بتـــــاريخ : 6/15/2011 3:13:08 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1612 0


    الإنترنت في رمضان

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : أحمد الكردى | المصدر : kenanaonline.com

    كلمات مفتاحية  :

    بات الإنترنت ضرورة من ضروريات الحياة، فهي من العناصر المهمة التي يمكن بها تغيير حال العالم للأحسن إذا ما استخدمت بالطريقة المثلى، لكن الكثيرين لا يرونها إلا وسيلة للتسلية والتعارف مع الآخرين.

    استقبل آلاف المسلمين حول العالم شهر رمضان بطريقة جديدة، مستخدمين التقنية الحديثة في شحذ الهمم، ونشر العلم والتنافس في الصوم والعبادة، والتصدي لبعض الأخطاء والعادات السلبية، ومحاربة الثقافة التي تروّج لها بعض الوسائل الإعلامية خلال هذا الشهر الكريم، خاصة المسلسلات.
     
    وبطبيعة الحال فإن أكثر المواقع التي استحوذت على هذه الحملات هو موقع (الفيس بوك) الاجتماعي على الإنترنت، والذي شهد إطلاق عشرات الحملات الرمضانية، من بينها حملة (أنا غير في رمضان)، وحملة (رمضان هالسنة أحلى) وحملة (رمضان يناديك) وغيرها.
    وإلى جانب هذه الحملات العامة، تضمن الفيس بوك حملات أخرى جديدة أطلقت لأول مرة، وأخرى تحمل مضامين طريفة.
     
    العبادة أولاً:
    بعض الحملات استطاعت أن تكسب آلاف الأعضاء والمؤيدين، من بينها حملة (المليون شخص لاستقبال رمضان) والتي استطاعت كسب تأييد أكثر من (14.484)
     شخصا حتى أول رمضان المبارك. وتضع هذه الحملة شعارها تحت عنوان "رمضان فرصتك للعودة إلى الله".
    وتتضمن الحملة مجموعة من الشعارات المصممة خصيصاً لاستقبال هذا الشهر الفضيل، حيث يمكن لأي شخص أن يحمّل الصورة التي تعجبه، ويذيّل بها توقيعه في المنتديات والمشاركات وغيرها. وذلك بهدف التذكير بأهمية هذا الشهر الكريم، وعظم مكانته ومدى الأجر الذي فيه.
     
    من بين الحملات الرمضانية أيضاً، حملة عرضت أهمية التخطيط المسبق والجيّد لاستقبال رمضان المبارك، وتقول الحملة للمشاركات: "حددي خطتك للشهر، وجدولي يومك، وأدرجي ضمنها أهدافك مراعية فيها دورك الاجتماعي في المنزل، واجعلي الأمر واضح لا يمكن التنازل عنه، مثال: الظهر قراءه في التفسير لأربع أوجه، العصر تلاوة جزئين مع تجهيز الإفطار، وهكذا.. فإن استعد الناس للشهر الفضيل بتفريز المأكولات فاستعدي له بالأهداف السامية".
    وتتضمن الحملة التي جاءت تحت عنوان " حملة 30 يوما إلى رمضان" مجموعة من النصائح اليومية خلال هذا الشهر الكريم، من بينها إحدى النصائح التي تقول: "أكثري من الذكر في كل لحظة، وعلقي في غرفتك ما يذكرك على ذلك، هدفنا أن نعمّر الأوقات الميتة بالذكر".
     
    حملة (أنا غير في رمضان) تحاول من خلال النصائح والتوجيهات، تغيير حياة المشاركين في الحملة نحو الأفضل، وتقديم الأعمال الصالحة على الأعمال الاعتيادية والروتينية، وفي الحملة نطالع إحدى النصائح وهي تقول لنا: "حل علينا رمضان شهر الخير والبركة، رمضان كريم علينا وعليكم.. دعونا نبدأ أول ليلة من رمضان بقراءة القران الكريم وفتح صفحة جديدة في حياتنا ومسامحة كل شخص أخطأ بحقنا، والدعاء لموتانا أن يشملهم ربنا برحمته ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته".
     
