ومسائل في الميكانيك النظري. وبعد أن قام آبل برحلة إلى براغ وفيينة وإيطالية أقام في باريس عشرة أشهر، حيث أصيب بداء السل فعاد إلى النروج وعمل مدرساً لقاء أجر زهيد، بيد أن عوزه ومرضه لم يحولا دون الاستمرار في إنتاجه فكتب عدداً كبيراً من البحوث في تلك الآونة، ولاسيما ما يتصل منها بنظرية المعادلات والدوال الناقصية، بما فيها نظرية «معادلات آبل» و«زمَر آبل»، وعمل بسرعة على تطوير نظرية الدوال الناقصية مدفوعاً بمنافسة عالم الرياضيات الألماني كارل غوستاف جاكوبي [ر] الذي اقتسم مع والدة آبل الجائزة الكبرى للرياضيات التي قدمتها أكاديمية العلوم في باريس عام 1830 بعد وفاة آبل في فرولاند Froland عام 1829.
كان لبحوث آبل أثرها البالغ في علوم رياضيات القرن التاسع عشر، وكثيرٌ من نتائج
الرياضيات الحديثة ومفاهيمها تحمل اسمه، وقد سُميت الدّوالّ العكسية للتكاملات «بدوال آبل» وطُبعت أعماله الكاملة في مجلدين في أوسلو عام 1881.