    مقاطعة المسلسلات في رمضان:
    اللافت في الحملات التي تنتشر في الفيس بوك حول رمضان، كثرة وتكرار الحملات الداعية إلى مقاطعة المسلسلات خلال هذا الشهر الفضيل. خاصة وأن القنوات الفضائية باتت تتنافس لإنتاج وشراء وعرض أكبر قدر ممكن من المسلسلات العربية المختلفة، وكأن شهر رمضان المبارك بات مسرحاً للمنافسة التلفزيونية الدرامية.
    وتعكس هذه الحملات رفض الكثير من المسلمين لتحويل هذا الشهر الكريم إلى مسرح للمنافسة، وجعله مكاناً وزماناً لعرض الإنتاج الدرامي الذي لا يخلو من المفاتن والمفاسد والأهواء.
    تقول إحدى الحملات وهي بعنوان (حملة مقاطعة المسلسلات في رمضان): "أرجو البعد عن المسلسلات التليفزيونية والبرامج التافهة التي تضيع الوقت".
     
    فيما تقول حملة أخرى تحمل الاسم نفسه: "هذه صفحة بسيطة متواضعة لمواجهة الحملة الشرسة ضد شهر رمضان المبارك، ومهمتنا  مقاطعة مسلسلات وأفلام شهر رمضان الفضيل". فيما تقول حملة أخرى: " إذا زارك في بيتك شيخ وأنت تعزه كثيراً فكيف سترحب به؟ أكيد ستستعد لمقابلته وستمنع دخول أي شيء يزعجه في بيتك، تخيل لو أنك استقبلته بالمسلسلات والأغاني التافهة وأحضرت كل ما يغضبه، بالتأكيد ستكون شخص مجنون ولا تستحق استضافته. هكذا الحال مع شهر رمضان الكريم، فلا يليق إطلاقاً أن يكون استقبال هذا الضيف الكريم إلا بكل خير وطاعة بما يليق بمقامه، لا بحملة المسلسلات والسباق بين كل القنوات والمحطات في كيفية إشغال الناس بالباطل عن هذا الشهر العظيم".
     
    ومقاطعة اللحمة أيضاً:
    إحدى الحملات الطريفة المرتبطة بشهر رمضان المبارك، حملة لمقاطعة شراء (اللحمة)؛ وذلك بهدف الضغط على البائعين وحملهم على تخفيض أسعار اللحم. ويبدو أن هذه الحملة مصرية، لأن مصر الأشهر في قضية المعاناة من أسعار اللحم ومشاكلها.
    إلا أن هذه الحملة لم تستطع تحقيق تأييد كبير، فقد كسبت تأييد 9 أشخاص فقط، ولم تحمل الكثير من المعلومات.

    ومن بين الحملات الأخرى، حملة لجمع 10 مليون توقيع لوضع شعار رمضان على الفيس بوك وجوجل. ويأمل الأعضاء الذين أطلقوا هذه الحملة، أن يجمعوا أكبر قدر ممكن من توقيع المؤيدين، لتقديمها لإدارة موقع الفيس بوك وموقع البحث الشهير جوجل، من أجل وضع شعار إسلامي على هذين الموقعين بمناسبة دخول شهر رمضان المبارك.
    كما حاول البعض الاستفادة من هذا الشهر الكريم وما يحمله من معاني سامية في التصدي لظاهرة التدخين، والتوقف عن شرب السجائر خلال شهر رمضان المبارك.  في شهر رمضان بعض مستخدمي الإنترنت يعمدون إلى استغلال تلك الوسيلة فيسخروها لما يرضي الله، وما يثبتهم على الإيمان في نهار الصيام، والبعض الآخر يبقى على سجيته في استخدامها كوسيلة للترفيه والتسلية لحين موعد مدفع الإفطار.

    كي لا نضيع أجر الصيام:
    يوسف مقداد ـ من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في ربيع عمره الثلاثين موظف إداري بوزارة الحكم المحلي ـ يؤكد على أهمية الإنترنت كوسيلة سهلة وسريعة للتواصل وكسب المعلومات ومتابعة التطور العلمي. لافتاً إلى أن الإنسان الواعي يمكنه الاستفادة من هذه الوسيلة فيما يرضي الله بعيداً عن الانجرار خلف إغراءاتها التي تؤدي إلى مهالك نفسية وإنسانية واجتماعية.

    وأشار يوسف أنه في شهر رمضان المبارك يسخر خدمة الإنترنت لنيل المزيد من الحسنات يقول: "أولاً أبدأ بإلغاء استخدام الماسنجر إلا في حدود ضيقة، خلافاً لما هو معتاد عليه حيث استخدمه للدردشة مع الأصدقاء وتبادل الأخبار، وبدلاً عن ذلك استبدلها بالبحث عن المواقع المفيدة وقراءة المقالات الدينية عن شهر رمضان وفضل أيامه ولياليه، خاصة العشر الأواخر بالإضافة إلى تنزيل بعض الندوات والمحاضرات عن الشهر الكريم".
    وأضاف بالقول: "وأحياناً أعمد إلى سحب بعض المقالات والندوات المكتوبة على ورق، ومن ثمَّ أقوم بتعليقها في المسجد الذي أصلي فيه لتعم الفائدة وأنال الأجر والثواب الأوفى من الله".

    وينتقد يوسف الكثير من الشباب الذي يعمد إلى قضاء نهار رمضان على شاشات الدردشة والشات في إطار التسلية، وقضاء نهار الصيف الطويل وصولاً لمدفع الإفطار.  مؤكداً بذلك أنهم يضيعون أجر صيامهم. داعياً الشباب إلى استخدام الانترنت فيما يرضي الله، وينشر دينه القويم ليس فقط في شهر رمضان وإنما على الدوام وأضاف قائلاً :"ليس من المعقول أن نستخدم ما سخر الله من إمكانيات علمية وتكنولوجية في معصيته".، ويرى يوسف أنه بإمكان  المدمنين على الإنترنت والذين يبقون ساعات طويلة بصحبته في غرف الشات والمجموعات التخلي عنه وذلك عبر ملء أوقاتهم بالتسبيح والاستغفار وقراءة القرآن وحضور الندوات العلمية والدينية حيث يخرجهم ذلك من دائرة الممارسة اليومية للإنترنت.

    لتبادل الرسائل الدعوية:
    أما سماح عفيف وتعمل سكرتيرة لدى مكتب محاماة في مدينة غزة، فهي تستخدم الإنترنت لتبادل الرسائل الدعوية والتواصل مع الأهل في الخارج في إطار صلة الرحم، وبشيء من التوضيح تشير إلى أنها في الأيام العادية تعمد إلى استخدام الإنترنت في تصفح المواقع الإخبارية لتكون على دراية بما يجري في العالم من إنجازات وحروب، بينما في شهر رمضان تكثف زيارتها للمواقع الإسلامية فتقرأ المقالات التي تدعو إلى حسن استثمار شهر رمضان في نيل الأجر العظيم بالمغفرة والرحمة والعتق من النار، وتحرص على أن تتبادل تلك المقالات بالإضافة إلى نشر المواقع الإسلامية عبر رسائل دعوية تبرق بها كل صباح لمن لديها في قائمة الاتصال، سواء أصدقاء دراسة أو عمل أو أقارب خارج وداخل وطنها.

    وتؤكد الفتاة أن الإنترنت وسيلة بإمكانها إيصال مستخدمها إلى الجنة إذا ما أحسن استخدامها فيما يرضي الله، وتوصله إلى النار إذا ما انساق وراء مغرياتها من غرف الشات والدردشة والفيديوهات التي تزخر بها سواء للأفلام أو المسلسلات الهابطة.

    في رضا الله:
    من جهته أكد د. ماهر الحولي (أستاذ الشريعة بالجامعة الإسلامية) أن الإسلام شجع على استخدام الوسائل والتقنيات الحديثة من أجل مواكبة العصر والاضطلاع والعلم والثقافة، وحدد ضوابط شرعية للاستفادة من تلك الوسائل وجعلها في خدمة الإسلام والمسلمين.
    وأضاف د. الحولي في حديثه لموقع (لها أون لاين) بالقول: "إن شهر رمضان يجب أن يغتنم الإنسان كل لحظة فيه للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى"، مشيراً إلى أن استعمال الناس للإنترنت في شهر رمضان يحمل على طريقين، فقد يمثل إيجابية إذا ما استعمله الإنسان للتعرف على آداب الصيام وما يجب فعله في نهار رمضان لينال جزاء الصيام من الله.

    ولفت د. الحولي أنه إذا ابتعد عن هذا الجانب؛ فإن استخدامه وما يجره على الصائم يكون سلبياً بحيث يستخدمه البعض لمضيعة الوقت، ويؤدي بهم ذلك إلى التأخر عن تأدية العبادات في وقتها، ناهيك عن العبث وعدم القيام بالواجبات الشرعية في رمضان، وأحياناً إذا استخدمه فيما هو محرم فيؤدي ذلك إلى جرح صيامه أو مفسدته. وشدد د. الحولي على ضرورة تسخير كافة التقنيات الحديثة فيما يساعد على صحة العبادة وتقويتها في رمضان وغيره من الأشهر، بالإضافة إلى تجنيب النفس أثناء استعمال التقنيات الحديثة عن كل ما يجرح ويؤثر على الصيام.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()